الزمن الذري

"ظاهرة فلكية نادرة.. الأرض تغير سرعتها.. والعلماء في سباق لفهم الأسباب!"

كتب بواسطة: رولا نادر |

 


إقرأ ايضاً:

وزارة الموارد البشرية تعلن مفاجأة .. سر الوثيقة التي تفتح أبواب الدخل الإضافي لآلاف المواطنين"آبل" تفاجئ العالم بصفقة قيمتها مليار دولار مع "جوجل".. السر وراء مستقبل سيري الجديد"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبدتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة إن كوكب الأرض يمر حاليًا بحالة غير معتادة من التسارع في دورانه حول محوره وهي ظاهرة رصدها العلماء بدقة خلال السنوات الأخيرة وسجلت نتائجها بعضًا من أقصر الأيام في تاريخ البشرية المعاصر.

وأشار إلى أن هذا التسارع لا يشكل خطرًا على حياة الإنسان اليومية ولا يشعر به أحد بشكل ملموس إلا أن تسجيله عبر الساعات الذرية يبيّن وجود تغيرات طفيفة تقاس بأجزاء من الألف من الثانية في طول اليوم الواحد مقارنة بالمعدل المعروف.

وأوضح أن الأرض تدور عادة حول محورها خلال أربع وعشرين ساعة أي ما يعادل ستة وثمانين ألفًا وأربعمائة ثانية لكن منذ عام 2020 بدأ العلماء يلاحظون أن بعض الأيام أصبحت أقصر قليلًا نتيجة هذا التسارع الطفيف في سرعة الدوران.

وأضاف أن أقصر يوم تم تسجيله حتى الآن كان في الخامس من يوليو 2024 حيث كان اليوم أقصر بمقدار 1.66 ميلي ثانية من اليوم القياسي وهي سابقة لافتة تؤكد دقة القياسات الفلكية التي تعتمد على أحدث التقنيات الزمنية.

وتشير التوقعات الفلكية إلى أن صيف عام 2025 سيشهد تسجيل ثلاثة من أقصر أيام السنة وربما أقصر أيام العصر الحديث ما يجعل العلماء في حالة ترقب دائم لتحديث البيانات الفلكية الخاصة بدوران الأرض.

وبيّن أن هذه البيانات تُجمع وتحلل من قبل مؤسسات متخصصة مثل الخدمة الدولية لدوران الأرض والمراجع والتي تتابع الفروقات الدقيقة بين الزمن الفلكي والزمن الذري لضمان توافق الأنظمة الزمنية حول العالم.

وتبقى الأسباب الحقيقية وراء هذا التسارع غير محسومة علميًا إلا أن هناك عدة فرضيات جرى طرحها من قبل خبراء الجيوفيزياء أبرزها التحولات في نواة الأرض السائلة وذوبان كتل الجليد القطبي وإعادة توزيع الكتلة على سطح الكوكب.

كما تشمل هذه الفرضيات احتمالية تأثر دوران الأرض بالزلازل الكبرى التي تخل بتوازن الكوكب الداخلي وكذلك العوامل الفلكية المرتبطة بالقمر والمد والجزر وتغير تأثيرها على الأرض مع مرور الزمن.

أوضح أبو زاهرة أن هذا التغير لا يؤثر على الإنسان بشكل مباشر لكنه قد يُحدث بعض الإشكالات التقنية في الأنظمة التي تعتمد على دقة زمنية عالية مثل الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة وتوقيتات البث والخدمات البنكية العالمية.

وحذر من أن استمرار هذا التسارع قد يدفع بالهيئات الزمنية الدولية إلى اتخاذ إجراء غير مسبوق يتمثل في حذف ثانية كاملة من التوقيت العالمي المعروف وهي خطوة تُسمى بالثانية السالبة وتتم لمعادلة الفارق الزمني المتزايد.

لفت إلى أن جميع التعديلات الزمنية السابقة كانت تجرى بإضافة ثوانٍ كبيسة موجبة لتعويض تباطؤ دوران الأرض لكن هذه المرة قد تكون أول مناسبة في التاريخ يتم فيها إزالة ثانية واحدة بدلًا من إضافتها.

ويُتوقع بحسب تقديرات بعض المؤسسات المتخصصة أن يُضطر العالم لاتخاذ هذه الخطوة لأول مرة في عام 2029 إذا استمر نمط التسارع الحالي مما يطرح تحديات جديدة أمام تنظيم الوقت العالمي بدقة مطلقة.

أكد أبو زاهرة أن هذه الظاهرة ورغم ندرتها لا تمس مباشرة حياة البشر العاديين لكنها تمثل أهمية علمية كبيرة في فهم الديناميكيات العميقة لكوكب الأرض ومدى تأثره بعوامل داخلية وخارجية مع مرور الزمن.

ووصف الأرض بأنها ليست جرمًا جامدًا يدور بانتظام فحسب بل منظومة معقدة تتفاعل مع محيطها الكوني والجغرافي بطريقة لا تزال تبهر العلماء وتفتح آفاقًا جديدة في علوم الجيولوجيا والفلك والزمن.

اختتم حديثه بالتأكيد على أن مثل هذه الظواهر تذكرنا بأن الأرض كائن حي بكل تفاصيله وأن فهم سلوكها يساعدنا على تحسين قدراتنا التقنية في التوقيت والملاحة والاتصالات وتعزيز مرونة الأنظمة المعتمدة على الدقة الزمنية.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار