النصر يتحرك بسرعة لتعويض هانكو ويقترب من حسم صفقة دفاعية مدوية

في إطار تحركاته المتواصلة خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، كثّف نادي النصر السعودي اتصالاته ومفاوضاته من أجل تدعيم صفوف الفريق بصفقة دفاعية من العيار الثقيل، حيث وضع أنظاره على المدافع الفرنسي جيف تشابوت، لاعب نادي شتوتغارت الألماني، في محاولة لتعويض فشل التعاقد مع السلوفاكي دافيد هانكو، الذي فضّل الانتقال إلى الدوري الإسباني عبر بوابة أتلتيكو مدريد.

وتأتي هذه الخطوة من جانب إدارة النصر في ظل رغبتها الكبيرة في تعزيز الخط الخلفي قبل انطلاق الموسم الجديد، خاصة أن الفريق يطمح إلى المنافسة بقوة على كافة البطولات المحلية والقارية، ويحتاج إلى عناصر قوية في جميع المراكز لتأمين توازن الأداء داخل المستطيل الأخضر، وهو ما دفع الإدارة إلى تسريع تحركاتها في هذا الملف بالتحديد.

إقرأ ايضاً:

وكان النصر قد دخل في مفاوضات متقدمة مع هانكو في وقت سابق من هذا الصيف، إلا أن الصفقة لم تكتمل بعد أن حسم أتلتيكو مدريد التوقيع معه رسميًا، مما دفع الإدارة النصراوية إلى التحول نحو خيارات أخرى، جاء على رأسها تشابوت، الذي يُعد أحد أبرز المدافعين في الدوري الألماني خلال الفترة الأخيرة.

وبحسب تقارير إعلامية نشرتها شبكة "سكاي سبورتس" النسخة الألمانية، فإن نادي النصر أبدى اهتمامًا واضحًا وجادًا بالتعاقد مع تشابوت، وبدأ اتصالاته الرسمية مع نادي شتوتغارت لمناقشة إمكانية انتقال اللاعب إلى الدوري السعودي خلال فترة الانتقالات الحالية، في ظل استعداد النادي الألماني للاستماع إلى العروض الجدية.

وفي تطور جديد كشفه موقع "mibundesliga" الألماني، فإن نادي شتوتغارت وضع مبلغًا ماليًا كحد أدنى لقبول فكرة التخلي عن خدمات المدافع الفرنسي، حيث يشترط وصول العرض إلى 20 مليون يورو للسماح بخروج اللاعب، وهو ما يضع إدارة النصر أمام اختبار مالي جديد في ظل ارتباطها بعدة ملفات تعاقدية أخرى هذا الصيف.

ويبلغ تشابوت من العمر 27 عامًا، وقد انضم إلى شتوتغارت في الأول من يوليو 2024 بعقد يمتد حتى صيف 2028، وهو ما يمنح النادي الألماني موقفًا قويًا خلال التفاوض، لا سيما أن اللاعب لا يملك شرطًا جزائيًا في عقده يمكن تفعيله من طرف واحد، ما يجعل الصفقة رهينة للتفاهم بين الإدارتين على تفاصيل العرض المالي.

وتشابوت يُعتبر من اللاعبين الذين يتمتعون ببنية جسدية قوية، إضافة إلى خبرة كبيرة اكتسبها من خلال مشاركته في أكثر من دوري أوروبي خلال السنوات الماضية، حيث سبق له تمثيل أندية عديدة أبرزها سامبدوريا الإيطالي وتولوز الفرنسي، وهو ما يجعله خيارًا مناسبًا لفريق بحجم النصر يسعى إلى الاستقرار الدفاعي.

وتسعى إدارة النصر لحسم هذه الصفقة في أسرع وقت ممكن، خصوصًا وأن سوق الانتقالات الصيفية في السعودية انطلق رسميًا في 3 يوليو، ويستمر حتى 10 سبتمبر، وهو ما يمنح النادي هامشًا زمنيًا مناسبًا لكنه في ذات الوقت يحتاج إلى تحركات حاسمة لتفادي تكرار سيناريو هانكو الذي خسرته الإدارة رغم تقدمها في المفاوضات.

وتسود حالة من التفاؤل داخل أروقة النادي بأن صفقة تشابوت قد تكتمل خلال الأيام المقبلة، لا سيما في ظل الجدية التي أظهرها مسؤولو النصر خلال المفاوضات، إلى جانب الحافز المالي الكبير الذي يمكن أن تقدمه الأندية السعودية للاعبين الأجانب، في ظل طفرة الاستثمار التي يشهدها دوري روشن خلال المواسم الأخيرة.

وما يزيد من أهمية هذه الصفقة أن النصر يخوض معسكره التحضيري للموسم الجديد خارج المملكة، ويأمل الجهاز الفني بقيادة المدرب لويس كاسترو في وصول عناصر جديدة قادرة على الانسجام سريعًا مع المجموعة، وهو ما يتطلب التعاقد مع لاعبين جاهزين على المستوى البدني والفني مثل تشابوت.

وفي الوقت الذي لم يُصدر فيه اللاعب أو ناديه أي بيان رسمي بشأن العرض النصراوي، تشير المؤشرات إلى أن اللاعب قد يرحب بخوض تجربة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد أن بات الدوري السعودي وجهة جذابة للعديد من النجوم الأوروبيين الذين فضلوا القدوم للاستفادة من المستوى العالي والاهتمام الإعلامي المتزايد.

ويرى عدد من المحللين أن تشابوت قد يكون البديل المثالي لهانكو، ليس فقط من حيث الإمكانيات الدفاعية، بل أيضًا بسبب تنوع خبراته وإجادته لأكثر من مركز في الخط الخلفي، مما يمنح النصر مرونة تكتيكية أكبر في التشكيل، ويضيف عمقًا فنيًا إلى منظومة الفريق في ظل ازدحام الروزنامة الكروية.

ويُذكر أن النصر كان من أوائل الأندية السعودية التي بادرت إلى التحرك في سوق الانتقالات هذا الصيف، حيث تسعى الإدارة إلى بناء فريق قادر على استعادة لقب الدوري والمنافسة على دوري أبطال آسيا، وقد بدأت بالفعل بإبرام عدة صفقات في الخط الأمامي وتعمل حاليًا على تدعيم الدفاع والحراسة.

وفي حال نجح النصر في إنهاء الصفقة لصالحه، فإن تشابوت سيكون أحد أبرز التعاقدات الدفاعية في السوق السعودي هذا الموسم، إلى جانب كونه مؤشرًا على الطموح المتزايد لدى النادي، الذي يهدف إلى استقطاب لاعبين قادرين على إحداث الفارق وصناعة نتائج إيجابية على المدى القريب.

ولا تزال المفاوضات جارية بين الطرفين، مع توقعات بتكثيف الاتصالات خلال الساعات المقبلة لحسم الموقف، حيث ترغب إدارة النصر في تقديم اللاعب ضمن صفقاتها الجديدة قبل بداية الجولات الأولى من الدوري، ما يعزز من جاهزية الفريق على المستوى الفني والنفسي.