أعلنت جامعة جدة عن توقيع مذكرة تفاهم مع أكاديمية "واس" للتدريب الإخباري في الرياض، في خطوة تهدف إلى تطوير آليات التعاون المشترك في مجالات التدريب الإعلامي والبحث العلمي وبناء القدرات، وتأتي هذه الاتفاقية ضمن جهود الجامعة لتوسيع نطاق شراكاتها المؤسسية بما يحقق أهدافها التعليمية والمهنية.
وجاء توقيع المذكرة من قبل عميدة كلية العلوم الاجتماعية والإعلام بجامعة جدة، الدكتورة رانية يوسف صدقة سليم، والرئيس التنفيذي لأكاديمية "واس" للتدريب الإخباري طارق بن محمد الشيخ، ليشكّل هذا التعاون أحد أبرز النماذج الحديثة للشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والجهات الإعلامية في المملكة.
إقرأ ايضاً:
"مستشفى الملك فيصل التخصصي" ينجح في المهمة المستحيلة.. إنقاذ مريض كان على بعد خطوة واحدة من الموت"شركة هارمان" تكشف عن "سماعات لاسلكية جديدة".. تعرف على السر وراء جودة الصوت الفائقة!"شركة Ugreen" تطلق "باوربنك صغير مدهش".. لن تصدق قوة الشحن التي يحملها!شركة مونشوت تكشف عن نموذج K2 Thinking.. صدمة لعالم الذكاء الاصطناعيتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ويهدف الطرفان من خلال هذه المذكرة إلى تنفيذ برامج تدريبية مشتركة في مختلف مجالات الإعلام، إضافة إلى تبادل الخبرات الأكاديمية والتقنية، وذلك ضمن إطار متكامل لتطوير المهارات الإعلامية لدى الطلبة، وتحسين جودة التعليم وربطه بسوق العمل بصورة أكثر فاعلية.
ويأتي هذا التوجه في ظل ما تشهده المملكة من حراك إعلامي متسارع، مدفوعًا برؤية السعودية 2030 التي أولت قطاع الإعلام اهتمامًا خاصًا، باعتباره أداة فعالة في دعم التنمية، وتعزيز الهوية الوطنية، ومواكبة التغيرات العالمية في مجالات الاتصال الرقمي والإنتاج الإخباري.
وأكدت الدكتورة رانية سليم في تصريحاتها عقب توقيع المذكرة، أن أكاديمية "واس" تُعد اليوم من أبرز الجهات المتخصصة في مجال التدريب والتأهيل الإخباري على مستوى المملكة، مشيرة إلى أن الشراكة ستسهم في تمكين طلبة الجامعة من خوض تجارب عملية توازي ما يتعلمونه نظريًا في القاعات الدراسية.
وأوضحت سليم أن المذكرة ستفتح المجال أمام الطلبة للمشاركة في ورش عمل ومؤتمرات ومعسكرات تدريبية، تنظمها الأكاديمية، مما سيساعدهم على بناء شبكة علاقات مهنية واسعة، والتفاعل مع نخبة من الإعلاميين والخبراء، بما يثري تجربتهم الجامعية.
وبموجب الاتفاقية، سيتم العمل على تطوير المناهج والمقررات التدريبية بالتعاون بين الجانبين، لضمان مواكبتها لأحدث الممارسات الإعلامية والمعايير الدولية في الجودة، وذلك بهدف تعزيز مخرجات التعليم وربطها بحاجات السوق الإعلامي داخل المملكة وخارجها.
وتتضمن المذكرة أيضًا تنظيم مسابقات إعلامية ومبادرات إبداعية، تُشجع الطلبة على الابتكار وإبراز مواهبهم في مختلف التخصصات الإعلامية، مثل إعداد التقارير المصورة، وإنتاج المحتوى الرقمي، وإدارة الحملات الإعلامية.
ويعكس هذا التعاون سعي جامعة جدة إلى توفير بيئات تعليمية متطورة للطلبة، من خلال ربطهم بمراكز صناعة القرار الإعلامي، وتمكينهم من التدريب العملي في مؤسسات ذات خبرة واسعة مثل وكالة الأنباء السعودية وأكاديميتها المتخصصة.
كما أشار طارق بن محمد الشيخ، الرئيس التنفيذي لأكاديمية "واس"، إلى أن التعاون مع جامعة جدة يمثل خطوة نوعية في إطار توجه الأكاديمية نحو الشراكة مع مؤسسات التعليم العالي، موضحًا أن الهدف هو إعداد جيل إعلامي يمتلك أدوات العصر الحديث، وقادر على إيصال الرسائل الوطنية والمجتمعية بأساليب احترافية.
ويؤكد هذا النهج على أهمية التكامل بين القطاع الأكاديمي والمؤسسات المهنية، حيث لم يعد التعليم الجامعي قائمًا فقط على التلقين والمعرفة النظرية، بل أصبح يستدعي التجريب والتطبيق والمشاركة في بيئات واقعية تنقل الطالب من حدود الفصل الدراسي إلى ساحات العمل والإنتاج.
ويأتي هذا الاتفاق في توقيت مهم يشهد فيه القطاع الإعلامي تحولات كبرى، نتيجة الثورة الرقمية وتغير أنماط الجمهور، ما يتطلب إعادة تأهيل الكوادر الإعلامية، وتزويدها بمهارات جديدة تتماشى مع هذه المتغيرات، وهو ما تسعى هذه المذكرة إلى تحقيقه بشكل مباشر.
وتمثل أكاديمية "واس" اليوم أحد أبرز المراكز المتخصصة في تدريب وتأهيل الصحفيين والمراسلين والإعلاميين، حيث تقدم برامج معتمدة تهدف إلى تطوير الأداء المهني، وتوسيع دائرة الكفاءات المحلية بما يواكب المعايير الإقليمية والدولية.
وتسعى جامعة جدة من خلال هذا التعاون إلى ترسيخ ثقافة الريادة والتطوير المهني في صفوف طلبتها، عبر إشراكهم في مبادرات ومشروعات إعلامية حقيقية، تساهم في صقل مهاراتهم، وتمنحهم فرصًا عملية تؤهلهم للنجاح في سوق العمل المتغير.
وتؤكد هذه الشراكة أيضًا توجه الجامعات السعودية نحو تفعيل دورها المجتمعي، وتعزيز انفتاحها على المؤسسات الإعلامية الوطنية، بما يرسخ مفاهيم المسؤولية والشراكة والتكامل في خدمة الوطن وتطلعاته التنموية.
ويُتوقع أن تبدأ أولى ثمار هذا التعاون في الظهور خلال العام الجامعي المقبل، عبر تدشين برامج تدريبية مشتركة، وتنظيم فعاليات إعلامية على مستوى المملكة، بما يجعل من هذه الاتفاقية نموذجًا يُحتذى به في التعاون المؤسسي.
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من سلسلة تحركات تقوم بها جامعة جدة ضمن خطتها الاستراتيجية لتعزيز جودة التعليم والتدريب، وتوفير بيئة تعليمية حديثة تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتدعم تنافسية المملكة في المجالات الأكاديمية والمهنية.