في خطوة تحمل كثيرًا من الدلالات حول مستقبل الإدارة الهلالية، نجح فهد بن نافل، رئيس شركة الهلال غير الربحية، في إقناع المدير التنفيذي فهد المفرج بالعدول عن قرار الرحيل والاستمرار في منصبه، بعد سلسلة من الاجتماعات التي وصفت بأنها كانت مشحونة ومليئة بالكواليس المثيرة، وسط أجواء غامضة تسود المشهد الإداري للنادي العاصمي.
وكان المفرج قد اتخذ قرارًا حاسمًا بمغادرة النادي قبل انطلاق الموسم الرياضي الجديد، وهو القرار الذي فاجأ الأوساط الهلالية، لا سيما أن توقيته جاء في مرحلة انتقالية حساسة يستعد فيها الفريق لدخول موسم حافل بالتحديات، وأبرزها المشاركة المنتظرة في كأس العالم للأندية 2025، وهو ما ضاعف من أهمية وجود استقرار إداري في هذا التوقيت.
إقرأ ايضاً:
وزارة الموارد البشرية تعلن مفاجأة .. سر الوثيقة التي تفتح أبواب الدخل الإضافي لآلاف المواطنين"آبل" تفاجئ العالم بصفقة قيمتها مليار دولار مع "جوجل".. السر وراء مستقبل سيري الجديد"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبدتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ورغم إصرار المفرج في البداية على الرحيل، بدا أن الضغوط التي مارسها بن نافل، والتي شملت جوانب مهنية وشخصية، لعبت دورًا كبيرًا في تغيير موقف المدير التنفيذي، حيث أبدى الأخير ليونة ملحوظة بعد أكثر من جلسة مغلقة جمعت الطرفين بعيدًا عن عدسات الإعلام، في مسعى لإعادة ترتيب البيت الهلالي قبل بدء الموسم.
والمصادر المقربة من النادي أكدت أن العلاقة الطويلة التي تجمع بن نافل بالمفرج ساعدت في تقريب وجهات النظر، حيث تربط بين الرجلين صداقة واحترام متبادل، وقد تم استحضار محطات سابقة من نجاحاتهما المشتركة خلال فترة توليهما القيادة التنفيذية للنادي، ما ساهم في تليين مواقف المفرج ودفعه إلى التراجع عن قراره.
وكان فهد المفرج قد تعرض في الأشهر الماضية إلى سيل من الانتقادات بسبب تراجع نتائج الفريق الأول، إذ رأى كثير من المتابعين أن التباطؤ في اتخاذ قرارات مصيرية، مثل الإقالة المتأخرة للجهاز الفني السابق والتأخر في حسم صفقات اللاعبين الأجانب، كان من بين أسباب تراجع أداء الهلال في بعض البطولات.
وهذه الانتقادات تسببت في حالة من الضغط النفسي على المفرج، دفعت به إلى التفكير في الابتعاد، خاصة مع شعوره بأن المناخ العام لم يعد مناسبًا للاستمرار، خصوصًا أن المرحلة الحالية تتطلب قرارات جريئة وسريعة، وهو ما كان يفتقر إليه الفريق في بعض الفترات خلال الموسم الماضي.
ومن جهته، يدرك فهد بن نافل أهمية وجود المفرج في هذا التوقيت، حيث يقترب النادي من انتخابات جديدة قد تحمل معها تغييرات إدارية واسعة، لكن بن نافل الذي يلوّح بالترشح مجددًا يرى أن الحفاظ على استقرار الإدارة التنفيذية سيكون ورقة رابحة في حال قرر الاستمرار على رأس مشروعه الرياضي.
وكانت صحيفة "الرياضية" السعودية قد فجّرت المفاجأة بكشفها عن نية المفرج تقديم استقالته، قبل أن يتراجع عنها لاحقًا بعد تدخل مباشر من بن نافل، وهي الخطوة التي أعادت رسم المشهد الإداري في الهلال، وطرحت تساؤلات كثيرة حول المرحلة القادمة ومدى قدرة الثنائي على استعادة ثقة الجماهير.
وعلى المستوى الفني، فإن تعيين المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي لقيادة الفريق خلال الموسم الجديد، ساهم في تحفيز المفرج على إعادة النظر في قراره، حيث يسود اعتقاد داخل الإدارة أن وجود مدرب بحجم إنزاجي يحتاج إلى دعم تنفيذي مستقر ومتجانس لضمان تنفيذ رؤيته الفنية دون عوائق إدارية.
والهلال يعيش هذه الأيام مرحلة إعادة هيكلة شاملة، شملت جوانب عدة من منظومة العمل الرياضي والإداري، استعدادًا للمشاركة في كأس العالم للأندية، وهي البطولة التي تعني الكثير للنادي وجماهيره، والتي يُراهن عليها لإعادة "الزعيم" إلى الواجهة القارية والعالمية بعد موسم شهد إخفاقات مؤلمة.
ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه المشهد الرياضي السعودي تطورات متسارعة، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع الرياضي من قبل وزارة الرياضة، ما دفع بالأندية الكبرى إلى إعادة ترتيب أوراقها إداريًا وفنيًا لضمان الحضور القوي في مختلف المنافسات المحلية والدولية.
والحديث عن المفرج لا يمكن فصله عن تاريخ طويل قضاه داخل أسوار الهلال، إذ شغل مناصب متعددة كان أبرزها المدير التنفيذي، وهو المنصب الذي لعب فيه دورًا محوريًا في تحقيق العديد من الإنجازات، منها التتويج بلقب دوري أبطال آسيا مرتين، فضلًا عن السيطرة على البطولات المحلية.
ولكن هذا التاريخ لم يمنع أصوات الانتقاد من الارتفاع في الفترات الأخيرة، وهو ما خلق شرخًا معنويًا في علاقة المفرج بجماهير النادي، التي طالبت في أكثر من مناسبة بضخ دماء جديدة داخل الإدارة، إلا أن بن نافل تمسك بالمفرج، في إشارة إلى ثقته بقدرة الأخير على قلب الموازين واستعادة البريق الأزرق.
ويُعد هذا التحول في موقف المفرج من أبرز المؤشرات على أن الهلال يسعى لتجنب الدخول في دوامة من التغييرات الإدارية قبيل انطلاق الموسم، خصوصًا مع ضيق الوقت وحاجة الفريق إلى استقرار يمنحه القدرة على المنافسة في كل الجبهات، بدءًا من الدوري المحلي وصولًا إلى المحافل العالمية.
ومن المنتظر أن يظهر المفرج في الأيام المقبلة إلى جانب بن نافل في أكثر من مناسبة رسمية، وذلك في إطار تأكيد الاستمرار، وبعث رسائل طمأنة إلى الجماهير بأن ما حدث كان مجرد سحابة صيف، وأن العمل جارٍ على تصحيح المسار عبر رؤية جديدة ترتكز على الاستفادة من الأخطاء الماضية.
والجماهير الهلالية تترقب الآن ما إذا كانت هذه التسوية الإدارية ستنعكس بشكل فعلي على أرض الواقع، حيث تبقى المطالب الأساسية واضحة وهي عودة الفريق إلى منصات التتويج، وتحقيق موسم استثنائي يكون فيه الزعيم على الموعد مع الألقاب من جديد.
والمرحلة المقبلة ستحمل إجابات حاسمة حول مدى نجاعة هذه القرارات الإدارية، ومدى قدرة الهلال على تجاوز العثرات الماضية، خاصة أن جمهور الزعيم لم يعد يقبل بأقل من المنافسة الحقيقية على جميع الألقاب، وهو ما يدركه كل من بن نافل والمفرج في هذه اللحظة المفصلية.