في تطور لافت في مجال التغذية الصحية، أكدت دراسة أسترالية حديثة أن تناول البيض، حتى بمعدل يصل إلى بيضتين يوميًا، لا يؤدي إلى رفع مستويات الكوليسترول الضار في الدم، نافية بذلك الاعتقاد الشائع منذ عقود بأن البيض أحد الأسباب المباشرة وراء زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
الدراسة التي أعدّها باحثون من جامعة جنوب أستراليا ونُشرت نتائجها في مجلة "American Journal of Clinical Nutrition"، توصلت إلى أن السبب الحقيقي في ارتفاع الكوليسترول الضار يعود إلى الدهون المشبعة الموجودة في النظام الغذائي، وليس الكوليسترول الموجود بطبيعته في البيض.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وأشار التقرير المنشور على الموقع الرسمي للجامعة إلى أن البيض ظل لسنوات طويلة محل نقاش حاد بين خبراء التغذية والأطباء، خصوصًا أنه يحتوي على كميات ملحوظة من الكوليسترول.
إلا أن هذا الجدل يبدو الآن في طريقه إلى الحسم، بعد أن كشفت نتائج الدراسة أن تناول البيض ضمن نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة لا يؤدي إلى أي تأثير سلبي على مستويات الكوليسترول الضار في الدم، بل قد يساهم في خفضها.
وفي تفاصيل الدراسة، شارك 61 شخصًا بالغًا بمتوسط عمر بلغ 39 عامًا، وجميعهم كانت مستويات الكوليسترول الضار لديهم أقل من 3.5 مليمول/لتر في بداية التجربة، وتم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات خضعت لثلاثة أنظمة غذائية مختلفة ومتساوية في عدد السعرات الحرارية، واستمرت كل مرحلة لمدة خمسة أسابيع.
النظام الأول كان عالي الكوليسترول لكنه منخفض في الدهون المشبعة، وتضمن تناول بيضتين يوميًا، أما النظام الثاني فكان منخفض الكوليسترول لكنه غني بالدهون المشبعة، دون أي استهلاك للبيض.
في حين أن النظام الثالث، والذي يُعدّ نظام تحكم، جمع بين الكوليسترول المرتفع والدهون المشبعة، مع استهلاك بيضة واحدة فقط أسبوعيًا، وبعد انتهاء كل مرحلة، قام الباحثون بقياس مستويات الكوليسترول ومؤشرات صحية أخرى لدى المشاركين.
وجاءت النتائج لتؤكد أن النظام الذي يتضمن تناول بيضتين يوميًا ضمن إطار منخفض للدهون المشبعة أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات الكوليسترول الضار، مقارنة بالنظام الذي شمل الدهون المشبعة المرتفعة مع كمية ضئيلة جدًا من البيض.
بينما لم يُظهر النظام منخفض الكوليسترول وعالي الدهون المشبعة تأثيرًا إيجابيًا يُذكر، ما يُعزز الاستنتاج القاطع بأن الدهون المشبعة، وليس الكوليسترول الغذائي، هي العامل الأساسي في رفع الكوليسترول الضار.
الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور جون باكلي، شدد على أهمية تصحيح المفاهيم المرتبطة بالبيض، مشيرًا إلى أن سمعته السيئة كانت مبنية على نصائح غذائية قديمة لم تأخذ بعين الاعتبار الفروقات الدقيقة بين أنواع الدهون.
وأوضح أن البيض غني بالكوليسترول بالفعل، لكنه يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة، مما يجعله طعامًا ذا قيمة غذائية عالية لا ينبغي تجنبه دون مبرر علمي.
وأكد الدكتور باكلي أنه حان الوقت لتغيير النظرة التقليدية إلى البيض كعامل خطر، داعيًا المستهلكين إلى الانتباه أكثر إلى المكونات الأخرى المصاحبة للوجبات، مثل اللحوم المصنعة الغنية بالدهون المشبعة، وأضاف أن الإفطار الذي يشمل البيض ليس هو المشكلة، بل ما يُضاف إليه من أطعمة قد تكون السبب الحقيقي وراء مشكلات القلب.