تعيش إدارة نادي الهلال السعودي حراكًا واسعًا خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وذلك بعد أن تلقّت طلبًا صريحًا من المدير الفني الإيطالي سيموني إنزاجي بضرورة التعاقد مع مهاجم أجنبي جديد، تحسبًا لرحيل المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، الذي بات خروجه من أسوار النادي العاصمي مسألة وقت في ظل المؤشرات الحالية.
وإنزاجي الذي تولى تدريب الهلال مؤخرًا، يضع نصب عينيه بناء فريق هجومي قوي قادر على المنافسة محليًا وقاريًا، ويدرك أن مركز المهاجم الصريح يحتاج إلى تدعيم فوري، خاصة في ظل الغموض الذي يحيط بمستقبل ميتروفيتش، الذي ارتبط اسمه بعدة أندية أوروبية خلال الأسابيع الأخيرة.
إقرأ ايضاً:
أهمية الجيولوجيا والتعدين في تعزيز الاقتصاد السعودي وتنويع مصادر الدخلالسعودية تطلق بنية تحتية هجينة للذكاء الاصطناعي بشراكة بين هيوماين وكوالكوموكشفت مصادر خاصة أن إنزاجي وجّه تركيزه الكامل إلى المهاجم الجديد، معتبرًا أن استقرار هذا المركز سيكون مفتاحًا رئيسيًا في رسم خططه الفنية للموسم المقبل، حيث أبلغ الإدارة بأن هذا الملف يتصدر أولوياته، وأن التأخير في حسمه قد يؤثر على سير البرنامج الإعدادي للفريق.
وكان الهلال قد بدأ فعليًا في دراسة عدد من الأسماء المرشحة، من بينها الأوروغوياني داروين نونيز مهاجم ليفربول الإنجليزي، والذي يُعد من أبرز الهدافين في الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن المفاوضات لم تصل إلى مراحل متقدمة بعد، بسبب ارتباط اللاعب بعقد طويل الأمد مع ناديه الحالي.
وفي ظل تعقّد صفقة نونيز، تحوّلت بوصلة الهلال نحو المهاجم السويدي ألكساندر إيزاك، لاعب نادي نيوكاسل الإنجليزي، الذي برز بقوة الموسم الماضي وأصبح حديث الصحافة الأوروبية، وسط اهتمام واضح من أندية النخبة، من بينها ليفربول، وهو ما يزيد من صعوبة التنافس عليه.
ويُعرف إيزاك بقدراته التهديفية العالية، وسرعته الفائقة، وتمركزه المميز داخل منطقة الجزاء، ما يجعله خيارًا مثاليًا لتطبيق أسلوب إنزاجي الذي يعتمد على التحرك الذكي والتكتيك المتوازن بين الضغط الهجومي والارتداد الدفاعي، وهي صفات تنطبق على اللاعب السويدي بشكل لافت.
ومن جهته، يواصل ميتروفيتش التدريبات بشكل طبيعي مع الفريق، غير أن أجواء الترقب تحيط بمستقبله، خاصة في ظل تداول تقارير تؤكد رغبته في خوض تجربة جديدة خارج السعودية، وهو ما لم تنفه إدارة الهلال حتى الآن، ما يعزز من احتمالية فتح الباب أمام رحيله في حال وصول عرض مناسب.
والهلال يسعى إلى استثمار فترة الانتقالات بأفضل شكل ممكن، خاصة بعد إتمام صفقة الفرنسي ثيو هيرنانديز من ميلان الإيطالي، وهي خطوة أثبتت جدية النادي في تدعيم خطوطه الأساسية بلاعبين من الطراز الأول، في مسعى واضح لتحقيق تطلعات جماهيره والمنافسة على الألقاب كافة.
ويمثل مركز رأس الحربة أهمية كبيرة في خطط الهلال المستقبلية، خصوصًا في ظل مشاركة الفريق المرتقبة في دوري أبطال آسيا، والبطولات المحلية التي تحتاج إلى عمق في التشكيلة وبدائل هجومية قادرة على صنع الفارق، وهو ما يسعى إنزاجي لتحقيقه بسرعة قبل انطلاق الموسم.
وتُعد خيارات الهلال الهجومية حاليًا محدودة، مع غياب اسم بارز يستطيع تعويض رحيل ميتروفيتش بنفس الكفاءة، ما يجعل الضغط كبيرًا على الإدارة لحسم الصفقة الجديدة في أقرب وقت، خصوصًا أن فترة الإعداد على وشك الدخول في مراحلها الحاسمة.
وقد أشار مصدر قريب من إدارة الهلال إلى أن الاتصالات جارية مع وكلاء عدد من اللاعبين الأوروبيين، وأن التركيز الأكبر يتمحور حاليًا حول إيزاك، رغم إدراك الإدارة أن المنافسة على توقيعه ستكون شرسة، إلا أن الطموح والدعم المالي الكبير يجعل من الهلال طرفًا جادًا في هذه الصفقة.
ويبدو أن العلاقة بين إنزاجي والإدارة تسير في اتجاه إيجابي، حيث أبدت الإدارة تجاوبًا سريعًا مع طلبات المدرب، ووعدته بتقديم كافة الإمكانيات لتحقيق الاستقرار الفني المطلوب، ما يعزز من فرص الفريق في انطلاقة قوية بالموسم المقبل.
والهلال الذي يملك قاعدة جماهيرية ضخمة، يدرك أن التطلعات هذا الموسم أكبر من أي وقت مضى، وأن سقف الطموح ارتفع كثيرًا بعد التعاقدات الأخيرة، ويعلم أن الفشل في تعويض ميتروفيتش قد يفتح أبواب الانتقادات مبكرًا، وهو ما لا ترغب الإدارة في مواجهته.
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الأخبار حول مفاوضات الهلال، يبقى جمهور النادي متيقظًا لأي مستجدات، وسط أمل بأن تكون الصفقة المقبلة على قدر الطموحات، خاصة بعد أن أصبح الدوري السعودي وجهة لعدد كبير من النجوم العالميين.
وحتى اللحظة، لم يصدر أي بيان رسمي من النادي بخصوص بديل ميتروفيتش، ما يعني أن الأمور لا تزال في مرحلة التفاوض، إلا أن المصادر تؤكد أن الإعلان قد يكون قريبًا جدًا، وربما يُفاجئ الهلال الجميع باسم ثقيل يدخل أجواء الدوري لأول مرة.
وإنزاجي من جانبه لا يكتفي بالمراقبة، بل يشارك في تقييم العروض وتحليل الفيديوهات الخاصة بالمهاجمين المقترحين، وهو ما يعكس رغبته الجادة في بناء فريق متكامل على أسس علمية وخيارات مدروسة بعيدًا عن العشوائية.
وتنتظر جماهير الهلال أن تحمل الأيام المقبلة أخبارًا سارة بشأن المهاجم الجديد، خصوصًا أن التجارب الماضية أظهرت أن وجود رأس حربة حاسم يمثل الفارق في حسم المباريات الكبيرة، وهو ما لا يغيب عن حسابات المدرب الإيطالي المعروف بحرصه على التفاصيل.
