ياسر الشهراني يودع الهلال برسالة مؤثرة ويبدأ تحديًا جديدًا مع القادسية

في خطوة أثارت مشاعر جمهور الكرة السعودية، أعلن الظهير الأيسر ياسر الشهراني رحيله رسميًا عن نادي الهلال، موجّهًا رسالة وداع مؤثرة عبر حسابه على منصة "إكس"، حيث عبّر من خلالها عن امتنانه للنادي العاصمي وجماهيره، بعد سنوات طويلة حافلة بالإنجازات والمشاركات التاريخية التي جعلت منه أحد أبرز نجوم الفريق خلال العقد الماضي.

والشهراني افتتح رسالته بكلمات صادقة قال فيها: "شكرًا الهلال.. لكل شيء"، مستعيدًا محطات لا تُنسى قضاها بقميص الزعيم، حيث أوضح أنه عاش أجمل لحظات حياته الرياضية داخل أسوار النادي، وتمكّن من تحقيق جميع الأهداف التي حلم بها كلاعب محترف منذ بدايته في الملاعب السعودية.

إقرأ ايضاً:

وخلال الرسالة، استعرض اللاعب أبرز معالم مسيرته، مؤكدًا أنه كان جزءًا من بطولات عظيمة سيذكرها تاريخ النادي طويلاً، كما أعرب عن اعتزازه بكل لحظة شارك فيها مع الهلال، وبكل لحظة ارتدى فيها الشعار الأزرق الذي ارتبط به فنيًا ووجدانيًا على مدار سنوات.

وأشار الشهراني إلى أن ما تحقق من نجاحات لم يكن ليتحقق لولا الدعم الذي وجده من إدارات الهلال المختلفة، مؤكدًا أنه يكنّ كل التقدير للمسؤولين الذين منحوه الثقة طوال تلك السنوات، ولجميع المدربين والطواقم الفنية والطبية والإدارية التي رافقته في مسيرته مع النادي.

واستطرد اللاعب في رسالته قائلاً إن جماهير الهلال كانت الداعم الأكبر له، حيث وصفهم بـ"الرقم الصعب" الذين لم يتخلوا عنه في أي لحظة، مضيفًا أن هذه الجماهير صنعت له دوافع مضاعفة في كل مباراة خاضها، وكانت الحافز الدائم لتقديم الأفضل مهما كانت الظروف.

كما أكد أن الهلال سيبقى دائمًا جزءًا من قلبه، حتى وإن غادر أسواره، مشيرًا إلى أن العلاقة التي جمعته بالنادي تتجاوز حدود العقود الاحترافية، لأنها بنيت على الإخلاص والانتماء، وأن وداعه للنادي لا يعني نهاية الروح التي سيحملها معه في محطته المقبلة.

وتوجّه الشهراني بعد ذلك بكلمات إلى ناديه الجديد القادسية، مؤكدًا أنه يعود إليه بروح الحماس والتحدي، مبينًا أن القادسية هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء، حيث ترعرع فيه منذ الصغر، وكان من خلاله انطلق إلى آفاق أوسع نحو الاحتراف والنجومية.

وأعرب اللاعب عن امتنانه لإدارة القادسية التي منحته الثقة مجددًا، مشيرًا إلى أنه يشعر بفخر كبير وهو يرتدي القميص الذي بدأ به رحلته الكروية، مؤكدًا أنه سيبذل كل جهده لخدمة هذا الكيان الذي كان له فضل كبير في مسيرته، معربًا عن تطلعه لتقديم الإضافة المطلوبة في المرحلة المقبلة.

ويأتي هذا الانتقال في وقت يسعى فيه نادي القادسية إلى تدعيم صفوفه استعدادًا للموسم الجديد، خاصة بعد صعوده مجددًا إلى دوري روشن السعودي، حيث يشكل الشهراني إضافة نوعية بخبراته المتراكمة ومهاراته الدفاعية والهجومية التي اكتسبها خلال مشواره الطويل مع الهلال والمنتخب.

وقد تفاعل جمهور الهلال مع رسالة الشهراني على نطاق واسع، حيث انتشرت عبر منصات التواصل كلمات تعبر عن الامتنان له، مع دعوات له بالتوفيق في تجربته الجديدة، فيما رأى كثيرون أن رحيله يمثل نهاية مرحلة مهمة في تاريخ النادي، وأنه سيبقى في الذاكرة أحد أبرز من مثّل القميص الأزرق بإخلاص.

ومن جهة أخرى، رحّب جمهور القادسية بعودة نجمهم السابق، معربين عن سعادتهم باستعادة لاعب من أبناء النادي الذين كانت لهم بصمة واضحة في خارطة الكرة السعودية، حيث يأملون أن يكون الشهراني أحد ركائز الفريق في موسم العودة إلى الأضواء.

وتُعد مسيرة الشهراني مع الهلال واحدة من الأكثر إنجازًا على مستوى اللاعبين المحليين، حيث شارك في تحقيق عدد كبير من البطولات المحلية والقارية، أبرزها دوري المحترفين السعودي، وكأس الملك، ودوري أبطال آسيا، إلى جانب مشاركته اللافتة مع المنتخب الوطني في البطولات الإقليمية والعالمية.

وعلى الرغم من تراجع حضوره في التشكيلة الأساسية خلال الموسم الماضي بسبب بعض الإصابات وتغير التوجهات الفنية، إلا أن تأثيره على الفريق كان حاضرًا دائمًا سواء داخل الملعب أو خارجه، حيث مثّل نموذجًا للاعب المحترف الملتزم وصاحب الروح العالية.

ورغم أن قرار مغادرته لم يكن مفاجئًا، إلا أن الطريقة التي أعلن بها الشهراني رحيله، وما حملته من مشاعر واحترام وتقدير للنادي والجمهور، أكدت مرة أخرى أن العلاقة بين اللاعب والهلال كانت استثنائية، وأنها ستظل نموذجًا يحتذى به في عالم الاحتراف.

ويُنتظر أن يبدأ الشهراني مع القادسية فترة إعداد مكثفة للموسم الجديد، حيث يسعى إلى إثبات جاهزيته الفنية واستعادة مستواه الكامل، بينما يترقب عشاق الناديين بداية الموسم لرؤية ما سيقدمه هذا الاسم الكبير في محطته الجديدة بعد سنوات من العطاء المتميز.