تُعد زراعة العنب في منطقة القصيم من أبرز الأنشطة الزراعية التي تسهم في تنويع الإنتاج وتدعيم الاقتصاد المحلي، حيث تشكّل هذه الزراعة جزءًا مهمًا من بساتين الفاكهة التي تتميز بها المنطقة، إلى جانب التين والنخيل.
وتأتي هذه الأهمية في إطار توجهات التنمية الزراعية المستدامة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي وتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وتزدهر زراعة العنب في بيئة زراعية ملائمة وفريدة من نوعها، تجمع بين خصوبة التربة، والمناخ المعتدل نسبيًا، وتوفر الموارد المائية اللازمة، ما يجعل من إنتاج العنب في القصيم عالي الجودة من حيث الشكل والطعم والحجم.
وتتركز زراعته في عدد من المحافظات المعروفة بنشاطها الزراعي، وفي مقدمتها عيون الجواء، والبدائع، والمذنب، التي تشهد كل عام موسماً وفيراً من إنتاج العنب بأنواعه المختلفة.
وتتنوع الأصناف المزروعة في المنطقة بين البناتي الأخضر والأحمر، والبلاك ماجيك، والحلواني، حيث أثبتت هذه الأصناف قدرة كبيرة على التكيّف مع البيئة المحلية، وأظهرت نتائج مميزة في العائد الإنتاجي والجودة التسويقية، مما ساعد في تلبية احتياجات السوق المحلي بشكل مستمر، وفتح آفاق مستقبلية لتصدير الفائض للأسواق الخارجية.
ويُقام مهرجان العنب هذا العام في مركز البسيتين بمحافظة عيون الجواء، وسط حضور واسع من الزوّار والمتسوقين، في أجواء احتفالية تعبّر عن مدى ارتباط أهالي المنطقة بهذا المنتج الزراعي العريق.
ويشهد المهرجان تنظيمًا مميزًا من أمانة منطقة القصيم، بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير المنطقة، ومتابعة معالي وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل.
ضمن جهود تهدف إلى دعم المزارعين وتعزيز الحراكين الاقتصادي والسياحي في المنطقة، وبيّن أمين منطقة القصيم المهندس محمد بن مبارك المجلي أن المهرجان يعكس ما وصلت إليه الزراعة المحلية من تطور ووفرة في الإنتاج، كما أنه يُعد منصة فاعلة لدعم الأسر المنتجة وتمكينها.
بالتعاون مع البلديات والجهات الحكومية المختلفة، وعلى رأسها بلدية القوارة، في سياق السعي لتحقيق تنمية محلية مستدامة تُراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة المهندس سلمان بن جارالله الصوينع أن زراعة العنب تُعد من الموارد الواعدة، وتحظى بدعم وتحفيز من سمو أمير المنطقة، خاصة في ما يتعلق بتوسيع رقعة الاستثمار الزراعي.
وتشجيع الصناعات التحويلية المرتبطة بإنتاج العنب، بما يرفع من القيمة المضافة لهذا المنتج ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة.
وأشار الصوينع إلى أن إنتاج المنطقة من العنب يقارب 30 ألف طن سنويًا، ما يعزز من دور القصيم في تلبية الطلب المحلي، ويمنحها ميزة تنافسية في الأسواق الإقليمية، خاصة مع التوجه نحو تصنيع منتجات مشتقة من العنب، كالزبيب والدبس والعصائر والخل الطبيعي.
من جانبهم، عبّر المزارعون المشاركون في المهرجان عن رضاهم الكبير، ومنهم عساف الهويملي، الذي أشار إلى أن المهرجان وفر فرصًا تسويقية مباشرة للمزارعين، إضافة إلى خلق وظائف موسمية للشباب.
سواء في البيع أو التحضير داخل الأكشاك، مؤكدًا أن التوسع في المنتجات التحويلية مثل الدبس وورق العنب والمربى ساعد في تعزيز العائد المادي ورفع جودة المنتج.
وتواصل منطقة القصيم، بدعم من الجهات المختصة، جهودها في تقديم الإرشاد الفني للمزارعين، وتحفيزهم على اعتماد أساليب الزراعة الحديثة، بما يضمن رفع كفاءة الإنتاج وجودته، ويُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي وتعزيز مكانة المنطقة كمركز زراعي حيوي على مستوى المملكة.