في قرار أحدث صدى واسعًا داخل الأوساط الرياضية السعودية، أعلن فهد بن نافل رئيس نادي الهلال، عن انتهاء رحلته مع النادي وعدم ترشحه لرئاسة مجلس إدارة شركة نادي الهلال للدورة الانتخابية الجديدة، واضعًا بذلك نقطة الختام لمسيرة استمرت ست سنوات تميزت بالإنجازات والبطولات، وأعاد فيها "الزعيم" إلى واجهة المنافسة محليًا وقاريًا.
وفهد بن نافل، الذي تولى رئاسة الهلال في يونيو من عام 2019، قاد النادي خلال فترة مثمرة شهدت تتويج الفريق بعدد من البطولات المهمة، من بينها دوري أبطال آسيا والدوري السعودي للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين، مما جعله أحد أنجح رؤساء النادي في التاريخ الحديث، وفق ما تراه الجماهير والمتابعون.
إقرأ ايضاً:
وزارة الموارد البشرية تعلن مفاجأة .. سر الوثيقة التي تفتح أبواب الدخل الإضافي لآلاف المواطنين"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبد"شركة آبل" تفاجئ الجميع بـ"خصومات ضخمة".. هذا الجهاز الشهير ينخفض سعره لأدنى مستوى في تاريخه!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وجاء الإعلان من خلال بيان رسمي نشره عبر حسابه الشخصي على منصة "إكس"، حيث اختار بن نافل أن يكون قراره نابعا من حرصه على تمكين طاقات جديدة من مواصلة قيادة النادي، مؤكدًا ثقته في أن الهلال سيبقى كما كان دائمًا، كيانًا كبيرًا تحكمه المؤسسية، ويقوده رجال مؤمنون بشعاره وتاريخه.
وفي كلماته التي حملت مزيجًا من الفخر والعرفان، قال بن نافل إن لكل رحلة منصّة أخيرة، مشيرًا إلى أنه يسلّم الراية وهو مطمئن إلى أن النادي سيظل متمسكًا بثوابته، وأن من سيخلفه سيواصل العمل بروح الهلال التي عهدها جمهوره، كما عبّر عن شكره لجميع من رافقوه في هذه المسيرة، وخص بالشكر زملاءه في الإدارة.
واستعرض الرئيس المنتهية ولايته، محطات من تاريخ الهلال منذ تأسيسه وحتى اليوم، مشيرًا إلى أن الكيان الأزرق لا يقوم على الأفراد بل على منظومة متكاملة، تبدأ برجال أسسوه وتستمر بجماهيره ومكوناته كافة، وهو ما يمنح أي قائد القدرة على النجاح ما دام يعمل ضمن روح الفريق الواحد.
ويُعد فهد بن نافل واحدًا من الشخصيات الإدارية التي أسهمت في تطوير العمل المؤسسي داخل الأندية السعودية، خاصة بعد انطلاقة مشروع التخصيص الرياضي وتحويل الأندية إلى كيانات غير ربحية مدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، وقد كان الهلال من أوائل الأندية التي تم تحويلها إلى شركات، مما ساعد على تعزيز الاستقرار المالي والتنظيمي فيه.
وأكّد بن نافل دعمه الكامل للمرشح القادم لرئاسة شركة نادي الهلال، مشددًا على ضرورة تمكين الوجوه الجديدة من مواصلة البناء على ما تحقق، لا سيما مع ما تشهده الرياضة السعودية من تحولات غير مسبوقة في البنية التحتية والإدارة والاستثمار الرياضي، وهو ما يتطلب تنوعًا في الخبرات والأفكار.
ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس، حيث أعلنت اللجنة العامة لانتخابات الأندية الرياضية عن فتح باب الترشح لقيادة أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وذلك ضمن الدورة الانتخابية الجديدة التي تنطلق رسميًا اعتبارًا من يوم الأحد 27 يوليو 2025، ما يفتح المجال أمام أسماء جديدة لخوض السباق على رئاسة كبرى الأندية.
كما فتحت مؤسسة أعضاء نادي الهلال الباب أمام الترشح لعضوية ورئاسة مجلس إدارة المؤسسة غير الربحية التابعة للنادي، في إطار التنظيمات الجديدة التي تربط النادي بشركة رياضية تُدار بأسلوب استثماري احترافي، مما يمنح الأعضاء المرشحين دورًا محوريًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
ووفقًا للأنظمة الحالية، فإن من يرغب في الترشح لرئاسة مجلس إدارة النادي يجب أن يقدّم دعمًا ماليًا لا يقل عن 40 مليون ريال، وهو شرط أقرته الجهات المختصة لضمان استمرارية الدعم المالي وخفض الاعتماد على التمويل الحكومي، وفي حال عدم توفر هذا الشرط، يتم اختيار الرئيس من بين سبعة مرشحين يتم ترشيحهم من قبل صندوق الاستثمارات العامة ومؤسسة أعضاء النادي.
ويترقب جمهور الهلال هوية المرشح الجديد، وسط تساؤلات كثيرة حول قدرة الإدارة المقبلة على مواصلة مسيرة الإنجازات والحفاظ على الاستقرار الفني والإداري، خاصة في ظل وجود أسماء وازنة في الفريق الأول، وتعاقدات ضخمة تتطلب إدارة مرنة وذات خبرة في التعامل مع الملفات الكبرى.
وفي المقابل، يواصل الهلال تحضيراته للموسم الرياضي الجديد، وسط تطلعات كبيرة بمواصلة المنافسة على كل الألقاب، محليًا وقاريًا، حيث تُبنى الآمال على استمرار الفريق بنفس الزخم رغم مغادرة بن نافل، الذي يظل اسمه حاضرًا كأحد أكثر الرؤساء نجاحًا في تاريخ النادي.
ويؤكد كثير من المراقبين أن توقيت إعلان الانسحاب يعكس احترافية بن نافل في إدارة الملف، حيث أتاح الفرصة للمرشحين للاستعداد المبكر للترشح، كما أنه جنّب النادي الدخول في مرحلة انتقالية مفاجئة قد تؤثر على استقراره الفني والإداري مع بداية الموسم.
وتاريخ الهلال الطويل يشير إلى أن النادي دائمًا ما يمر من لحظات التغيير بسلاسة بفضل بنيته الإدارية الراسخة، ويُتوقع أن تسفر المرحلة الانتخابية عن بروز أسماء جديدة تسعى إلى تثبيت نفسها على رأس المؤسسة، مع الحفاظ على النهج الذي رسّخه بن نافل في فترة رئاسته.
وبينما يستعد الهلال للموسم المقبل، تبقى الجماهير مترقبة لكل خطوة إدارية جديدة، وتنتظر من الإدارة القادمة مواصلة العمل على تعزيز التشكيلة، وتدعيم النادي على مستوى البنية التحتية والحوكمة، بما ينسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030 في قطاع الرياضة.
والقرار الذي اتخذه فهد بن نافل قد يبدو مفاجئًا من حيث التوقيت، لكنه يعكس في عمقه مدى إيمانه بتداول المسؤولية، وهي رسالة إدارية مهمة في عالم كرة القدم السعودية الذي يشهد تحولات نوعية في مفاهيم القيادة الرياضية والإدارة المحترفة.