تناول خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة خلال خطبة الجمعة اليوم قضية الذكاء الاصطناعي وما يرتبط بها من منافع ومخاطر مؤكدين أن هذه التقنيات من نعم الله التي ينبغي شكرها واستخدامها في الخير والتنمية وخدمة المجتمعات فقط.
وأشار الخطباء في مقدمة الخطب إلى عِظم نِعَم الله على عباده ومنها تسخيره للعلم والمعرفة التي أوصلت الإنسان لتطوير أدوات وتقنيات مذهلة ومن بينها الذكاء الاصطناعي الذي أصبح جزءاً من الحياة اليومية وشاهداً على تطور العصر.
إقرأ ايضاً:
التأمينات توضح شروط صارمة لساند .. هذا البند يُسقط استحقاقك دون أن تشعر"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلة"موتورولا" تعلن Edge 70.. تصميم نحيف يقلب الموازين وتقنيات ذكاء اصطناعي فريدة!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وشددوا على أن هذه النعمة رغم ما تحمله من تسهيلات وخدمات فإنها قد تُستغل في جوانب خطيرة تخالف القيم الدينية والمجتمعية خصوصاً حين يتم استخدامها في تزييف الصور والمقاطع المرئية أو انتحال شخصيات العلماء والمشاهير ونشر الأكاذيب عنهم.
وأكد الأئمة أن الإسلام حرّم الكذب والبهتان وشدد على التثبت من نقل الأخبار ونبذ الشائعات مستشهدين بقول الله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) وأن أي كلمة يتفوه بها الإنسان فهي محسوبة عليه وله أو عليه بحسب نواياه.
ونبّه الخطباء إلى خطورة استخدام الذكاء الاصطناعي لقلب الحقائق والتلاعب بالمعلومات ونشر الفتاوى المكذوبة المنسوبة للعلماء داعين إلى الانتباه لهذا الخطر والتأكد من مصادر الأخبار وعدم الانسياق خلف كل ما يُنشر دون تروٍ أو تحقيق.
واستدل الأئمة بأحاديث نبوية شريفة تحذر من التحدث بما لا صحة له ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم (مَن قال في مؤمنٍ ما ليسَ فيهِ؛ أسكنَهُ اللهُ رَدغةَ الخَبالِ، حتَّى يخرجَ ممَّا قال) موضحين أن التعدي على سمعة الآخرين بالأكاذيب جريمة عظيمة.
كما دعوا المصلين إلى أن يكونوا قدوة في التعامل المسؤول مع التقنية وأن يبتعدوا عن تداول المقاطع المشبوهة أو المفبركة وألا يكونوا طرفاً في نشر أي مادة تحمل ضرراً لشخص أو مجتمع حتى لو بدت في ظاهرها مجرد ترفيه أو سخرية.
وأكدوا أن مسؤولية المسلم لا تقتصر فقط على الامتناع عن نشر الأكاذيب بل تشمل أيضاً النصح والتوعية والتنبيه على من حوله بضرورة تحري الصدق والتوقف عن تداول المحتوى المسيء دون وعي أو إدراك لعواقبه.
وأشاروا إلى أن بعض أدوات الذكاء الاصطناعي قد تُستخدم اليوم في تقليد أصوات العلماء أو فبركة صورهم أو تركيب مقاطع لهم وهم لم يتحدثوا بها أصلاً وهو أمر يدخل في باب الكذب الصريح والتزوير المحرم في الشريعة الإسلامية.
وأضاف الخطباء أن حماية المجتمع من هذه الآفات تقع على عاتق كل فرد خاصة مع سهولة الوصول إلى المحتوى وسرعة انتشاره وهو ما يتطلب وعياً جماعياً وحرصاً مشتركاً على القيم والأخلاق التي تحفظ تماسك الأمة.
وبيّنوا أن الأصل في النعم أن تُشكر وأن تُستخدم في الخير والبر وأن كل ما يخرج عن ذلك فإنه يُعد استخفافاً بالنعمة وقد يكون سبباً في سلبها إذا لم يتم التنبه لهذا الخطر والتوبة من استخداماتها المسيئة.
وأكدوا أن ما تقوم به بعض الجهات من تحذير وتنظيم ورقابة على هذه التقنيات هو واجب شرعي ووطني لحماية المجتمع من الانجراف خلف الاستخدامات السيئة التي قد تهدد الثقة العامة وتقوّض السلم المجتمعي.
وجاء تخصيص خطبة الجمعة لهذا الموضوع بناءً على توجيه من وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ عبداللطيف آل الشيخ الذي دعا إلى الحديث عن شكر نعم الله على عباده وتوعية الناس بعدم استغلال هذه التقنيات في ما يغضب الله.
وتضمن التوجيه التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي رغم كونه تطوراً تقنياً كبيراً إلا أنه ليس بديلاً عن القيم ولا يغني عن العقل ولا يعفي من المسؤولية الأخلاقية والشرعية في القول والفعل والمشاركة الرقمية.
وبذلك تسعى وزارة الشؤون الإسلامية إلى ترسيخ قيم التعامل الرشيد مع التكنولوجيا في إطار من المسؤولية الدينية والاجتماعية بما يحقق الخير العام ويحفظ المجتمع من الفوضى والمغالطات الرقمية.