ثورة في الجراحة بالمنظار .... استئصال ورم البنكرياس والإثني عشر دون فتح جراحي!

في إنجاز طبي نوعي يضاف إلى سلسلة النجاحات المتواصلة التي تحققها مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية، شهد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في الخبر إجراء أول عملية من نوعها في منطقة الخليج العربي لاستئصال أورام رأس البنكرياس والإثني عشر والقنوات المرارية باستخدام المنظار الكامل دون الحاجة إلى الشق الجراحي التقليدي.

وهي العملية التي تعرف طبيًا باسم Totally Laparoscopic Whipple’s Procedure، وقد استغرقت العملية الجراحية الدقيقة والمعقدة نحو ثماني ساعات، وأُجريت لمريض يبلغ من العمر 60 عامًا، في إنجاز غير مسبوق على مستوى مستشفيات القطاع الخاص في المملكة والمنطقة.

إقرأ ايضاً:

وأوضح الدكتور عبدالوهاب الشهراني، استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة والمناظير المتقدمة والروبوت الآلي، وجراحات الكبد والبنكرياس والقنوات الصفراوية، رئيس الفريق الطبي المعالج.

أن المريض حضر إلى المستشفى وهو يعاني من أعراض مقلقة تمثلت في فقدان كبير للوزن، وانعدام الشهية، وآلام حادة ممتدة من البطن إلى الظهر، وهي أعراض استدعت إجراء سلسلة متقدمة من الفحوصات الطبية الدقيقة.

وقد شملت هذه الفحوصات الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، إضافة إلى تحاليل الدم وفحوصات علامات الأورام، والتي كشفت عن وجود ورم سرطاني ضخم في رأس البنكرياس ممتد إلى الإثني عشر والقنوات الصفراوية الكبدية، مع وجود التصاق بالوريد البابي المغذي للكبد.

وأضاف الدكتور الشهراني أن فريق الجراحة قرر بعد دراسة شاملة للحالة الطبية، وبناءً على نتائج الفحوصات التشخيصية، إجراء عملية استئصال كاملة للورم باستخدام المنظار الدقيق، وذلك عبر تقنية "ويبل" المتقدمة.

وتطلبت هذه العملية جهداً جراحياً معقداً، شمل فصل الورم عن الأنسجة الحيوية المحيطة به بدقة عالية، خاصة الوريد البابي، ثم إعادة توصيل الأعضاء الداخلية كالمعدة والقنوات المرارية بالأمعاء الدقيقة، لضمان استعادة وظائف الجهاز الهضمي بعد الاستئصال.

وأكد الدكتور الشهراني أن العملية تمت بنجاح تام، ولم تُسجل خلالها أي مضاعفات كبيرة، كما لم يحتاج المريض إلى نقل دم، وهي من المؤشرات الإيجابية على كفاءة التخطيط والتنفيذ للعملية.

وتم إفاقته مباشرة بعد انتهاء الجراحة وهو بكامل وعيه، ثم نُقل إلى العناية المركزة لمدة لم تتجاوز 24 ساعة كإجراء احترازي، قبل أن يغادر المستشفى خلال أيام قليلة بحالة صحية جيدة ومستقرة.

واعتبر الدكتور الشهراني أن هذا الإنجاز يمثل نقلة نوعية في مستوى العمليات الجراحية المتقدمة التي تُجرى في مستشفيات القطاع الخاص بالمملكة، مشيرًا إلى أن مثل هذه العمليات كانت تقتصر في السابق على المراكز الطبية الكبرى المتخصصة عالمياً.

وأضاف أن النجاح المحقق يعكس المستوى العالي من الكفاءة الطبية والتقنية التي يتمتع بها مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر، والذي يُعد اليوم مركزاً مرجعياً متقدماً في جراحات الكبد والبنكرياس على مستوى المنطقة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية مثل هذه الإنجازات الطبية في تعزيز الثقة بالكوادر الوطنية، ودعم مسيرة التحول الصحي في المملكة، عبر تقديم خدمات طبية متقدمة بمعايير عالمية تضع المريض في قلب الاهتمام، وتفتح آفاقًا جديدة للعلاج داخل المملكة دون الحاجة للسفر إلى الخارج.