الأهلي يتحرك نحو صفقة إدارية تاريخية وأسطورة إسبانيا يقترب من تولي منصب المدير التنفيذي

في تطور لافت على صعيد التعاقدات الإدارية في الدوري السعودي، كشفت تقارير صحفية أوروبية أن نادي الأهلي السعودي بات قريبًا للغاية من التوقيع مع المدير الرياضي الإسباني المخضرم ماتيو أليماني، ليشغل منصب المدير التنفيذي الرياضي للنادي خلال المرحلة المقبلة، في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الكروية نظراً لثقل الاسم وخبراته الواسعة.

وبحسب ما أوردته صحيفة "سبورت" الألمانية، فإن المفاوضات بين النادي الأهلي وأليماني وصلت إلى مراحل متقدمة، حيث تسير الاتصالات بين الجانبين في أجواء إيجابية، ما يُرجح أن يتم الإعلان الرسمي عن الصفقة خلال وقت قريب، ليكون أليماني أحد أبرز التعاقدات الإدارية في الدوري السعودي هذا الصيف.

إقرأ ايضاً:

ويمثل التوجه نحو استقطاب شخصية بحجم ماتيو أليماني نقلة نوعية في استراتيجية نادي الأهلي، الذي يسعى خلال الفترة الحالية إلى تعزيز جهازه الإداري بخبرات أوروبية قادرة على دعم التوجه الفني للنادي، في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها الدوري السعودي بعد دخول الاستثمارات الحكومية الواسعة.

ويُعد أليماني من أبرز الأسماء المعروفة في مجال الإدارة الرياضية في إسبانيا، حيث سبق له تولي مناصب عليا في أندية كبيرة مثل ريال مايوركا وفالنسيا، وصولًا إلى نادي برشلونة الذي انضم إليه عام 2021 بناءً على ترشيح مباشر من الرئيس خوان لابورتا، لتولي مهمة إدارة التعاقدات والنهوض من الأزمة المالية المعقدة التي عانى منها النادي الكتالوني.

وأظهر أليماني خلال عمله في برشلونة قدرة لافتة على التفاوض وإدارة الموارد المالية المحدودة بكفاءة، حيث تمكن من عقد صفقات مؤثرة رغم القيود الاقتصادية، كما عمل جنباً إلى جنب مع جوردي كرويف لتطوير استراتيجية التعاقدات وتفعيل قطاع الشباب في النادي، وهو ما ساهم في بناء نواة قوية للفريق الأول.

وما يميز أليماني عن غيره من الأسماء الإدارية، هو خلفيته القانونية والاقتصادية، ما يمنحه قدرة مزدوجة على فهم الجوانب المالية والتعاقدية المعقدة، وهي ميزة نادرة في مجال الإدارة الرياضية الحديثة، ويُتوقع أن توظفها إدارة الأهلي بشكل مباشر لتعزيز الاستقرار التنظيمي داخل النادي.

ومن الجدير بالذكر أن أليماني غاب عن المشهد الرياضي منذ رحيله عن برشلونة في سبتمبر 2023، حيث قرر الابتعاد مؤقتًا عن الأضواء رغم تلقيه عدة عروض من أندية أوروبية وخليجية، إلا أن العرض الأهلي يبدو أنه كان الأقرب لرؤيته وأهدافه المهنية في هذه المرحلة.

ولا يُعد التوجه إلى المدرسة الإسبانية جديدًا على الأندية السعودية، حيث سبقه تعيين الإسباني رامون بلانيس مديرًا رياضيًا لنادي الاتحاد، والذي ساهم في صناعة موسم استثنائي للنادي الجداوي انتهى بالتتويج بلقبي دوري روشن وكأس الملك، ما يفتح المجال أمام تجربة إدارية جديدة قد تعيد تشكيل مستقبل الأهلي على المدى المتوسط والبعيد.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة جديدة للنادي تستهدف خلق توازن بين الإنفاق الفني وتطوير البيئة الإدارية، خصوصًا بعد عودة الأهلي إلى دوري المحترفين واستقراره مجددًا بين الكبار، حيث تسعى الإدارة إلى تجنب تكرار أي إخفاقات إدارية تؤثر على مسيرة الفريق داخل الملعب.

ويأتي التحرك الأهلاوي ضمن موجة استقطابات واسعة تنفذها الأندية السعودية الكبرى، مدعومة بمبادرات استراتيجية لتحويل الدوري السعودي إلى واحد من أبرز الدوريات في آسيا والعالم، من خلال جذب لاعبين ومدربين وإداريين من الصف الأول، وهي سياسة بدأت تؤتي ثمارها من حيث الاهتمام الإعلامي والعائدات التسويقية.

ويُنتظر أن يُعلن عن تفاصيل الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، في حال اكتملت الإجراءات القانونية وتم التوصل إلى صيغة نهائية للعقد، حيث تشير بعض المصادر إلى أن مدة العقد قد تمتد لعدة سنوات، ما يؤكد رغبة الأهلي في تأسيس مشروع طويل المدى بقيادة فنية وإدارية متكاملة.

ويرى محللون أن تعيين أليماني سيمنح الأهلي ميزة تنافسية في سوق الانتقالات، سواء على صعيد اللاعبين أو الجهاز الفني، نظرًا لما يمتلكه من شبكة علاقات واسعة داخل أوروبا، إلى جانب خبرته في التفاوض مع كبرى الأندية واللاعبين، وهي نقطة تُعد حاسمة في بيئة تنافسية مفتوحة كالدوري السعودي.

ولم تصدر إدارة الأهلي حتى الآن أي بيان رسمي حول الصفقة، مكتفية بالصمت حيال ما يتردد في وسائل الإعلام، ما يعزز من احتمالية وجود مفاوضات حساسة لا تزال جارية، ويُتوقع أن يُكشف عن كافة تفاصيل التعاقد من خلال مؤتمر صحفي أو بيان رسمي فور الانتهاء من كافة الجوانب الإجرائية.

وفي حال تمت الصفقة رسميًا، فإن أليماني سيجد نفسه أمام تحديات كبيرة في بيئة كروية مختلفة، تتطلب فهماً سريعًا لطبيعة السوق المحلية وتوازن القوى بين الأندية، لكنه في المقابل سيحظى بدعم مالي وتنظيمي يتيح له تنفيذ رؤاه بأريحية كاملة، وهي فرصة قد تعيد تقديمه للعالم من بوابة الشرق الأوسط.

ومن المؤكد أن نجاح تجربة أليماني في السعودية سيفتح الباب أمام مزيد من الأسماء الإدارية الأوروبية للقدوم إلى المنطقة، ما يعزز من حضور الكفاءات الأجنبية في جميع مفاصل اللعبة، ويضع الأندية المحلية في مسار احترافي متكامل يواكب الطموحات الوطنية.