سجّلت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية صباح اليوم زلزالًا بلغت قوته 4.68 درجات على مقياس ريختر، وقد وقع مركز الزلزال في جنوب البحر الأحمر على بُعد 150 كيلومترًا غرب مدينة جازان، في منطقة بعيدة عن اليابسة والسواحل السعودية، مما خفّف من آثاره المحتملة على السكان والممتلكات.
وأعلنت الهيئة عبر متحدثها الرسمي طارق أبا الخيل أن الهزة الأرضية كانت نتيجة للفالق والانفتاح الجيولوجي في قاع البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تعد من النشاطات الزلزالية الطبيعية التي تُسجّل من وقت إلى آخر في تلك المنطقة، وأنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق أو الخوف من تبعاتها.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وتأتي هذه الهزة ضمن سلسلة من التحركات التكتونية التي يشهدها البحر الأحمر بين الحين والآخر، نظرًا لوقوعه ضمن منطقة تُعرف جيولوجيًا بالنشاط التكتوني، حيث تتقابل الصفائح القارية وتحدث بينها عمليات تمدد وتصدع تؤدي أحيانًا إلى هزات أرضية بدرجات متفاوتة.
وبحسب الخبراء، فإن الهزات التي تقل عن 5 درجات على مقياس ريختر غالبًا ما تُعتبر ضعيفة إلى معتدلة، ولا تسبب أضرارًا ملموسة ما لم تقع على اليابسة أو في مناطق مأهولة، وهو ما يجعل هذا الزلزال تحديدًا في خانة النشاطات الطبيعية غير المؤثرة على الحياة اليومية للسكان.
وكانت محطات الرصد التابعة للشبكة الوطنية لرصد الزلازل قد التقطت الهزة بدقة، ما يعكس تطور الإمكانات التقنية في مراقبة الأنشطة الزلزالية في السعودية، ويعزز من قدرة الجهات المختصة على إصدار التحذيرات والتقارير في الوقت المناسب، بما يساهم في تعزيز مستوى الطمأنينة العامة.
وتحرص هيئة المساحة الجيولوجية السعودية على مراقبة الأنشطة الزلزالية على مدار الساعة، حيث تدير شبكة واسعة من المحطات المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، وتقوم بتحليل البيانات بشكل فوري ودقيق، ما يمكّنها من تحديد مواقع الزلازل وقوتها وأسبابها المحتملة.
ويؤكد المختصون في علوم الأرض أن البحر الأحمر يعد من المناطق الجيولوجية النشطة بسبب وقوعه على صدع تكتوني بين الصفيحة العربية والصفيحة الإفريقية، وهو ما يجعله عرضة لهزات زلزالية متفاوتة القوة، تحدث غالبًا في أعماق البحر دون أن تصل آثارها إلى اليابسة.
ورغم تسجيل الزلزال قرب منطقة جازان، فإن المسافة الفاصلة البالغة 150 كيلومترًا بين مركز الهزة والسواحل السعودية ساهمت بشكل كبير في امتصاص التأثيرات المحتملة، حيث لم تُسجّل أي حالات ذعر أو بلاغات عن أضرار مادية أو بشرية في المنطقة.
وقد طمأنت الجهات الرسمية السكان بأنه لا توجد أي خطورة على المدن أو المناطق الساحلية، وأن الوضع آمن ومستقر، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية الاستعداد الدائم لأي طارئ، من خلال خطط الطوارئ والتوعية المجتمعية المستمرة بشأن التعامل مع الكوارث الطبيعية.
ويُعد هذا الزلزال واحدًا من عدة زلازل صغيرة تم رصدها في البحر الأحمر خلال السنوات الماضية، دون أن تؤدي إلى أي خسائر تُذكر، مما يدل على أن المنطقة تمر بمرحلة جيولوجية نشطة ولكنها ضمن المعدلات الطبيعية وغير المقلقة علميًا.
ويشير خبراء الزلازل إلى أن الفوالق في البحر الأحمر تتسبب بشكل دوري في تحركات أرضية، ويُتوقع استمرار هذه الظاهرة ضمن نطاقها المعروف، ما يدفع إلى مزيد من المتابعة العلمية والدراسات المتقدمة لفهم ديناميكيات القشرة الأرضية في المنطقة.
وتسعى السعودية من خلال هيئاتها البحثية والعلمية إلى تعزيز قدراتها في التنبؤ ورصد الزلازل، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية لشبكات الرصد الزلزالي، والاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لتقديم قراءة آنية ودقيقة لأي نشاط جيولوجي.
ويُذكر أن منطقة البحر الأحمر تخضع لدراسات جيولوجية مكثفة ضمن برامج علمية متقدمة، تهدف إلى فهم طبيعة التكوينات التحتية ونشاط الفوالق، الأمر الذي يساعد على تعزيز الجاهزية والاستجابة السريعة في حال وقوع أي طارئ خارج المألوف.
ويرى مراقبون أن شفافية الإعلان السريع عن الزلازل والتوضيح الفوري من قبل الجهات المختصة يعكس احترافية في التعامل مع الكوارث الطبيعية، ويساهم في نشر الوعي وتقليل الشائعات التي قد تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتثير الهلع بين المواطنين.
ولا تزال منطقة جازان تحت المراقبة الدورية من قبل فرق الرصد الزلزالي، مع استمرار إصدار تحديثات منتظمة حال رصد أي نشاط غير اعتيادي، وسط تنسيق دائم بين هيئة المساحة الجيولوجية والدفاع المدني والجهات الأمنية لضمان أعلى درجات الاستعداد.
ويؤكد العلماء أن التعايش مع النشاط الزلزالي الخفيف أمر معتاد في المناطق التي تقع ضمن الأحواض النشطة تكتونيًا، مشيرين إلى أهمية تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية اتباع الإرشادات الوقائية في حال الشعور بأي هزة، حتى لو كانت ضعيفة أو غير مؤثرة.
ومن جانب آخر، يُشدد الباحثون على أهمية دمج مفاهيم السلامة الزلزالية في التخطيط العمراني، لا سيما في المناطق الساحلية التي تقع على مقربة من مصادر محتملة للهزات، وذلك لضمان مرونة البنية التحتية ومقدرتها على الصمود في وجه أي تقلب جيولوجي مفاجئ.
ورغم أن الزلزال الأخير لم يشكل تهديدًا، إلا أن تكرار هذه الأنشطة يُعد تذكيرًا مستمرًا بأهمية تطوير الاستعدادات، سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد، لأن الجاهزية الدائمة تظل العامل الحاسم في تقليل الأضرار عند وقوع أي حدث جيولوجي محتمل.