في خطوة تهدف إلى حماية المسافرين ورفع مستوى الوعي الصحي لديهم، أطلقت وزارة الصحة السعودية حملة توعوية جديدة من خلال منصتها الرقمية "عِش بصحة"، لتحذير المواطنين والمقيمين من أبرز المشكلات الصحية التي قد تواجههم أثناء السفر، والتي يمكن أن تؤثر على سير الرحلة أو تسبب مضاعفات قد تمتد لما بعد العودة، وتأتي هذه الحملة تزامنًا مع موسم السفر والإجازات الصيفية الذي يشهد حركة نشطة داخل وخارج المملكة.
وأكدت الوزارة أن الحملة تأتي ضمن استراتيجية أوسع تسعى إلى تمكين الأفراد من اتخاذ قرارات صحية ووقائية أثناء سفرهم، من خلال التوعية بالمخاطر المحتملة وكيفية التعامل معها، وأوضحت أن هذه المشكلات الصحية قد تبدو بسيطة في ظاهرها، إلا أن إهمالها قد يقود إلى تعقيدات أكبر في بعض الحالات، مما يستدعي أخذها على محمل الجد والاستعداد المسبق لتفاديها.
إقرأ ايضاً:
وزارة الموارد البشرية تعلن مفاجأة .. سر الوثيقة التي تفتح أبواب الدخل الإضافي لآلاف المواطنين"آبل" تفاجئ العالم بصفقة قيمتها مليار دولار مع "جوجل".. السر وراء مستقبل سيري الجديد"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!"واتساب" يفاجئ المستخدمين.. ميزة جديدة ستغيّر طريقة التواصل إلى الأبدتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وسلطت الحملة الضوء على ستة أنواع من المشكلات الصحية التي تصيب المسافرين بشكل متكرر، أبرزها اضطراب الرحلات الجوية الناتج عن فروق التوقيت الزمني، والذي يعاني منه المسافرون عند التنقل بين مناطق زمنية مختلفة، ما يؤدي إلى الشعور بالتعب، والأرق، واضطراب النوم، وهو ما يعرف علميًا بـ"اضطراب الساعة البيولوجية"، وقد يستمر هذا الشعور لعدة أيام بعد الوصول.
ومن بين المشكلات التي ركزت عليها الحملة أيضًا التخثر الوريدي العميق، وهي حالة صحية قد تصيب الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة دون حركة، خاصة أثناء الرحلات الجوية الطويلة، حيث يمكن أن تتكون جلطة دموية في أوردة الساق، وقد تنتقل إلى الرئة وتسبب مضاعفات خطيرة، مما يجعل الحركة الدورية داخل الطائرة أو ارتداء الجوارب الضاغطة أمرًا ضروريًا للوقاية.
كما حذّرت الوزارة من ما يُعرف بـ"إسهال المسافر"، وهو اضطراب شائع بين المسافرين إلى بعض الدول، وغالبًا ما يحدث بسبب تناول طعام أو شراب ملوث، وقد يؤدي إلى الإسهال الحاد والجفاف في الحالات المتقدمة، ونصحت الحملة بتجنب مصادر الطعام غير الآمنة، وشرب المياه المعبأة، مع الحرص على نظافة اليدين باستمرار أثناء التنقل.
ومن جهة أخرى، لفتت الحملة إلى أن التعرض لحروق الشمس يشكل تهديدًا كبيرًا خاصة في المناطق ذات الأشعة القوية، حيث يتعرض الجلد للالتهاب بسبب الأشعة فوق البنفسجية، ما يؤدي إلى احمرار وألم وتقشر في الجلد، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بضربة شمس في حال استمرار التعرض دون استخدام واقيات الشمس أو الملابس المناسبة.
ولم تغفل الحملة التحذير من لسعات البعوض والحشرات، التي تعد من الأسباب الشائعة لانتقال الأمراض في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مثل حمى الضنك والملاريا، وأكدت على أهمية استخدام طارد الحشرات، وتجنب التواجد في المناطق المكشوفة في فترات نشاط الحشرات، مع استخدام الناموسيات والأغطية الواقية أثناء النوم.
كما أشارت الوزارة إلى أن الحملات التوعوية مثل #صيّف_بصحة تأتي ضمن جهود الوزارة لتقليل نسب الإصابة خلال موسم السفر، وتوفير بيئة آمنة صحياً لجميع المواطنين والمقيمين سواء في الداخل أو الخارج، ولفتت إلى أن مثل هذه المبادرات تسهم بشكل مباشر في تقليل الضغط على المنشآت الصحية، وتقليل مخاطر العدوى أو المضاعفات غير المتوقعة أثناء السفر.
وأكدت وزارة الصحة أن التخطيط المسبق لأي رحلة يجب أن يتضمن جوانب صحية واضحة، لا تقل أهمية عن الحجز أو التأشيرة، حيث يجب على المسافرين التأكد من أخذ التطعيمات اللازمة للوجهات المقصودة، واستشارة الطبيب في حال المعاناة من أمراض مزمنة قد تتأثر بظروف السفر.
وفي الوقت ذاته، دعت الحملة المسافرين إلى مراجعة منصة "عِش بصحة" للحصول على نصائح تفصيلية حول سبل الوقاية، إذ توفر المنصة معلومات موثوقة ومحدثة بحسب المعايير العالمية، تشمل إرشادات التغذية أثناء السفر، والتعليمات الوقائية بحسب المنطقة الجغرافية، مع نصائح لحالات الطوارئ الصحية وكيفية التصرف عند ظهور الأعراض.
والوزارة شددت على أن الوقاية تظل الخيار الأفضل دائمًا، خاصة في ظل تغير البيئات والظروف المناخية والغذائية التي يصادفها المسافرون، مشيرة إلى أن اتباع التعليمات الصحية البسيطة مثل شرب كميات كافية من الماء، وتجنب المجهود الشاق في أوقات الذروة، واستخدام أدوات الحماية، كفيل بالحفاظ على صحة المسافر وتفادي التعرض لمشكلات قد تفسد الرحلة.
وأوضحت الوزارة أن هذه الحملة ليست الأولى من نوعها، إذ دأبت على إطلاق مبادرات موسمية مع حلول مواسم السفر أو التغيرات المناخية، حيث تسعى إلى توسيع دائرة التثقيف الصحي لدى أفراد المجتمع، في ظل التحديات المتزايدة المتعلقة بالسفر العالمي وانتقال الأمراض.
ووجهت الحملة رسائلها لجميع الفئات العمرية، مع التركيز على الأسر التي تسافر برفقة الأطفال وكبار السن، نظرًا لكونهم أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات الصحية، وشددت على أهمية اصطحاب الأدوية الشخصية، ووجود حقيبة إسعافات أولية أساسية مع كل مسافر تحسبًا لأي طارئ.
وفي ظل توقعات بارتفاع أعداد المسافرين خلال موسم الصيف الحالي، تعتبر هذه الحملة بمثابة إنذار مبكر يعزز من وعي الأفراد بمسؤوليتهم الصحية، كما يعكس استعداد الجهات الصحية في المملكة لتقديم الدعم والتوجيه في أي وقت.
وتؤكد الوزارة أن الالتزام بالإجراءات الوقائية لا يعني فقط حماية الفرد، بل يشمل أيضًا تقليل خطر نقل الأمراض من منطقة إلى أخرى، وبالتالي الإسهام في حماية الصحة العامة للمجتمع ككل، وهو ما يعكس أحد أهداف رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة وتفعيل أسلوب الحياة الصحي.