فرصة العمر للأسر المنتجة.. "منتجة" توفر منافذ بيع مستدامة في قلب جدة التاريخية!

أطلقت الجمعية الخيرية لرعاية الأسر المنتجة "منتجة" مبادرة جديدة تستهدف تمكين العائلات المنتجة من خلال توفير منافذ بيع مجهزة في منطقة جدة التاريخية وذلك بالشراكة مع جهات من القطاع الخاص لتوفير فرص مستدامة لهذه الأسر وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

المبادرة التي بدأت بتجهيز عدد من الأكشاك المخصصة جاءت كاستجابة مباشرة لحاجة هذه الأسر إلى الوصول للمستهلكين بشكل مباشر مما يفتح أمامهم بابًا للرزق ويمنحهم فرصة حقيقية للاعتماد على أنفسهم وتحويل مهاراتهم إلى مصدر دخل دائم.

إقرأ ايضاً:

رئيس مجلس إدارة الجمعية عصام البصراوي أشار إلى أن هذه الخطوة ليست سوى البداية حيث سيتم تنفيذ مراحل إضافية تتضمن التوسع في عدد الأكشاك وزيادة نقاط البيع لتشمل مواقع جديدة داخل مدينة جدة بما يخدم شريحة أوسع من الأسر.

أوضح البصراوي أن الجمعية تضع في مقدمة أولوياتها تمكين الأسر من بناء نماذج اقتصادية صغيرة ومستقلة تعتمد على جودة المنتجات وتطوير مهارات التسويق وهو ما يتطلب أيضًا دعمًا لوجستيًا وميدانيًا من الشركاء.

المرحلة الأولى من المبادرة استفادت منها عشرون أسرة منتجة تم اختيارها بناء على معايير محددة من حيث الجاهزية وطبيعة المنتجات القابلة للتسويق حيث تسلّمت كل أسرة موقعها ضمن الأكشاك المجهزة للعمل المباشر في أحد أكثر المواقع جذبًا للزوار.

المدير التنفيذي للجمعية مرام حميد الدين أوضحت أن المبادرة جاءت نتيجة متابعة طويلة وجهود حثيثة بالتعاون مع وزارة الثقافة وبرنامج جدة التاريخية وأشادت بالدعم الذي تلقته الجمعية من هذه الجهات ما ساهم في تسريع تنفيذ المشروع.

قالت مرام إن استلام الأسر لمواقع البيع كان لحظة استثنائية امتزجت فيها مشاعر الفرح بالتفاؤل حيث عبّر العديد من المستفيدين عن امتنانهم لهذه الفرصة التي طالما انتظروها لإبراز منتجاتهم والوصول للجمهور بشكل مباشر.

الجمعية تعمل على تطوير آلية دعم شاملة تبدأ من التدريب وتستمر في التمكين وصولًا إلى تسويق المنتجات من خلال منصات إلكترونية ومعارض ميدانية وهو ما يعكس رؤية متكاملة لدعم الأسر المنتجة وتمكينها من المنافسة في السوق المحلي.

برنامج "منتجة" يضم أكثر من 7000 أسرة منتجة مسجلة في مدينة جدة وحدها ما يشير إلى الحجم الكبير للفئة المستهدفة وهو ما يستدعي مزيدًا من التعاون بين القطاع الخيري والخاص لتوسيع نطاق هذه المبادرات وتكرارها في مناطق أخرى.

الجمعية تتحضّر حاليًا لتنظيم احتفال سنوي سيضم تكريم الداعمين وخريجي البرامج التدريبية إضافة إلى استعراض قصص النجاح التي تحققت خلال الفترة الماضية والتي أثبتت أن الاستثمار في الأسر المنتجة له أثر اجتماعي واقتصادي فعّال.

المبادرة لا تقتصر على تقديم كشك فقط بل تشمل تقديم الدعم الفني والتسويقي والتدريبي وهو ما يمنح المشروع طابعًا تنمويًا طويل الأمد بدلًا من أن يكون مجرد حل وقتي أو موسمي كما كان يحدث في مبادرات مماثلة سابقة.

البيئة التي وفرتها جدة التاريخية بما تحمله من طابع ثقافي وسياحي جعلت من موقع الأكشاك منصة مثالية للعرض والبيع خاصة مع تزايد إقبال الزوار على المنطقة ما ساعد في رفع نسب المبيعات وتحقيق نتائج مبكرة للمبادرة.

التنوع في المنتجات التي تقدمها الأسر المنتجة يشمل الصناعات اليدوية والمأكولات المحلية والمشغولات التراثية وهو ما يُسهم أيضًا في الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز قيم الإنتاج المحلي ضمن رؤية المملكة 2030.

أعربت الجمعية عن أملها في أن تكون هذه المبادرة نموذجًا يُحتذى به في مناطق أخرى داخل المملكة مؤكدة أن تمكين الأسر المنتجة هو أحد المفاتيح الأساسية لتحقيق التنمية المجتمعية ورفع جودة الحياة للأسر ذات الدخل المحدود.