مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في حي الفيحاء بجدة نجح مؤخرًا في إعادة قدرة الإنجاب إلى امرأة أربعينية بعد معاناة مع العقم استمرت ثماني سنوات متواصلة.
تم تحقيق هذا الإنجاز من خلال وحدة الإخصاب المختبري المتقدمة التابعة للمستشفى التي تعتمد على تقنيات طبية دقيقة تتوافق مع أحدث المعايير العالمية.
إقرأ ايضاً:
"مستشفى الملك فيصل التخصصي" ينجح في المهمة المستحيلة.. إنقاذ مريض كان على بعد خطوة واحدة من الموت"شركة هارمان" تكشف عن "سماعات لاسلكية جديدة".. تعرف على السر وراء جودة الصوت الفائقة!"شركة Ugreen" تطلق "باوربنك صغير مدهش".. لن تصدق قوة الشحن التي يحملها!شركة مونشوت تكشف عن نموذج K2 Thinking.. صدمة لعالم الذكاء الاصطناعيتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!المرأة الأربعينية خضعت لسلسلة من الفحوصات الشاملة لتحديد أسباب العقم والتي تضمنت تقييم خصوبة الزوج تحديداً. عانى الزوج من قلة الحيوانات المنوية ما تطلب تدخل الأخصاب الصناعي لتعويض هذا النقص وتحقيق التلقيح.
الفريق الطبي بالمستشفى قرّر دمج تقنية حقن الحيوانات المنوية داخل البويضة المعروفة بـ «ICSI» مع تنشيط بطانة الرحم. وقد ساعد ذلك في تحفيز نمو البويضة وتحقيق التصاقها في جدار الرحم بسلاسة، مما رفع فرص نجاح العملية بشكل ملحوظ.
كما تم استخدام جهاز الليزر لتحفيز التصاق الجنين في الرحم بعد التأكد من وضعه المناسب في المختبر، واشتمل البروتوكول أيضًا على تنظيف الرحم من أي بقايا قد تعيق الانغراس، لضمان بيئة مثالية لنمو الجنين.
استخدم المختبر أيضا حضّانات ذات تقنية تنقية ذاتية لضمان بيئة خالية من الجراثيم، إضافة إلى فحوصات كروموسومية للجنين قبل النقل، كما شملت الرعاية تحاليل للأزواج لمعرفة ما إذا كانت هناك أي عوامل وراثية قد تعيق الحمل.
أشاد الأطباء بنجاح الفريق الذي يتجاوز في مستواه المتوسط الأوروبي بحسب إحصائيات المستشفى، حيث أجريت أكثر من 150 ألف عملية تخصيب منذ عام 2007، وشكّلت هذه الحالة إحدى قصص النجاح البارزة التي تعكس الجهود المبذولة في مركز الإخصاب بالمستشفى.
ويعتبر مركز الإخصاب في الفيحاء جزءاً من شبكة تضم ثلاثة مراكز داخل المملكة، بما في ذلك الريان والقصيم، ما يعزز من انتشار الخبرة والتقنيات الطبية، وهو ما يعكس تطور الخدمات الطبية المقدمة واهتمام المستشفى بدعم الإنجاب واستيراد الكفاءات العالمية.
أوضح الدكتور أحمد الصالح، استشاري العقم والأطفال حديثي الولادة، أن العمر ليس حاجزًا مطلقًا أمام الإنجاب باستخدام التقنيات الحديثة، وأشار إلى أن البروتوكولات المختبرية المتقدمة تزيد من فرص نجاح الحمل لدى النساء فوق الأربعين.
وأضاف أن مجموعة الإجراءات المتكاملة مثل تحليل الأجسام المضادة وتنظيف الرحم باستخدام الليزر وضبط هرمونات الأم تشكل مفتاحًا لتحقيق الحمل، وهذا ما بثّ الأمل مجدداً في قلوب الكثير من النساء اللواتي يعانين صعوبات في الحمل بسبب التقدّم في العمر.
وذكرت مصادر طبية أن الطموح في زيادة معدلات النجاح دفع الفريق إلى المشاركة في مؤتمرات طبية متخصصة، مثل مؤتمر دبي الأخير حول الصحة الإنجابية، وقد حضر تلك الفعاليات أربعاء من كبار الأطباء لعرض الابتكارات ومناقشة حالات معقّدة كمثل الحالة التي شهدها الفيحاء.
كما أكدت التجربة أن الرعاية الشاملة تشمل متابعة دقيقة للأم بعد الزرع بأسابيع، للتأكد من نمو الجنين وحجم كيس الحمل.
وقد تمّ رصد أولى علامات الحمل بعد ثلاثة أسابيع من نقل الأجنة، الأمر الذي أثار ارتياح الطاقم الطبي والأهل.
في الوقت ذاته، أكد مستشفى الحبيب أن الاستشارات تشمل الزوجين معًا لضبط نمط حياتهم الغذائي والنفسي قبل وأثناء مراحل الإخصاب، مدّ هؤلاء الأزواج بنصائح حول التغذية السليمة وتقنيات الاسترخاء التي تدعم فرص التلقيح.
ختم الفريق الطبي حديثه بأن هذه الحالة تمثل رسالة قوية بأن العقم ليس نهاية المطاف، وأن التقنيات الحديثة قادرة على كسر الحواجز، مشيرين إلى أن مثل هذه النجاحات تعود بالفائدة على سمعة المستشفى وتحفّزه لمواصلة تطوير مركز الإنجاب.
يبدو أن قصة الأربعينية في جدة تلهم العشرات ممن يجربون الإخصاب الصناعي لأول مرة، خاصة في ظل تقدم السن وصعوبة الإنجاب.
ويؤمن الفريق بأن استمرار نشر هذه التجارب سيساهم في رفع الوعي بجدوى العلاج المبكّر والتوجه للمختصين المؤهلين.
في النهاية يظل مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء نموذجاً للتميز في مجال التخصيب داخل المملكة، بعدما أعاد الأمل لعائلة كانت على أعتاب اليأس.
وقد سجلت هذه الحالة ضمن سلسلة قصص ناجحة سابقة تؤكد فعالية البروتوكولات المتقدمة والتعاون بين التخصصات الطبية المختلفة.