تشهد المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة حالة من التقلبات الجوية المصحوبة بهطول أمطار رعدية متفاوتة، وذلك وفق ما أعلنه المركز الوطني للأرصاد في أحدث نشراته، حيث أشار إلى أن تأثير هذه الحالة سيبدأ اعتبارًا من يوم الأحد الموافق 27 يوليو ويستمر حتى يوم الخميس الموافق 31 يوليو 2025.
وأشار المركز إلى أن الحالة المطرية المنتظرة تأتي ضمن النشاط الموسمي المعتاد خلال فصل الصيف، حيث تشهد بعض مناطق المملكة ارتفاعًا في نسب الرطوبة وتكونًا للسحب الركامية، وهو ما يزيد من احتمالية تشكل عواصف رعدية تؤثر على أجزاء متفرقة من البلاد، وسط تنبيهات مستمرة بمتابعة التحديثات الجوية أولًا بأول.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ووفقًا للتوقعات الصادرة، فإن الأمطار ستكون متفاوتة الشدة، حيث تتراوح ما بين متوسطة إلى غزيرة، وقد يصاحبها نشاط في الرياح السطحية المثيرة للأتربة، مما يؤدي إلى تدني الرؤية الأفقية في بعض الطرق والمناطق المفتوحة، وهو ما يستدعي اتخاذ الحيطة والحذر من قبل مرتادي الطرق والسائقين.
والمركز الوطني للأرصاد دعا المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الالتزام بالتنبيهات والإرشادات الصادرة، خاصة مع توقعات بارتفاع فرص جريان السيول في بعض المناطق المنخفضة، نتيجة لتراكم كميات كبيرة من المياه في وقت قصير، مؤكدًا أن الحالة المطرية قد تتسم بحدة نسبية في بعض الفترات.
وتُعد هذه الفترة من العام ذات طبيعة مناخية غير مستقرة في بعض المناطق الجبلية والجنوبية الغربية، حيث تتقاطع فيها التيارات الهوائية الدافئة مع الكتل الباردة القادمة من المرتفعات، ما ينتج عنه اضطراب في الأجواء وفرص لتشكل السحب الركامية التي غالبًا ما تحمل أمطارًا وعواصف رعدية قوية.
وبالرغم من أن بعض مناطق المملكة قد شهدت خلال الأسابيع الماضية طقسًا مستقرًا ومشمسًا، إلا أن هذه التغيرات المفاجئة في الأجواء تؤكد الطبيعة المتقلبة للطقس في فصل الصيف، خصوصًا في المناطق التي تتأثر بالعوامل الجغرافية والتضاريس الجبلية، ما يعزز من احتمالية تشكل ظواهر جوية مفاجئة.
ومن المتوقع أن تشمل الأمطار أجزاء من مناطق الجنوب الغربي والغربي للمملكة، دون أن يحدد المركز في بيانه التفصيلي أسماء المحافظات أو المدن بشكل دقيق، إلا أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الحالة قد تمتد لتشمل مناطق مثل عسير، جازان، الباحة، وأجزاء من مكة المكرمة، بحسب النماذج المناخية.
وبحسب ما أعلنه المركز، فإن تأثير الحالة الجوية قد يزداد مع تقدم أيام الأسبوع، حيث يُتوقع أن تشتد الفعالية الجوية تدريجيًا من الأحد حتى الخميس، وقد تستمر بعض التكونات المطرية المحلية حتى نهاية الأسبوع المقبل، حسب تطورات الحالة ومدى استقرار الكتل الهوائية المؤثرة.
وأكدت هيئة الأرصاد أن فرق المراقبة الجوية تتابع الوضع عن كثب، ويتم تحديث التوقعات بشكل دوري بناءً على صور الأقمار الاصطناعية وقراءات محطات الرصد المنتشرة في مناطق المملكة، وهو ما يساهم في دقة التنبؤات ويتيح تنبيه السكان والجهات المختصة بوقت كافٍ.
وفي الوقت ذاته، حث المركز الجميع على استخدام القنوات الرسمية في تلقي المعلومات المناخية، وتجنب الانسياق وراء الشائعات أو الأخبار غير المؤكدة، مشيرًا إلى أن التطبيق الرسمي للمركز "أنواء" يتيح متابعة الحالة لحظة بلحظة من خلال خرائط تفاعلية وإشعارات آنية.
ويسود القلق بين بعض السكان في المناطق الجبلية والمناطق المنخفضة التي عادة ما تتأثر بسرعة بتجمع المياه، خاصة في ظل تكرار الحوادث المرتبطة بجريان السيول خلال السنوات الماضية، حيث تسبب بعضها في إغلاق طرق رئيسية واحتجاز عدد من المركبات وتعطيل الخدمات.
وتواصل الجهات المعنية رفع حالة التأهب في العديد من المناطق تحسبًا لأي طارئ، حيث تعمل فرق الدفاع المدني وفرق الطوارئ على مراقبة المواقع الحرجة وتجهيز المعدات اللازمة للتدخل السريع في حال حدوث أي طارئ بيئي أو إنساني ناتج عن سوء الأحوال الجوية.
وتُعتبر مثل هذه الأمطار ذات أثر مزدوج، إذ تُسهم في تحسين جودة الهواء وخفض درجات الحرارة المرتفعة نسبيًا، إلى جانب تغذية المخزون المائي، ولكنها في الوقت ذاته تُشكل تحديات تتعلق بالسلامة المرورية والانقطاعات الكهربائية المحتملة في بعض المواقع الريفية.
وتبرز أهمية التخطيط المسبق والتفاعل المجتمعي مع التحذيرات المناخية في مثل هذه الحالات، حيث يُعول على السكان التعاون مع الجهات المختصة وعدم المجازفة بعبور الأودية أو الاقتراب من المواقع التي قد تكون معرضة للانهيارات الطينية أو الصخرية بسبب تشبع التربة بالمياه.
وعلى الرغم من أن البيان الصادر لم يتطرق إلى تفاصيل موسعة عن مدى تأثر الرحلات الجوية أو الأنشطة الاقتصادية، إلا أن الأجواء غير المستقرة قد تؤثر بشكل طفيف على حركة النقل الجوي والبحري، خاصة في المناطق القريبة من السواحل أو التي تشهد نشاطًا في الرياح الهابطة.
ويُعد صدور هذه التنبيهات في وقت مبكر فرصة لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية متابعة الأرصاد الجوية وتقدير طبيعة الطقس المتغيرة، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية الإقليمية والعالمية التي باتت تفرض أنماطًا جديدة من السلوك المناخي على مختلف دول المنطقة.
ويواصل المركز الوطني للأرصاد دوره في مراقبة وتحليل الظواهر الجوية، مستفيدًا من التقنيات الحديثة والتعاون مع المراكز الإقليمية والدولية، بهدف تقديم تنبؤات دقيقة تساهم في تعزيز السلامة العامة وتفادي المخاطر المرتبطة بالحالات الجوية المتطرفة.