شهد قطاع السياحة في السعودية نقلة نوعية خلال النصف الأول من عام 2025 بعد إعلان وزارة السياحة عن ارتفاع عدد الغرف الفندقية المرخصة إلى 545 ألف غرفة، بنسبة التزام بلغت 98% بالمعايير النظامية، وهو ما يعكس مستوى التقدم في تطوير البيئة السياحية واستعداد المملكة لاستيعاب مزيد من الزوار.
وأكد وكيل وزارة السياحة للبيانات ودعم القرار حسن جنه في تصريحاته أن الوزارة تتطلع لبدء تشغيل مشروع القدية إلى جانب إطلاق عدد من المنتجعات الجديدة على سواحل البحر الأحمر قبل نهاية العام الجاري، في خطوة تعزز الحراك السياحي المستمر بالمملكة.
إقرأ ايضاً:
المرور تطلق تحذيراً صارماً .. خطر خفي يفقد السائق السيطرة فجأة"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟"إيكيا" تفاجئ عشاق التكنولوجيا.. تشكيلة ذكية "تفتح باباً جديداً" لعصر المنازل المتصلة!"Redmi K90 Pro Max يذهل المستخدمين!" بطارية 7560 مللي أمبير وكاميرا ثلاثية مذهلةتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وأوضح أن السعودية احتلت المركز الأول عالمياً من حيث نمو إيرادات السياح الدوليين، كما جاءت في المرتبة الثالثة على مستوى العالم في عدد السياح خلال الربع الأول من 2025، وذلك حسب تقرير "باروميتر السياحة العالمية" الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة.
وأشار إلى أن هذه المؤشرات الإيجابية أسهمت في تحقيق أعلى فائض تاريخي في بند السفر ضمن ميزان المدفوعات بالمملكة، والذي بلغ 26.8 مليار ريال خلال الربع الأول من هذا العام، بزيادة نسبتها 11.7% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024.
وبلغ عدد الزوار القادمين إلى المملكة في الربع الأول نحو 9.6 مليون سائح، أنفقوا خلال تلك الفترة قرابة 50 مليار ريال، ما يعكس الطفرة الملحوظة في حجم الطلب على السياحة السعودية والتنوع في تجربة الزائرين.
وبيّن جنه أن هذه النتائج لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت تتويجاً لتعاون مستمر بين وزارة السياحة والقطاعين الحكومي والخاص، ضمن منظومة وطنية متكاملة تهدف لترسيخ مكانة المملكة كوجهة عالمية منافسة.
وأشار إلى أن عدد السياح الذين زاروا المملكة خلال عام 2024 بلغ 116 مليون سائح من الداخل والخارج، وهو ما يتجاوز المستهدف السنوي البالغ 100 مليون سائح للعام الثاني على التوالي، منهم 29.7 مليون سائح من الخارج بإجمالي إنفاق يقارب 284 مليار ريال.
وأوضح أن البداية الحقيقية لهذه الطفرة تعود إلى عام 2019 مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسياحة، والتي بدأت بتفعيل التأشيرة الإلكترونية تبعها حزمة من المبادرات والسياسات ساهمت في تسهيل دخول السياح وزيادة التنوع في العروض السياحية.
وذكر أن الوزارة عملت على تطوير الهيكل المؤسسي للقطاع بإنشاء كيانات مثل الهيئة السعودية للسياحة وصندوق التنمية السياحي وبرنامج الربط الجوي، بالإضافة إلى إدخال تحسينات تنظيمية شملت توسيع نطاق التأشيرة الإلكترونية لتشمل حالياً 66 جنسية.
وأكد أن الوزارة بذلت جهوداً مكثفة لتنظيم قطاع الضيافة عقب اعتماد النظام السياحي الجديد، وهو ما أثمر عن تحقيق 98% من الالتزام بأنظمة الترخيص الفندقي، مما ساعد على تحسين بيئة الاستثمار وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للسياح.
ولفت إلى أن الوزارة خفضت عدداً من الرسوم الحكومية وأطلقت برنامجاً خاصاً للحوافز الاستثمارية في قطاع السياحة، في خطوة تهدف إلى تحفيز المستثمرين المحليين والدوليين على الدخول بقوة في المشاريع السياحية المستقبلية.
وقال إن أنماط السياحة شهدت تغيراً جذرياً منذ عام 2019، حيث كانت السياحة غير الدينية تمثل 44% فقط من إجمالي الزوار، في حين ارتفعت هذه النسبة إلى 59% بحلول نهاية عام 2024، ووصل عدد السياح لأغراض الترفيه وقضاء العطلات إلى 7.5 مليون سائح.
وأوضح أن السياحة الترفيهية قفزت أكثر من ستة أضعاف مقارنة بعام 2019، وسجلت نمواً بنسبة 20% مقارنة بعام 2023، مما يعكس تحوّلاً جذرياً في طبيعة الطلب السياحي داخل المملكة نحو التجربة الترفيهية المتكاملة.
وعزا هذا النمو المتسارع إلى الحملات التسويقية المكثفة التي أطلقتها الهيئة السعودية للسياحة خلال السنوات الخمس الماضية، بالإضافة إلى الشراكات الدولية التي أبرزت المملكة كوجهة سياحية ذات بعد ثقافي وجغرافي وبيئي متنوع.
وأشار إلى أن المملكة استضافت في السنوات الأخيرة العديد من الفعاليات الرياضية والترفيهية العالمية، مما ساهم في رفع مستوى الوعي العالمي بالفرص السياحية المتاحة داخلها، مع استمرار الاستعدادات لاستحقاقات كبرى قادمة.
وتحدث جنه عن زيادة في السعة المقعدية للطيران بالتعاون مع هيئة الطيران المدني، ضمن برنامج الربط الجوي، مع التركيز على الأسواق الرئيسية مثل الصين وأوروبا لاستقطاب مزيد من الزوار إلى المملكة.
واختتم بالإشارة إلى أن المشاريع الكبرى التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة لعبت دوراً محورياً في هذا النمو، ومنها وجهة العلا والبحر الأحمر والدرعية، مؤكداً أن المملكة تتطلع إلى الوصول إلى 150 مليون سائح والمساهمة بنسبة 10% من الناتج المحلي.
