مع اشتداد الحرارة في فصل الصيف وتزايد موجات الطقس القاسي، وجّه المجلس الصحي السعودي تحذيرًا مهمًا إلى المواطنين والمقيمين، بشأن ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، داعيًا الجميع إلى أخذ الحيطة واتباع الإرشادات الوقائية، خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة خلال الأسابيع الماضية.
وأشار المجلس إلى أن هناك عددًا من العوامل التي من شأنها أن ترفع خطر الإصابة بالمضاعفات الصحية الناتجة عن التعرض للحرارة الشديدة، موضحًا أن فهم هذه العوامل واتخاذ التدابير اللازمة قد يسهم بشكل كبير في الوقاية من هذه الحالات، التي قد تصل في بعض الأحيان إلى مستويات خطرة تهدد حياة الإنسان.
إقرأ ايضاً:
وزارة الموارد البشرية تعلن مفاجأة .. سر الوثيقة التي تفتح أبواب الدخل الإضافي لآلاف المواطنين"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبد"شركة آبل" تفاجئ الجميع بـ"خصومات ضخمة".. هذا الجهاز الشهير ينخفض سعره لأدنى مستوى في تاريخه!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وأوضح الخبراء في المجلس أن الرطوبة العالية تُعد من أبرز هذه العوامل، حيث تعمل على تقليل كفاءة الجسم في التبريد الطبيعي، ما يؤدي إلى تراكم الحرارة في الجسم وعدم تصريفها بشكل فعال، الأمر الذي يرفع من احتمالية الإصابة بالإجهاد الحراري أو ضربة الشمس في الحالات القصوى.
كما أشار التقرير إلى أن السمنة تُعد من العوامل المؤثرة بشكل مباشر، حيث تتسبب في زيادة العبء الحراري على الجسم، وتعيق عملية التعرق التي تُعد الوسيلة الأساسية لتبريد الجسم، ما يجعل أصحاب الوزن الزائد أكثر عرضة لمضاعفات ارتفاع درجات الحرارة مقارنة بغيرهم.
ولفت المجلس إلى أن وجود حرارة داخلية في الجسم، ناجمة عن أمراض أو التهابات أو بسبب بذل مجهود بدني في بيئة حارة دون وجود وسائل تبريد فعالة، يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في وظائف الجسم الحيوية، خصوصًا إذا تزامن ذلك مع نقص في تناول السوائل أو وجود أمراض مزمنة.
وأكد المجلس أن الأمراض القلبية المزمنة، أو ضعف الدورة الدموية، تُعد من بين أبرز العوامل التي تقلل قدرة الجسم على التعامل مع الإجهاد الناتج عن الحرارة، مشيرًا إلى أن هذه الحالات تؤثر على كفاءة القلب في ضخ الدم، وبالتالي تقليل فعالية نقل الحرارة من الداخل إلى الجلد ومن ثم تبريد الجسم.
كما نبّه التقرير إلى الخطر المتزايد من ضربة الشمس، التي تحدث عند التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس، خصوصًا في أوقات الذروة ما بين الساعة 11 صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، مشددًا على ضرورة تجنب الخروج خلال هذه الفترات دون حماية مناسبة أو ترطيب كافٍ.
وفي ظل هذه التحديات، شدد المجلس الصحي على أهمية الحذر بشكل خاص لدى بعض الفئات التي تُعد أكثر هشاشة أمام تأثيرات الحرارة، مثل كبار السن الذين يعانون بطبيعتهم من ضعف في آليات تنظيم حرارة الجسم، وكذلك الأطفال الصغار الذين لا يملكون وعيًا كافيًا بإشارات الخطر.
وشدد على أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، كأمراض الكلى أو السكري أو القلب، يجب أن يكونوا على دراية أكبر بمخاطر الحرارة المرتفعة، حيث إن أجسامهم قد لا تكون قادرة على الاستجابة السريعة لتغيّرات الحرارة أو التعويض عن فقدان السوائل بنفس كفاءة الأصحاء.
ودعا المجلس إلى أهمية شرب كميات كافية من الماء والسوائل غير المحلاة على مدار اليوم، حتى دون الشعور بالعطش، إذ أن الشعور بالعطش قد يكون مؤشرًا متأخرًا لفقدان كمية كبيرة من السوائل، مضيفًا أن التعرق الشديد مع عدم تعويض السوائل قد يقود إلى الجفاف ثم مضاعفات حرارية خطيرة.
كما أوصى بعدم ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة خلال أوقات الذروة الحرارية، حيث يزيد الإجهاد الجسدي من حرارة الجسم الداخلية، وفي حال تمت ممارسة التمارين في الهواء الطلق، يُنصح بأن تكون خلال الصباح الباكر أو المساء مع أخذ فترات راحة متكررة في الظل.
وأكد الخبراء أن ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وذات ألوان فاتحة يساهم في تقليل امتصاص الحرارة من أشعة الشمس، كما أن ارتداء القبعات واستخدام المظلات والوقاية من الأشعة فوق البنفسجية يُعد من الإجراءات البسيطة التي قد تصنع فرقًا كبيرًا في الوقاية من الإنهاك الحراري.
وأشار المجلس إلى أن التكييف أو استخدام المراوح في الأماكن المغلقة يُعد من الوسائل الفعالة لتخفيف آثار الحرارة على الجسم، وخصوصًا خلال ساعات الليل التي قد تستمر فيها درجات الحرارة بالارتفاع، ما يؤدي إلى إرهاق الجسم حتى أثناء النوم.
ودعا إلى أهمية متابعة درجات الحرارة والرطوبة بشكل يومي، خاصة لمن يضطرون للعمل أو التنقل في الهواء الطلق، معتبرًا أن التخطيط المسبق للنشاطات اليومية حسب حالة الطقس يُعد عنصرًا مهمًا في تقليل المخاطر المرتبطة بالحرارة.
وأوضح أن على الجهات والمؤسسات التي يعمل موظفوها في بيئات مكشوفة أن توفر بيئة عمل آمنة من خلال توفير أوقات راحة متكررة، وظلال مناسبة، وإمدادات مستمرة من المياه الباردة، مشددًا على أن السلامة المهنية لا تقل أهمية عن كفاءة الأداء.
واختتم المجلس تأكيده على أن الوعي المجتمعي بأخطار الحرارة المرتفعة هو السلاح الأهم لمواجهة الأمراض المرتبطة بها، داعيًا إلى نشر الإرشادات في الأماكن العامة ووسائل النقل ومواقع العمل، لضمان وصول المعلومات إلى كل الشرائح والفئات.
ويُتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، ما يجعل الالتزام بالتدابير الوقائية أكثر أهمية من أي وقت مضى، وذلك لتفادي ما قد تسببه موجات الحر من مضاعفات صحية قد تكون خطيرة في بعض الحالات.