في خطوة استراتيجية تهدف إلى تمكين أبناء وبنات الوطن من استكمال مسيرتهم التعليمية، وإزالة العوائق المادية التي قد تقف في طريق طموحاتهم، استحدث بنك التنمية الاجتماعية منتجًا تمويليًا جديدًا ومبتكرًا، يحمل اسم "تمويل التعليم".
ويأتي هذا المنتج النوعي، الذي يُدار بالكامل إلكترونيًا، كجسر يربط بين تطلعات الطلاب في الحصول على مؤهلات علمية عليا، وبين متطلبات سوق العمل المستقبلية، وذلك في إطار الدور المحوري الذي يلعبه البنك في دعم رأس المال البشري السعودي.
إقرأ ايضاً:
"مستشفى الملك فيصل التخصصي" ينجح في المهمة المستحيلة.. إنقاذ مريض كان على بعد خطوة واحدة من الموت"شركة هارمان" تكشف عن "سماعات لاسلكية جديدة".. تعرف على السر وراء جودة الصوت الفائقة!"شركة Ugreen" تطلق "باوربنك صغير مدهش".. لن تصدق قوة الشحن التي يحملها!شركة مونشوت تكشف عن نموذج K2 Thinking.. صدمة لعالم الذكاء الاصطناعيتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ويمنح المنتج الجديد الفرصة للطلاب السعوديين، الراغبين في استكمال دراستهم بعد المرحلة الثانوية، للحصول على حلول تمويلية رقمية ميسرة، تصل قيمتها إلى مئة ألف ريال، وتشمل مراحل الدبلوم، والبكالوريوس، والماجستير.
وقد تم تصميم المنتج بشروط ميسرة للغاية، حيث تصل فترة السداد إلى أربع سنوات، وتكون على شكل استقطاع شهري مريح، مع ميزة هامة تتمثل في عدم وجود أي رسوم إدارية، بالإضافة إلى لفتة إنسانية تتمثل في إعفاء الطالب من أي مطالبات في حالة الوفاة.
ويتم صرف مبلغ التمويل إما على دفعات أو دفعة واحدة، وذلك بحسب طبيعة البرنامج الدراسي ومتطلبات الجهة التعليمية، مما يوفر مرونة عالية تتناسب مع الظروف المختلفة للطلاب والمؤسسات الأكاديمية.
وقد وضع البنك مجموعة من الشروط الواجب توافرها في المتقدم، حيث يجب ألا يقل عمره عن ثمانية عشر عامًا، وألا يزيد دخله الشهري عن 14,500 ريال، وهو ما يؤكد أن المنتج موجه بشكل أساسي لدعم شريحة واسعة من الأسر السعودية.
ويكمن أحد أهم أركان هذا المنتج في آلية الشراكة التي يعتمدها، حيث يشترط البنك أن تكون الجهة التعليمية التي سينضم إليها الطالب مرتبطة باتفاقية مسبقة مع البنك، وأن يكون لدى المتقدم قبول رسمي من هذه الجهة التعليمية الشريكة.
إن هذه الآلية تضمن أن يتم توجيه التمويل إلى برامج ومؤسسات تعليمية معتمدة وذات جودة عالية، كما أنها تسهل من عملية التحقق من بيانات الطالب، وتضمن صرف التمويل مباشرة إلى حساب الجهة التعليمية، وهو ما يضمن استخدام المبلغ في الغرض المخصص له.
ولضمان جدية الطالب واستمراره في مسيرته الأكاديمية، اشترط البنك تقديم سجل أكاديمي يوضح دراسة الطالب للفصل السابق، وذلك قبل صرف الدفعة التالية من التمويل، في آلية ذكية تضمن استمرارية الدعم للطالب الملتزم فقط.
وفي خطوة تعكس التوجه نحو توظيف التقنيات المالية الحديثة، وقع بنك التنمية الاجتماعية اتفاقية بقيمة خمسين مليون ريال مع شركة "جيل باي"، وهي أول شركة مرخصة من البنك المركزي السعودي في قطاع تمويل التعليم، وذلك بهدف دعم هذا المنتج بشكل غير مباشر.
إن هذه الشراكة بين بنك حكومي تنموي، وشركة تقنية مالية ناشئة، تمثل نموذجًا مبتكرًا لتحقيق التكامل بين القطاعين العام والخاص، والاستفادة من الحلول الرقمية السريعة التي تقدمها شركات "الفنتك"، لإيصال الدعم إلى مستحقيه بكفاءة وفعالية.
وتأتي هذه المبادرات المتكاملة لتترجم مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع تنمية القدرات البشرية في صميم أولوياتها، وتؤكد على أن الاستثمار في تعليم وتأهيل الشباب، هو الاستثمار الحقيقي الذي سيقود مسيرة التنمية والازدهار في المستقبل.
في المحصلة النهائية، لم يعد "تمويل التعليم" مجرد قرض، بل أصبح منظومة متكاملة، تربط بين الطالب والجامعة والبنك وشركات التقنية المالية، عبر بوابة رقمية موحدة، لتزيل العوائق، وتفتح أبواب المستقبل أمام جيل طموح، وتؤكد على أن المملكة تستثمر في أغلى مواردها، وهو الإنسان.