وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية.

حملة مفاجئة داخل الحرم تثير التساؤلات .. لماذا شددت الوزارة على هذه التصرفات؟

كتب بواسطة: احمد قحطان |

في خطوة تهدف إلى الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن وتسهيل أدائهم للمناسك في أجواء من الطمأنينة والسكينة، أطلقت وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية حملة توعوية جديدة تحت عنوان “بالرفق نعتمر”، مستهدفة المعتمرين من داخل المملكة وخارجها برسائل واضحة تدعو إلى التزام الهدوء، وتفادي الزحام، والتحلي بروح التعاون والمسؤولية داخل الحرم المكي الشريف.

والحملة جاءت في توقيت مهم، إذ تشهد مكة المكرمة هذه الأيام توافدًا كثيفًا من المعتمرين من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يجعل من التنظيم الواعي والسلوك المسؤول عناصر أساسية لضمان راحة الجميع، وقد شددت وزارة الحج والعمرة على أهمية التزام المعتمرين بالتعليمات التوعوية التي نُشرت ضمن الحملة، مؤكدة أن التراحم والتعاون بين الأفراد هو مفتاح انسيابية الحركة وسهولة أداء المناسك.

إقرأ ايضاً:

وزارة الموارد البشرية تعلن مفاجأة .. سر الوثيقة التي تفتح أبواب الدخل الإضافي لآلاف المواطنين"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبد"شركة آبل" تفاجئ الجميع بـ"خصومات ضخمة".. هذا الجهاز الشهير ينخفض سعره لأدنى مستوى في تاريخه!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

وتضمنت الحملة عدة رسائل إرشادية موجهة إلى الزوار، أبرزها دعوات إلى تفادي مناطق الكثافة العالية، وعدم التزاحم عند مداخل الحرم أو مخارجه، مع التأكيد على إعطاء الأولوية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ما يعكس حرص الوزارة على ترسيخ ثقافة الاحترام والاهتمام بالفئات الأكثر حاجة إلى الدعم أثناء الزحام.

كما حثت الحملة المعتمرين على التريث عند الطواف والسعي، وعدم الاستعجال في أداء المناسك، حيث أن السرعة المفرطة قد تؤدي إلى الارتباك أو الحوادث البسيطة التي تعكر صفو الروحانية في هذا المقام المقدس، وقد لوحظ أن بعض السلوكيات غير المقصودة مثل التدافع أو الوقوف المفاجئ تُسهم في حدوث اختناقات مرورية بشرية، يمكن تجنبها بالتزام الرفق في كل خطوة.

وأكدت وزارة الحج والعمرة أن التزام كل فرد بالإرشادات العامة يُعد مساهمة مباشرة في الحفاظ على أمن وسلامة الجميع، إذ أن السلوك المنضبط يساعد على خلق بيئة هادئة ومطمئنة تسهم في تركيز المعتمرين على الجانب الروحي من الرحلة، بعيدًا عن القلق أو التوتر الناتج عن الازدحام أو الفوضى المحتملة.

وتحرص الوزارة على استثمار مختلف الوسائل الإعلامية والتقنية لنشر هذه الرسائل، سواء عبر الشاشات الإرشادية المنتشرة داخل الحرم والمناطق المحيطة، أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية والمواقع الرسمية، كما يتم بث المواد التوعوية بعدة لغات لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المعتمرين.

ولم تقتصر جهود الحملة على التوعية النظرية فقط، بل تم دعمها أيضًا بتكثيف التواجد الميداني للفرق التنظيمية والمرشدين التابعين للوزارة، بهدف توجيه الزوار على أرض الواقع، وتقديم المساعدة عند الحاجة، وضمان الالتزام الفعلي بالإرشادات، وهو ما ساعد في تقليل حالات الازدحام وتحسين تدفق الحركة البشرية في محيط الحرم.

وتعد حملة “بالرفق نعتمر” امتدادًا لنهج اتبعته الوزارة خلال السنوات الأخيرة، حيث أولت اهتمامًا كبيرًا للتوعية السلوكية، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من نجاح مواسم العمرة والحج، وقد أثبتت التجارب السابقة أن الرسائل الموجهة بشكل مهني ومحترف تسهم في تغيير الأنماط السلوكية وتُعزز من الالتزام بالأنظمة.

ويُعد موسم العمرة الحالي من أكثر المواسم نشاطًا بعد جائحة كورونا، إذ عادت الأعداد إلى مستوياتها المعتادة، بل وزادت في بعض الفترات، ما يُحتم على الجهات المنظمة مضاعفة جهودها في الجانب التوعوي والتنظيمي، خاصة أن التعامل مع الحشود الكبيرة يتطلب تكاملًا بين التوجيه السلوكي والتخطيط الميداني.

ويؤكد متخصصون في شؤون الحشود أن التوعية المستمرة تلعب دورًا رئيسيًا في تفادي حوادث التزاحم، حيث أن التفاعل الإيجابي من قبل الزوار مع هذه الحملات يُعد العامل الأهم في نجاحها، وقد أشادت عدة جهات بحملة “بالرفق نعتمر” لما تميزت به من بساطة في الطرح ووضوح في الرسائل.

وفي ظل تنامي الوعي المجتمعي لدى الزوار من مختلف الثقافات، فإن هذا النوع من الحملات التوجيهية يجد قبولًا واسعًا، خصوصًا عندما يُقدم بلغة تحترم خصوصية الشعائر الدينية، وتدعو إلى التيسير في الطاعة، بعيدًا عن الضغط أو الإلحاح، وهو ما اعتمدته الوزارة في هذه الحملة بوضوح.

وترى الوزارة أن العمرة ليست فقط أداء مناسك، بل تجربة إيمانية متكاملة تبدأ من لحظة النية وتنتهي بالعودة بسلام، ولذلك فإن كل تصرف داخل الحرم يعكس قيم الفرد ويؤثر على محيطه، سواء سلبًا أو إيجابًا، ما يجعل من الالتزام السلوكي أحد أركان نجاح هذه الرحلة الروحية.

ويأمل القائمون على الحملة أن تؤتي رسائلها ثمارها خلال الأيام القادمة، خاصة في أوقات الذروة التي تشهد تزايد الأعداد داخل المسجد الحرام، حيث تتطلب تلك الفترات تضافرًا كبيرًا من الجميع لضمان انسيابية الحركة، وتوفير بيئة خاشعة وآمنة للعبادة.

ووجهت الوزارة في ختام حملتها رسالة عامة مفادها أن الرفق لا يتعارض مع الجد والاجتهاد، بل هو الأساس الذي تُبنى عليه السلامة والتنظيم، داعية الجميع إلى التكاتف والعمل بروح الفريق الواحد، لتكون رحلة العمرة رحلة هادئة وآمنة تعكس القيم النبيلة للإسلام.

ويُذكر أن هذه الحملة تأتي ضمن حزمة من الإجراءات والأنشطة التوعوية التي تنفذها وزارة الحج والعمرة على مدار العام، وتشمل حملات إرشادية، وورش عمل ميدانية، وتعاون مستمر مع مؤسسات الطوافة وشركات العمرة لتحديث آليات التعامل مع المعتمرين وتحسين جودة الخدمات المقدمة لهم.

وتواصل الجهات المعنية مراقبة الوضع الميداني داخل الحرم وفي محيطه، لرصد أي سلوكيات غير منضبطة والتدخل عند الحاجة، مع التأكيد على أن التجربة الإيمانية في مكة المكرمة يجب أن تكون خالية من أي مشكلات تنظيمية أو سلوكية، وهو ما تسعى إليه الوزارة من خلال هذه المبادرات.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار