يشهد نادي الهلال السعودي حراكًا إداريًا لافتًا في الأيام الأخيرة، عقب إعلان الرئيس الحالي فهد بن نافل عدم نيته الترشح مجددًا لرئاسة النادي، ما فتح الباب أمام سباق تنافسي محتدم بين ثلاث شخصيات بارزة تسعى لتولي هذا المنصب في واحدة من أهم مراحل تاريخ النادي الأزرق.
وبحسب مصادر مطلعة داخل أروقة الهلال، فإن الأمير نواف بن سعد يُعد أبرز المرشحين لتولي دفة الرئاسة، مستندًا إلى خبرته الطويلة في إدارة الشأن الرياضي وقدرته على التواصل مع اللاعبين والإدارات المحلية والدولية، مما يجعله في مقدمة الأسماء المطروحة.
إقرأ ايضاً:
تدشين معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعسير يعزز ثقافة الابتكار بين الطلابأكاديمية الخليج للطيران تحصل على ختم الجودة الذهبي لتميزها في التدريب الجوي والابتكار التعليميكما دخل على خط المنافسة حمد المالك، الذي يمتلك خلفية استثمارية وإدارية قوية، ويراهن على مشروع متكامل لتطوير النادي إداريًا وماليًا، فيما يعد فهد الخنيني الاسم الثالث في هذا السباق، والذي يحظى بتأييد من بعض الدوائر الهلالية لدوره في ملفات سابقة داخل النادي.
وكان فهد بن نافل قد أعلن رسميًا مساء أمس، عبر بيان أصدره باسم شركة الهلال غير الربحية، أنه لن يترشح لفترة جديدة، مؤكدًا أنه يشعر بالفخر حيال ما تحقق من إنجازات خلال فترة رئاسته، ومشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى قيادة جديدة تواصل المسيرة.
وخلال فترة رئاسته، نجح بن نافل في تحقيق عدد من البطولات المحلية والقارية، أبرزها دوري أبطال آسيا والدوري السعودي، بالإضافة إلى إشرافه على صفقات كبرى مثل التعاقد مع نيمار ومالكوم وكوليبالي، مما جعل فترته واحدة من أنجح الفترات في تاريخ النادي الحديث.
ولكن قرار رحيله المفاجئ فتح تساؤلات كثيرة في الوسط الرياضي السعودي، لا سيما في ظل قرب انطلاق الموسم الجديد وسعي الأندية لحسم صفقاتها في الميركاتو الصيفي، حيث تخشى جماهير الهلال أن يؤدي تأخر حسم ملف الرئاسة إلى إرباك في التعاقدات.
والانتخابات القادمة ستحدد مستقبل الهلال في وقت حساس، إذ لم يتبقَ سوى أسابيع قليلة على إغلاق نافذة الانتقالات الصيفية في العاشر من سبتمبر، ما يجعل الوقت عاملًا ضاغطًا على الإدارة المقبلة التي ستتحمل مسؤولية قيادة فريق يطمح لمواصلة هيمنته المحلية والقارية.
ويترقب جمهور الهلال إعلان المرشح الرسمي خلال الأيام المقبلة، وسط حالة من الترقب والقلق على مستقبل النادي، في ظل سعي الفرق الأخرى إلى إبرام صفقات قوية واستغلال أي ارتباك إداري داخل المنافسين، وهي المعادلة التي يعرفها الهلال جيدًا واعتاد تجاوزها.
ومن جهة أخرى، لم تصدر اللجنة الانتخابية في النادي حتى الآن أي بيان رسمي يحدد موعد فتح باب الترشح، مما زاد من وتيرة التكهنات داخل الوسط الهلالي، بينما تتزايد الدعوات من الجماهير عبر مواقع التواصل إلى سرعة حسم الملف لضمان الاستقرار الفني والإداري.
ويُذكر أن الأمير نواف بن سعد سبق أن تولى رئاسة الهلال في فترات سابقة، وحقق خلالها النادي عددًا من البطولات، مما يمنحه ميزة إضافية لدى شريحة من الجماهير التي ترى فيه شخصية قادرة على إعادة الاستقرار سريعًا والتعامل مع التحديات الحالية بحنكة.
أما حمد المالك، فيسعى لتقديم رؤية جديدة تعتمد على الهيكلة المالية وتطوير موارد النادي غير الربحية، مستفيدًا من خلفيته في مجالات الإدارة والاستثمار، وهو ما يتماشى مع التوجه العام للأندية السعودية التي بدأت في التحول إلى شركات رياضية ذات طابع اقتصادي.
ومن جانبه، لم يصدر فهد الخنيني أي بيان إعلامي حتى الآن، لكنه يُجري مشاورات مكثفة مع داعمين داخل النادي، وسط حديث عن أنه قد يكون مرشحًا توافقيًا إذا ما شهدت الانتخابات انقسامًا حادًا بين الأطراف المختلفة، وهو سيناريو وارد بحسب مقربين من النادي.
وتشير التحليلات الرياضية إلى أن الإدارة القادمة، أيًا كان اسم الرئيس، ستجد نفسها أمام مسؤوليات جسيمة، ليس فقط على صعيد التعاقدات، بل في تأمين استقرار الفريق ومواصلة الإنجازات في ظل المنافسة الشرسة في دوري روشن السعودي والبطولات الخارجية.
وتُعد فترة ما بعد بن نافل لحظة انتقالية دقيقة في تاريخ الهلال، حيث يدخل النادي مرحلة جديدة يتطلب فيها قيادة قوية قادرة على إكمال المسيرة والبناء على النجاحات السابقة، في وقت أصبحت فيه الأندية السعودية تحت مجهر المتابعين حول العالم.
والرهان لا يقتصر فقط على البطولات، بل يمتد إلى توسيع قاعدة الجماهير العالمية وزيادة العوائد الاستثمارية، مما يجعل شخصية الرئيس الجديد عاملاً حاسمًا في تحديد مسار النادي خلال السنوات المقبلة، وهو ما يزيد من أهمية هذه الانتخابات المرتقبة.
ومع اقتراب نهاية المهلة المحددة للانتقالات، تترقب جماهير الزعيم القرار الحاسم من مجلس إدارة النادي، وسط آمال معلقة على شخصية تستطيع استعادة الزخم الإداري ومواكبة الطموحات الفنية للفريق، بما يعزز مكانة الهلال محليًا وآسيويًا.