تصاعدت في الساعات الماضية موجة غضب عارمة في أوساط جماهير نادي الهلال السعودي، وذلك عقب انتشار مقطع فيديو مثير للجدل ظهر فيه المهاجم الأوروجوياني داروين نونيز، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، والذي يُعد أحد أبرز الأسماء المرتبطة بالانتقال إلى صفوف الزعيم خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.
الفيديو المتداول أثار حالة من الاستياء لدى المشجعين، الذين رأوا في تصريحات اللاعب نوعًا من الاستفزاز غير المقبول تجاه ناديهم وتجاه الكرة السعودية بشكل عام.
إقرأ ايضاً:
تدشين معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعسير يعزز ثقافة الابتكار بين الطلابأكاديمية الخليج للطيران تحصل على ختم الجودة الذهبي لتميزها في التدريب الجوي والابتكار التعليميوظهر نونيز في المقطع المصور وهو يتحدث مع زميله في ليفربول، الكولومبي لويس دياز، عن السيارات والثروات الشخصية، قائلاً بشكل ساخر إنه يمتلك خمس سيارات، ثم أطلق ضحكة أعقبها بتصريح مثير قال فيه: "أريد المزيد من الأموال، السعودية؛ هيا يا السعودية".
وهي العبارة التي اعتبرها كثير من مشجعي الهلال تهكّمًا صريحًا على الطفرة المالية في الدوري السعودي، واستهزاءً برغبة بعض الأندية في ضم لاعبين عالميين مقابل عقود مالية كبيرة.
ردة الفعل كانت سريعة من جانب جماهير الهلال، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما "إكس"، بتغريدات ترفض بشدة فكرة التعاقد مع اللاعب، تحت وسم يعبر عن موقفهم الحازم من هذه الصفقة المحتملة.
واعتبر عدد كبير من أنصار النادي أن نونيز لا يرقى من حيث المستوى الفني ولا حتى من حيث الالتزام السلوكي، ليكون ضمن كتيبة فريقهم، التي تتطلع لمنافسة محلية وقارية شرسة خلال الموسم القادم.
ويأتي هذا التوتر الجماهيري في وقت حساس، حيث تسعى إدارة نادي الهلال إلى تعزيز صفوف الفريق بمهاجم أجنبي جديد، في ظل الشكوك التي تحيط بمستقبل المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش.
الذي ارتبط اسمه في الفترة الأخيرة بعدد من الأندية الإنجليزية، على رأسها مانشستر يونايتد ونيوكاسل، وهو ما جعل مركز رأس الحربة من أولويات إدارة الهلال في الميركاتو الحالي.
وبالرغم من أن اسم داروين نونيز طُرح بقوة على طاولة التفاوض، إلا أن الفيديو المتداول وتداعياته السلبية قد تغير من اتجاه الإدارة، التي تدرك تمامًا أهمية الانسجام بين اللاعبين والجماهير، وضرورة التعاقد مع لاعب يحظى بقبول واسع من أنصار الفريق، خصوصًا أن الهلال يعتمد بشكل كبير على شعبيته وولاء جماهيره، اللذين يشكلان دافعًا كبيرًا للنادي في مختلف المنافسات.
وتشير مصادر قريبة من البيت الهلالي إلى أن الإدارة تدرس بدائل متعددة في خط الهجوم، وتُجري مفاوضات موازية مع عدد من الأسماء المطروحة، دون أن تكشف رسميًا عن أي تفاصيل، في ظل الحرص على الحفاظ على سرية المفاوضات لحين الوصول إلى اتفاق نهائي.
وفي الوقت ذاته، لا يُستبعد أن تؤثر ردة فعل الجماهير سلبًا على فرص إتمام صفقة نونيز، خاصة أن المشهد الراهن يظهر بوضوح أن العلاقة بين اللاعب المحتمل والجمهور قد توترت قبل أن تبدأ.
وفي ظل هذه التطورات، تبدو الأيام القادمة حاسمة، سواء فيما يخص مصير نونيز مع الهلال أو حتى التوجهات النهائية للإدارة في ملف تدعيم الهجوم، وما بين حسابات التعاقد ومطالب الجماهير، يبقى الملف مفتوحًا على جميع الاحتمالات، في انتظار قرار يُرضي الطموحات ويُعيد الهدوء إلى مدرجات الموج الأزرق قبل انطلاق الموسم الجديد.