الحارس نواف العقيدي.

العقيدي يُربك حسابات النصر والفتح بقرار مفاجئ يُشعل سوق الانتقالات

كتب بواسطة: محمد اسعد |

في تطور غير متوقع قد يُعيد رسم خريطة الحراسة في الدوري السعودي للمحترفين، فاجأ الحارس نواف العقيدي الأوساط الرياضية بقرار جريء حول مستقبله المهني، تاركًا ناديي النصر والفتح في حيرة من أمرهما، بعد أن بات خياره المقبل مفتوحًا على كافة الاحتمالات، بما فيها خوض تجربة احترافية خارجية قد لا تكون مغرية ماديًا بقدر ما تحمل من أبعاد فنية وطموحات شخصية.

ونادي الفتح، الذي حظي بخدمات العقيدي خلال الموسم الماضي على سبيل الإعارة من نادي النصر، يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تمديد هذه التجربة لموسم إضافي، بعد أن أثبت الحارس الشاب جدارته وأصبح عنصرًا رئيسيًا في التشكيلة الأساسية، مما دفع الإدارة إلى التحرك مبكرًا لضمان استمراريته في ظل الغموض الذي يكتنف موقفه الحالي.

إقرأ ايضاً:

تدشين معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بعسير يعزز ثقافة الابتكار بين الطلابأكاديمية الخليج للطيران تحصل على ختم الجودة الذهبي لتميزها في التدريب الجوي والابتكار التعليمي

وبحسب ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط، فإن العقيدي لا ينظر إلى العروض فقط من ناحية مالية، بل يدرس بعناية الخطوة القادمة في مسيرته، حيث أبدى انفتاحًا تجاه اللعب خارج المملكة، حتى وإن كانت الرواتب المقترحة تقل عما يتقاضاه حاليًا سواء مع النصر أو الفتح، وهو ما يشير إلى نضج في تفكيره المهني وتركيزه على التطور الفني أكثر من العوائد المالية.

ونادي النصر، الذي يملك عقد العقيدي، أبدى مرونة مبدئية حيال مسألة إعارته مجددًا، إلا أن الأمور تبدو الآن معقدة بعض الشيء، خصوصًا بعد أن تبين أن اللاعب لم ينضم إلى معسكر الفريق المقام حاليًا في النمسا، حيث منحه الجهاز الفني إجازة خاصة بسبب مشاركته الأخيرة مع المنتخب السعودي في بطولة الكونكاكاف، شأنه شأن زملائه الدوليين.

وغياب العقيدي عن معسكر النصر قد يُفهم على أنه مجرد إجازة مؤقتة، غير أن توقيت هذه الراحة، متزامنًا مع تداول أنباء عن رغبته في خوض تجربة خارجية، يفتح الباب واسعًا أمام التكهنات بشأن نواياه الحقيقية، وما إذا كان قد اتخذ قراره بالفعل بمغادرة الدوري المحلي على الأقل في المرحلة الراهنة.

وفي الجهة المقابلة، بدأ نادي الفتح استعداداته للموسم الجديد بشكل فعلي في الأحساء، حيث يخوض اللاعبون تدريبات مكثفة قبل التوجه إلى معسكر خارجي في إسبانيا، مقرر له أن ينطلق في الثالث من أغسطس ويستمر لمدة أسبوعين، ما يُشكل ضغطًا إضافيًا على الإدارة لحسم ملف العقيدي قبل انطلاق المعسكر، لتفادي دخول الموسم الجديد دون حسم مركز الحراسة.

وتعمل إدارة الفتح بالتوازي على إتمام عدد من الصفقات الجديدة التي ستعزز صفوف الفريق، خصوصًا وأن العد التنازلي لانطلاق دوري المحترفين قد بدأ، وتدرك الإدارة أن بقاء العقيدي ضمن التشكيلة سيمنح الفريق استقرارًا فنيًا كبيرًا، خاصة بعد انسجامه الملحوظ مع المجموعة خلال الموسم الماضي.

والعقيدي، الذي يعتبر أحد أبرز المواهب في مركز حراسة المرمى على مستوى المملكة، كان قد قدم أداءً لافتًا خلال فترة إعارته مع الفتح، ما جعله محط أنظار عدة أندية داخلية وخارجية، إذ يرى مراقبون أن اللاعب بات على مشارف اتخاذ خطوة مفصلية في مسيرته، قد تنقله إلى مستويات جديدة من الاحتراف.

ومصادر مقربة من الحارس الشاب تؤكد أن قراره سيكون بناءً على مزيج من العوامل الفنية والشخصية، بما في ذلك رغبته في خوض تجارب جديدة، وتوسيع آفاقه الكروية بعيدًا عن الضغوط المحلية، خصوصًا وأن مركز الحراسة في نادي النصر يشهد تنافسًا قويًا مع وجود أسماء بارزة قد تحد من فرصه في اللعب أساسيًا.

وفي ذات السياق، يُشير محللون إلى أن فتح الباب أمام الانتقال الخارجي قد يكون أيضًا ورقة ضغط يستخدمها اللاعب ووكيله لتحسين شروطه سواء مع النصر أو الفتح، إذ من الشائع في عالم الاحتراف أن تُستخدم العروض الخارجية لتحريك المياه الراكدة داخل السوق المحلي.

كما أن التوجه المتزايد للاعبين السعوديين مؤخرًا نحو الاحتراف الخارجي، حتى في دوريات أقل شهرة، يعكس رغبة عامة لدى الجيل الجديد في كسر النمط التقليدي وتوسيع دائرة التجربة، وهو ما ينسجم مع تصريحات العقيدي الأخيرة التي لمّح فيها إلى رغبته في التطور الفني عبر الاحتكاك بأساليب لعب مختلفة.

وفي حال قرر العقيدي بالفعل الرحيل عن الفتح وعدم العودة للنصر، فإن الباب سيكون مفتوحًا أمام عدة احتمالات، إما بالانتقال إلى نادٍ خارجي في تجربة جديدة كليًا، أو ربما التوقيع لنادٍ محلي آخر على سبيل الإعارة أو حتى الانتقال الكامل، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد.

ومن ناحية أخرى، فإن إدارة النصر قد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ قرار سريع بشأن مستقبل اللاعب، إما بإبقائه ومنافسته على مركزه، أو الموافقة على إعارته مجددًا، أو حتى تسويقه بشكل نهائي، خصوصًا إذا وُجد عرض خارجي جدي يلبي طموحات اللاعب والنادي.

والموسم المقبل يبدو حاسمًا في مسيرة العقيدي، خاصة وأنه يمر بمرحلة حساسة من عمره الكروي تتطلب منه اختيارات دقيقة، فإما أن يواصل صعوده بثبات داخل الدوري السعودي، أو يخوض مغامرة خارجية قد تفتح له أبواب التألق على المستوى الدولي لاحقًا.

وجماهير النصر والفتح تتابع الموقف بشغف، خاصة أن كلاً منهما يرى في العقيدي مشروع نجم كبير، بينما يواصل اللاعب صمته في انتظار اكتمال الصورة، ومعرفة العروض المطروحة على طاولته قبل اتخاذ قراره النهائي.

وفي خضم هذا الترقب، يبدو أن سوق الانتقالات الصيفية في السعودية على موعد مع واحدة من أكثر القصص إثارة، حيث يمتزج فيها الطموح الشخصي، والاعتبارات الفنية، والمصالح المؤسسية، في معادلة لا تزال تبحث عن حل.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار