تشهد المملكة العربية السعودية اليوم تقلبات جوية واسعة النطاق أثارت قلق الجهات المختصة، حيث أصدر المركز الوطني للأرصاد سلسلة من التنبيهات المتقدمة التي شملت سبع مناطق مختلفة، وسط دعوات للمواطنين والمقيمين باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر تحسبًا لمخاطر السيول والعواصف الترابية ودرجات الحرارة المرتفعة.
وتنوعت مظاهر الطقس المضطرب الذي ضرب مناطق المملكة، ما بين أمطار متفرقة متفاوتة الغزارة، ورياح قوية مثيرة للأتربة، وموجات حارة ترفع درجات الحرارة إلى مستويات غير معتادة، وسط تحذيرات من تأثيرات مباشرة على السلامة العامة وانخفاض حاد في مدى الرؤية الأفقية في عدد من المناطق الحيوية.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وفي منطقة مكة المكرمة، شملت التحذيرات 11 محافظة، حيث شهدت محافظات مثل العرضيات وتربة والخرمة رياحًا نشطة وأمطارًا خفيفة خيمت على أجوائها، بينما تعرّضت مناطق أخرى مثل الشفا وقيا وأضم لأمطار متوسطة إلى غزيرة استدعت رفع التنبيه إلى المستوى البرتقالي بسبب مخاوف من جريان السيول وتدهور مفاجئ في الأحوال الجوية.
والعاصمة المقدسة لم تكن بعيدة عن هذه التغيرات، إذ سُجلت فيها أمطار مصحوبة بصواعق رعدية وتساقط حبات من البرد، بينما تأثرت محافظة جدة بعوالق ترابية خففت من وضوح الرؤية بشكل كبير، كما شهدت مناطق الساحل الغربي مثل الليث والشعيبة رياحًا محملة بالغبار تسببت في شبه انعدام الرؤية وارتفاع ملحوظ في الموج على السواحل.
وفي منطقة عسير، اتسعت رقعة التنبيهات لتشمل غالبية محافظاتها، حيث غطت الأمطار الغزيرة مدن أبها وخميس مشيط وسراة عبيدة وبلقرن، كما ترافقت تلك الأمطار مع رياح شديدة وتساقط للبرد، ما رفع من احتمالية تدفق السيول في مجاري الأودية، وهو ما دفع الجهات المختصة إلى التأهب تحسبًا لأي طارئ.
ومحافظات رجال ألمع والمجاردة ومحايل وغيرها من مناطق عسير عانت أيضًا من رياح محمّلة بالغبار والعوالق الترابية، ما تسبب في انخفاض حاد في مدى الرؤية، فيما استمرت هذه الحالة لساعات منذ الفجر وحتى وقت متأخر من النهار، وسط تحذيرات للمرضى وكبار السن بعدم الخروج دون حاجة ماسة.
أما منطقة نجران فقد شهدت بدورها حالة طقس غير مستقرة، حيث تساقطت أمطار خفيفة على عدد من المحافظات مثل بدر الجنوب وحبونا، بالتزامن مع رياح شديدة مثيرة للغبار، أدت إلى ظروف جوية صعبة خاصة في محافظة شرورة التي عانت من شبه انعدام في الرؤية الأفقية خلال فترات متقطعة.
وفي جازان، ارتفعت حدة التأثيرات المناخية، إذ تعرضت مرتفعات فيفا والريث وهروب لعواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة، بينما سجلت مناطق الساحل الجنوبي رياحًا شديدة وعوالق ترابية أثّرت على الملاحة البحرية ورفعت الأمواج، فيما دعت السلطات السكان إلى تجنب التنقل بين المحافظات إلا للضرورة القصوى.
والمركز الوطني للأرصاد أكد أيضًا أن منطقة الباحة ليست بمنأى عن هذه الاضطرابات، حيث شُهدت أمطار متوسطة على مدينة الباحة وبلجرشي والمندق، فيما عانت بعض المحافظات الجنوبية من موجات من الغبار والأتربة المصاحبة لرياح نشطة، مع توقعات بتساقط البرد في بعض الأجزاء.
والمنطقة الوسطى وتحديدًا العاصمة الرياض شهدت أيضًا عواصف ترابية وأتربة مثارة منذ ساعات الصباح الأولى، حيث شملت التحذيرات محافظات عفيف والدوادمي والقويعية، وترافقت هذه الأجواء مع تدنٍ ملحوظ في الرؤية الأفقية، ما أثر على الحركة المرورية وأجبر بعض الرحلات الجوية على اتخاذ مسارات بديلة.
ومنطقة وادي الدواسر والأفلاج شهدت ظروفًا مشابهة، حيث تدنت الرؤية بشكل كبير، وسط تحذيرات من السفر على الطرق السريعة دون التأكد من حالة الطقس، خاصة في ظل استمرار الأتربة المتصاعدة حتى ساعات المساء بحسب توقعات المركز.
أما في المنطقة الشرقية، فالوضع لم يكن أقل حدة، إذ حذر المركز من موجة حارة شديدة ضربت عددًا من المحافظات الساحلية والداخلية، بما في ذلك الدمام والجبيل والأحساء، حيث تجاوزت درجات الحرارة حاجز 47 درجة مئوية مع توقعات ببلوغها 50 درجة خلال النهار.
وتزامنًا مع هذه الأجواء الملتهبة، وجّهت وزارة الصحة نصائح للمواطنين بضرورة تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس وشرب كميات كافية من الماء، كما دعت وزارة التعليم إداراتها إلى تقييم الظروف المناخية قبل تنفيذ أي نشاط خارجي يتطلب بقاء الطلاب في الهواء الطلق لفترات طويلة.
كما حذرت المديرية العامة للدفاع المدني من احتمال جريان السيول في عدة مناطق، ودعت إلى الابتعاد عن مجاري الأودية والمناطق المنخفضة، مشيرة إلى أن معظم هذه الحالات الجوية تخضع للمتابعة الدقيقة وأنه تم رفع درجة التأهب في غرف العمليات بالمناطق المتأثرة.
ومن جانبها، أكدت الجهات المرورية أن الرؤية المتدنية والعواصف الترابية تفرض تحديات كبيرة على قائدي المركبات، مشيرة إلى وقوع عدد من الحوادث البسيطة نتيجة تراجع مدى الرؤية وسرعة الرياح، فيما تعمل فرق المرور بشكل مكثف لتنظيم الحركة على الطرق الرئيسية.
ويأتي هذا التحذير من المركز الوطني للأرصاد في وقت تسجّل فيه المملكة تقلبات جوية متسارعة نتيجة التغيرات المناخية الإقليمية، وهو ما يستدعي تعزيز الجاهزية المجتمعية والمؤسسية لمواجهة آثار الطقس القاسي بشكل دوري وأكثر فاعلية.