تعيش أروقة نادي الاتحاد حالة من الترقب وعدم اليقين، بعد أن طفت إلى السطح مؤشرات واضحة على وجود تأخر في حسم أمور جوهرية تتعلق بالميركاتو الصيفي، وسط قلق متزايد من المدير الرياضي الإسباني رامون بلانيس، الذي لا يزال ينتظر إفصاح الشركة المشغّلة للفريق عن الميزانية المخصصة لسوق الانتقالات.
ومصادر إعلامية مطلعة كشفت أن بلانيس، الذي يُصنّف كأحد أفضل مديري الكرة في أندية الصندوق السيادي، يواجه حالة من الإرباك نتيجة تأخر الإدارة في الكشف عن تفاصيل الدعم المالي المتاح، وهو ما يضعه في موقف صعب أمام استحقاقات الموسم الجديد الذي بات على الأبواب.
إقرأ ايضاً:
تدشين معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعسير يعزز ثقافة الابتكار بين الطلابأكاديمية الخليج للطيران تحصل على ختم الجودة الذهبي لتميزها في التدريب الجوي والابتكار التعليميوالإعلامي محمد الدويش أشار في تغريدة على منصة "إكس" إلى أن بلانيس يمر بأيام غير مستقرة داخل أسوار النادي، خصوصًا وأن التحركات في سوق الانتقالات لم تبدأ فعليًا بالنسبة للفريق الأول، في وقت تنشط فيه بقوة الأندية المنافسة وتبرم صفقات ضخمة مدعومة بميزانيات واضحة ومرنة.
وينظر بلانيس إلى هذه الفترة على أنها حاسمة في تحديد شكل الفريق الذي سيدخل به الموسم المقبل، ويبدو أن عدم وضوح الرؤية المالية يُربك حساباته ويمنعه من المضي قدمًا في استكمال التفاوض مع اللاعبين المستهدفين سواء من الداخل أو الخارج، ما يزيد من حجم التوتر داخل الإدارة الرياضية للنادي.
وأكدت تقارير مقربة من النادي أن المدير الرياضي أبدى مخاوفه علنًا للمقربين منه من أن يؤدي هذا التأخير إلى ضياع العديد من الأسماء المطروحة على طاولته، خاصة وأن بعض الأندية الأخرى مثل القادسية ونيوم بدأت في إبرام صفقات قوية استعدادًا لموسم يوصف بأنه سيكون الأصعب في السنوات الأخيرة.
ويأمل بلانيس أن يحصل على دعم مالي يتناسب مع طموحات جماهير الاتحاد، التي لا تزال تترقب تحركات نوعية بعد موسم لم يكن مرضيًا على المستوى المحلي والقاري، ويأتي هذا في ظل رغبة المدرب الفرنسي لوران بلان في إعادة ترتيب الأوراق ورفع مستوى التنافس داخل التشكيلة.
ومن الملاحظ أن الاتحاد لم يعلن حتى الآن عن أي صفقة أجنبية خلال سوق الانتقالات الحالية، الأمر الذي يُثير تساؤلات كبيرة حول مدى استعداد الفريق للموسم القادم، في وقت تواصل فيه بقية الأندية تعزيز صفوفها بلاعبين دوليين وأسماء لامعة بهدف السيطرة على البطولات المحلية والقارية.
وتُعد مسألة الإفصاح عن الميزانية أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لبلانيس، الذي يعتبر عنصر التخطيط المسبق أحد ركائز عمله في إدارة الفرق، وقد سبق له أن خاض تجارب ناجحة في أندية أوروبية كبرى بفضل قدرته على بناء فرق قوية من خلال صفقات محسوبة وفعالة.
ويعيش الجمهور الاتحادي حالة من الترقب المشوب بالقلق، إذ يرى البعض أن عدم البدء في دعم الفريق حتى الآن يُنذر بصيف هادئ جدًا مقارنة بالتحركات الصاخبة التي تشهدها الأندية الأخرى، في حين يطالب آخرون بإعطاء الإدارة فرصة حتى تتضح الأمور المالية والتنظيمية داخل النادي.
ويرى محللون أن الاتحاد بحاجة ماسة إلى تدعيم صفوفه، خاصة بعد رحيل عدد من الأسماء الأجنبية المؤثرة، وأن أي تأخير إضافي في دعم الفريق قد يؤثر على جاهزيته الفنية، خصوصًا أن المدرب الجديد يسعى إلى فرض فلسفة جديدة داخل غرف الملابس تحتاج إلى عناصر نوعية قادرة على التنفيذ.
وبحسب ما تردد في كواليس النادي، فإن بلانيس قد وضع خطة متكاملة لدعم الفريق بعناصر شابة وأخرى ذات خبرة عالية، إلا أن تأخر الميزانية جعله يؤجل المفاوضات مع بعض اللاعبين الذين أعربوا عن رغبتهم في خوض تجربة احترافية مع العميد، ما يعكس حجم التأثير المباشر للوضع المالي الحالي على خطط الإدارة الرياضية.
وفي ظل هذا المشهد، تبدو الحاجة ملحة إلى اتخاذ قرار حاسم وسريع من قبل الشركة المسؤولة عن إدارة النادي، حتى يتمكن بلانيس من التحرك بحرية في سوق الانتقالات، خاصة وأن الوقت لا يعمل في صالح الفريق في ظل تقارب مواعيد الاستحقاقات المحلية والآسيوية المقبلة.
ولا يستبعد أن يضطر الاتحاد إلى دخول السوق متأخرًا بصفقات عاجلة في حال استمر الغموض حول الميزانية، وهو سيناريو لا يحبذه بلانيس الذي يرى في التخطيط المسبق حجر الأساس للنجاح الرياضي، سواء في المنافسات المحلية أو على مستوى البطولات القارية.
وتُعيد هذه الأزمة التساؤلات القديمة حول إدارة الميزانيات في الأندية، ومدى مرونة الإجراءات المالية والتنظيمية التي تتحكم في الإنفاق، خصوصًا بعد التحول الكبير الذي شهده القطاع الرياضي السعودي من خلال مشروع التخصيص ونقل ملكية الأندية إلى كيانات غير ربحية.
وتكمن أهمية هذه اللحظة في كونها تحدد شكل مستقبل الاتحاد خلال الموسم القادم، خاصة أن الجمهور ينتظر استعادة مجد الفريق في البطولات الكبرى، ولا يمكن لهذا الهدف أن يتحقق دون تدعيمات حقيقية تُلبّي تطلعات المدرج الاتحادي الذي عُرف بشغفه ووفائه للفريق.
ومع توالي الأيام، سيزداد الضغط على الإدارة الاتحادية، سواء من الجمهور أو من الجهاز الفني، في حال لم تظهر بوادر واضحة على بدء تحرك فعلي في ملف التعاقدات، وهو ما قد يُعيد للأذهان مواسم سابقة خاضها الاتحاد دون استعداد كافٍ وواجه فيها صعوبات على جميع الأصعدة.
ورغم كل هذه الظروف، لا يزال بلانيس يحرص على إبداء التفاؤل عند الحديث مع اللاعبين والموظفين داخل النادي، مؤكدًا أن العمل قائم وأن الهدف هو بناء فريق قوي قادر على منافسة الكبار والعودة إلى منصات التتويج بكل قوة.