أعلنت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" عن إطلاق البيئة التجريبية التقنية الجديدة لتطبيق "توكلنا"، في خطوة وصفت بالمهمة نحو تعزيز الشراكة الرقمية بين القطاعين العام والخاص في المملكة. ويأتي هذا الإطلاق بهدف تمكين شركات القطاع الخاص من اختبار وتقديم خدماتها ضمن منصة وطنية موحدة تحت إشراف تنظيمي صارم وضمن إطار يراعي أعلى معايير الأمان والجودة.
وتتيح البيئة التجريبية، المعروفة باسم "Sandbox"، للقطاع الخاص فرصة فريدة لاستعراض ابتكاراته وخدماته الرقمية أمام جمهور واسع يتجاوز 34 مليون مستخدم، مع إمكانية تجربة الخدمات وتقييم مدى توافقها مع متطلبات المستخدمين. وتعد هذه المبادرة جزءاً من استراتيجية "سدايا" الرامية إلى تعزيز التحول الرقمي الشامل وتوسيع آفاق التكامل الرقمي بين مختلف الجهات.
إقرأ ايضاً:
وزارة الموارد البشرية تعلن مفاجأة .. سر الوثيقة التي تفتح أبواب الدخل الإضافي لآلاف المواطنين"آبل" تفاجئ العالم بصفقة قيمتها مليار دولار مع "جوجل".. السر وراء مستقبل سيري الجديد"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبدتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وقد بدأت "سدايا" باستقبال طلبات الشركات الراغبة في الانضمام للدفعة الأولى من المتقدمين، وفق معايير محددة تراعي الجاهزية التقنية والامتثال التنظيمي، وتمنح الشركات مساحة آمنة لتطوير حلولها الرقمية وتكييفها بما يتوافق مع تجربة المستخدم المثلى. وتأتي هذه المبادرة استجابة لطلب متنامٍ من القطاع الخاص للدخول في منظومة "توكلنا" الواسعة.
وتتميز البيئة الجديدة بعدة مزايا رئيسية، منها إمكانية الوصول المبكر إلى إمكانيات منصة "توكلنا"، والحصول على دعم فني مباشر، إضافة إلى جلسات استشارية وإرشادية تقدمها نخبة من الخبراء في التقنية والتحول الرقمي. كما تسمح المنصة باختبار تكامل الخدمات الرقمية وتحسينها بشكل عملي قبل الإطلاق النهائي.
وتمثل هذه البيئة حاضنة رقمية حقيقية تتيح للشركات استكشاف فرص التعاون مع الجهات الحكومية، عبر تقديم حلول ذكية تلبي حاجات المستخدمين، وتثري المنظومة الرقمية الوطنية من خلال تكامل سلس وآمن. كما تُعد البيئة منصة تحفيزية تفتح الباب أمام الابتكار وتعزز حضور الشركات ضمن مشهد التحول الرقمي في المملكة.
ووضعت "سدايا" شروطًا دقيقة لقبول المشاركين، أبرزها ضرورة امتلاك سجل تجاري ساري المفعول، وتراخيص رسمية نظامية، إلى جانب الالتزام بالأنظمة واللوائح المعمول بها داخل المملكة. كما يشترط تقديم خدمات رقمية عالية الجودة، واحترام معايير الحوكمة، وضمان تقديم المحتوى باللغة العربية كخيار رئيسي.
وسيتم اختيار ما يصل إلى 20 شركة في المرحلة الأولى من المشروع، على أن يتم تقييم الطلبات بناء على مدى استيفائها للمعايير المحددة، مع إعطاء الأولوية للشركات التي تبادر بالتسجيل المبكر. وتؤكد "سدايا" أن عملية الاختيار ستتم وفق معايير شفافة تضمن العدالة وتكافؤ الفرص لجميع المتقدمين.
وأعلنت الهيئة عن تنظيم ورش عمل تعريفية ستُعقد خصيصاً للجهات المشاركة في البيئة التجريبية، بهدف شرح متطلبات التكامل الفني مع "توكلنا"، واستعراض مزايا المنصة وآليات تقديم الخدمات ضمنها. كما ستُوفر جلسات استشارية تُمكّن المنظمين من تطوير خدماتهم بالشكل الذي يتماشى مع أهداف المنصة.
وتُعد "توكلنا" من أبرز المنصات الرقمية في المملكة، إذ بدأت كأداة لمتابعة الحالة الصحية خلال جائحة كورونا، لكنها تطورت لاحقًا لتصبح بوابة رقمية متكاملة تقدم عشرات الخدمات الحكومية والخاصة، ما جعلها نموذجًا يحتذى في التكامل الرقمي وتحقيق الكفاءة في تقديم الخدمات.
ويأتي إطلاق البيئة التجريبية كخطوة استراتيجية تهدف إلى مضاعفة أثر "توكلنا" الوطني، وتعزيز التفاعل الإيجابي بين مختلف مكونات القطاع الرقمي، إضافة إلى دعم رؤية السعودية 2030 التي تركز على بناء اقتصاد رقمي متين ومجتمع معرفي متكامل يعتمد على البيانات والتقنيات الحديثة.
ويمثل المشروع امتدادًا طبيعيًا لتوجه "سدايا" في تمكين المنصات الرقمية من النمو ضمن إطار تنظيمي مرن ولكن منضبط، يعزز الثقة بين المستخدمين ومقدمي الخدمات، ويدفع نحو تقديم خدمات ذكية تواكب تطلعات المستخدمين وتدعم جودة الحياة في المملكة.
ويحمل هذا التحرك بعدًا استراتيجيًا يتجاوز حدود الخدمات، إذ يسهم في بناء بيئة اقتصادية قائمة على الابتكار والتقنية، كما يتيح فرصًا جديدة للقطاع الخاص للنمو من خلال التعاون مع القطاع الحكومي في بيئة موحدة وشاملة وآمنة.
ومع تزايد التوجه العالمي نحو الاقتصاد الرقمي، تسعى المملكة إلى الاستفادة من قدراتها التكنولوجية المتنامية عبر مبادرات مثل البيئة التجريبية، لتكون لاعبًا محوريًا في بناء مستقبل رقمي متكامل، قائم على التعاون والشراكة وتبادل المعرفة بين القطاعات.
وتطمح "سدايا" من خلال هذه المبادرة إلى تفعيل نموذج رقمي متكامل يُمكّن جميع الأطراف من تبادل الحلول والخدمات، ويدعم بناء منظومة بيانات قوية يمكن الاعتماد عليها في تحسين الخدمات وتعزيز صنع القرار في القطاعات المختلفة.
وتُعد البيئة التجريبية فرصة ذهبية للشركات السعودية الراغبة في التوسع رقميًا، فهي توفر مساحة مثالية لتجربة الخدمات وتحسينها، ما يُقلل من المخاطر المحتملة عند الإطلاق العام، ويُعزز جاهزية المشاريع بشكل عملي ومنهجي ومدروس.
ويُنتظر أن تشكل المبادرة حافزًا مهمًا للقطاع الخاص لتكثيف جهوده في مجال التحول الرقمي، مستفيدًا من الإمكانيات الواسعة التي توفرها منصة "توكلنا"، في سبيل تقديم خدمات رقمية موثوقة ومتكاملة للمجتمع السعودي بكل مكوناته.
ويُتوقع أن تسهم التجربة في تحفيز التنافس بين الشركات الرقمية، بما يخلق سوقًا أكثر نضجًا وتنوعًا، ويدفع نحو تبني الابتكار كأداة رئيسية لتحقيق التميز في تقديم الخدمات، مما ينعكس إيجابًا على جودة التجربة الرقمية في المملكة.