استقرت أسعار الذهب في تعاملات اليوم الخميس، بعدما سجلت تراجعًا حادًا في الجلسة السابقة، وذلك في ظل تراجع حدة التوترات التجارية العالمية التي أدت إلى انخفاض الإقبال على شراء الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب.
وقد تزامن هذا التغير مع استقرار سعر الدولار الأميركي، مما ساهم في إضعاف أي دعم إضافي كان من الممكن أن يقدمه تراجع العملة الأميركية للذهب، وسجل سعر الذهب في المعاملات الفورية استقرارًا عند 3388.49 دولارًا للأوقية، بعد أن كان قد فقد 1.3% من قيمته في جلسة الأربعاء، وهو التراجع الأبرز خلال الأسبوع الجاري.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، فلم تشهد تغيرًا يذكر وظلت مستقرة عند 3495.90 دولارًا للأوقية، ما يعكس حالة الترقب التي تسود الأسواق حاليًا بانتظار مؤشرات جديدة قد تؤثر في اتجاهات المستثمرين.
ويأتي هذا الأداء المتذبذب للذهب في وقت بدأت فيه مؤشرات الانفراج تظهر على صعيد العلاقات التجارية بين بعض الاقتصادات الكبرى، حيث شهدت المحادثات الأخيرة لهجة أكثر مرونة، وهو ما اعتبره المستثمرون إشارة إلى تراجع المخاطر الجيوسياسية.
في مثل هذه الأوضاع، تتراجع جاذبية الذهب الذي يعد تقليديًا ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، لصالح الأصول الأكثر مخاطرة مثل الأسهم.
ويرى محللون أن استقرار أسعار الذهب اليوم يعكس حالة من التوازن المؤقت بين ضغوط البيع التي أعقبت تراجع المخاوف الجيوسياسية، والدعم المحدود الذي يقدمه استقرار الدولار.
كما أشار بعضهم إلى أن المستثمرين يفضلون الانتظار لمزيد من البيانات الاقتصادية خلال الأيام المقبلة، والتي قد تشمل مؤشرات حول مستويات التضخم وأسعار الفائدة في الاقتصادات الكبرى.
وفي سياق متصل، لم تكن تحركات المعادن النفيسة الأخرى بعيدة عن هذا النمط من الحذر والترقب، فقد استقرت أسعار الفضة في المعاملات الفورية عند 39.28 دولارًا للأوقية، دون تسجيل تغيّر ملحوظ، أما البلاتين، فقد شهد انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليسجل 1410.47 دولارات للأوقية، في حين تراجع البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 1273.98 دولارًا.
وبحسب خبراء في أسواق المعادن، فإن هذه المستويات تعكس تفاعل الأسواق مع التطورات الاقتصادية والسياسية الأخيرة، مشيرين إلى أن أية تطورات مفاجئة، سواء في مسار المحادثات التجارية أو في السياسة النقدية للبنوك المركزية الكبرى، قد تؤدي إلى تغييرات سريعة في توجهات المستثمرين.
كما تظل التوقعات بشأن قرارات الفائدة الأميركية أحد العوامل الأساسية التي تترقبها الأسواق في الفترة المقبلة، إذ أن أي تلميحات حول تغيير في نهج السياسة النقدية قد يكون لها تأثير مباشر على الدولار، وبالتالي على أسعار الذهب.
فالمعدن الأصفر عادة ما يتحرك في اتجاه معاكس للدولار، حيث يؤدي تراجع العملة الأميركية إلى جعل الذهب أرخص لحاملي العملات الأخرى، مما يزيد من الطلب عليه.
وفي الوقت الراهن، يبدو أن الأسواق دخلت في مرحلة انتظار وترقب، وسط حالة من الحذر التي تعكس هشاشة التوازن بين عوامل الدعم والضغط على أسعار الذهب والمعادن الثمينة الأخرى.
ومن المرجح أن يبقى الذهب في نطاق تداول ضيق إلى حين ظهور محفزات جديدة قد تدفع الأسعار نحو مسار واضح، سواء صعودًا أو هبوطًا، خلال الأسابيع المقبلة.