رقميًا وبلا ألم.. هل تغيّر الجراحة الروبوتية وجه الطب الحديث؟

أكد استشاري الجراحة الروبوتية الدكتور خالد الداغري أن العمليات الجراحية التي تُنفذ باستخدام تقنيات الروبوتات تُعد أقل ألمًا وأكثر دقة مقارنة بالأساليب الجراحية التقليدية أو جراحة المناظير. جاء ذلك في مداخلة إعلامية مع قناة «الإخبارية»، أوضح خلالها أهم التحولات التي يشهدها قطاع الجراحة على مستوى المملكة والعالم.

وأشار الدكتور الداغري إلى أن التقنيات الجراحية مرت بمراحل تطور متسارعة، حيث كانت البداية بالجراحة المفتوحة التقليدية التي تعتمد على الفتح الكامل للمنطقة المصابة، ثم جاءت جراحة المناظير التي مكّنت الجراحين من العمل عبر شقوق صغيرة باستخدام كاميرات وأدوات دقيقة، والآن يشهد العالم اعتمادًا متزايدًا على الجراحة الروبوتية التي تتيح للجراح تحكمًا عاليًا وتقنية ثلاثية الأبعاد تُقلل من الأخطاء البشرية.

إقرأ ايضاً:

وأضاف أن الجراحة الروبوتية تُعتبر نقلة نوعية في عالم الطب الجراحي، ليس فقط بسبب تقليل الألم بعد العملية، وإنما أيضًا بسبب تقليص فترة التعافي، والحد من النزيف والمضاعفات، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للعديد من الحالات الطبية التي كانت تتطلب جراحات معقدة في السابق. ولفت إلى أن الروبوت لا يعمل بشكل مستقل، بل يُدار بالكامل من قبل الجراح، ما يجمع بين الخبرة البشرية والدقة التقنية.

وبيّن أن المستشفيات السعودية بدأت بتبني هذا النوع من الجراحات بشكل أوسع خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في المستشفيات المرجعية والمراكز الطبية المتخصصة، مما يعكس اهتمام المملكة بالابتكار الطبي واستقطاب أحدث التقنيات العالمية. وأكد أن الأطباء السعوديين باتوا يمتلكون مهارات عالية في تشغيل هذه الأنظمة الجراحية بعد خضوعهم لبرامج تدريبية مكثفة داخل وخارج المملكة.

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور الداغري على أهمية توعية المرضى حول مزايا الجراحة الروبوتية، مشيرًا إلى أن المستقبل القريب سيشهد توسعًا كبيرًا في استخدامها ضمن مختلف التخصصات الجراحية، بما يسهم في رفع جودة الرعاية الصحية وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير القطاع الصحي.