في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها المملكة العربية السعودية خلال موسم الصيف، أطلقت وزارة الحج والعمرة حملة توعوية جديدة تهدف إلى الحفاظ على صحة المعتمرين وسلامتهم أثناء أداء مناسك العمرة، خاصة مع توافد أعداد كبيرة من الزوار إلى الحرمين الشريفين من مختلف دول العالم.
وأكدت الوزارة في بيانها أن صحة ضيوف الرحمن تأتي في صدارة أولوياتها، مشيرة إلى أن الأجواء المناخية في مثل هذا الوقت من العام تتطلب استعدادًا بدنيًا ووعيًا صحيًا متقدمًا من قبل المعتمرين، تجنبًا لأي مضاعفات قد تؤثر على رحلتهم الإيمانية.
إقرأ ايضاً:
الذهب ينحني فجأة… ما الذي يختبئ خلف هذا التراجع؟"شركة هارمان" تكشف عن "سماعات لاسلكية جديدة".. تعرف على السر وراء جودة الصوت الفائقة!"شركة Ugreen" تطلق "باوربنك صغير مدهش".. لن تصدق قوة الشحن التي يحملها!شركة مونشوت تكشف عن نموذج K2 Thinking.. صدمة لعالم الذكاء الاصطناعيتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ودعت الوزارة المعتمرين إلى ضرورة تفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة في فترة الظهيرة، حيث تكون درجات الحرارة في ذروتها، لافتة إلى أهمية استخدام المظلات الواقية، سواء خلال التحرك بين المشاعر أو أثناء التنقل في ساحات الحرم المكي والنبوي.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تزداد فيه درجات الحرارة إلى مستويات قد تتجاوز 45 درجة مئوية في بعض الأيام، ما يرفع من احتمالية الإصابات بضربات الشمس والإجهاد الحراري، وهي حالات تتكرر سنويًا بين المعتمرين بسبب قلة الوعي بالمخاطر الصحية المرتبطة بالحر الشديد.
وشددت الوزارة على أهمية شرب كميات كافية من الماء والسوائل، بهدف الحفاظ على توازن الجسم وتفادي الجفاف، الذي يُعد من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا خلال موسم الصيف، خاصة مع بذل مجهود بدني كبير أثناء الطواف والسعي والتنقل.
كما نصحت الوزارة بعدم ارتداء الملابس الثقيلة أو الداكنة اللون، لما لها من دور في امتصاص الحرارة ورفع حرارة الجسم، ما قد يؤدي إلى حالات إعياء شديدة، داعية المعتمرين إلى ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة ذات ألوان فاتحة تساعد على تقليل تأثير الحرارة.
وتأتي هذه التوصيات ضمن خطة أوسع تعمل الوزارة من خلالها على ضمان توفير بيئة صحية وآمنة تُمكن المعتمرين من أداء المناسك بيسر وسهولة، خاصة في ظل الأعداد الكبيرة التي يشهدها الموسم، والتي تتطلب تنظيمًا دقيقًا وتعاونًا مستمرًا بين الجهات المختصة.
ويشهد موسم العمرة في هذا العام إقبالًا ملحوظًا من الزوار الدوليين، وسط استعدادات كبيرة من قبل السلطات السعودية التي تسعى إلى توفير تجربة دينية وروحية متكاملة للزائرين، مع الحرص في الوقت ذاته على تقليل المخاطر المرتبطة بالطقس.
وأوضحت الوزارة أنها كثّفت جهودها التوعوية من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ونقاط الإرشاد الميدانية، والمطويات الإرشادية متعددة اللغات، بما يضمن وصول الرسائل الصحية لكافة شرائح المعتمرين باختلاف لغاتهم وخلفياتهم الثقافية.
كما أشارت إلى التنسيق المستمر مع وزارة الصحة، والهيئة العامة للأرصاد، والجهات المعنية الأخرى، لرصد أي تطورات مناخية قد تستدعي تنبيه المعتمرين، وتقديم إرشادات وقائية فورية لتفادي أي حالات طارئة.
وتعتبر هذه الإجراءات جزءًا من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للمعتمرين والحجاج، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة، مع التركيز على تعزيز السلامة العامة ورفع مستوى الوعي الصحي.
وبحسب الأطباء المختصين، فإن التعرض المطول لأشعة الشمس المباشرة دون وقاية يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، أبرزها ضربة الشمس التي قد تؤثر على وظائف الدماغ والجهاز العصبي، مؤكدين أهمية تطبيق التعليمات الوقائية التي أصدرتها الوزارة.
وتحرص الوزارة سنويًا على تطوير منظومة الرعاية الصحية الوقائية، عبر توفير فرق طبية متنقلة في محيط الحرمين الشريفين، ومراكز إسعافية موزعة في مواقع استراتيجية، لضمان التدخل السريع عند الحاجة ومعالجة أي حالات طارئة في أسرع وقت ممكن.
ويُعد موسم الصيف من أكثر المواسم تحديًا بالنسبة للمعتمرين، بسبب الطقس الحار والجاف الذي يسود المنطقة، ما يتطلب استعدادًا بدنيًا مسبقًا، والتزامًا بالإرشادات المعلنة لتفادي الإنهاك الحراري والحفاظ على السلامة العامة.
وفي هذا السياق، دعت الوزارة حملات العمرة وشركات السياحة إلى توعية المعتمرين منذ لحظة تسجيلهم، وتقديم برامج تثقيفية تشرح سبل الوقاية من الحر، وتوفير مستلزمات الوقاية من الشمس ضمن تجهيزات الرحلة لضمان حماية أفضل للزائرين.
كما وجّهت الوزارة نصيحة خاصة لكبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، بضرورة مراجعة الطبيب قبل السفر، والالتزام بالأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بهم، مع تفادي الزحام والتعرض المفرط للحرارة.
وفي الوقت الذي تعمل فيه المملكة على تقديم خدمات نوعية للمعتمرين، فإن النجاح في تحقيق موسم آمن يتطلب وعيًا وتعاونًا من الجميع، فالتزام الأفراد بالتعليمات الصحية يخفف الضغط على الجهات الخدمية ويساهم في إنجاح الموسم بالكامل.
ويأمل المسؤولون أن تسهم هذه الجهود في تقليل عدد الحالات الصحية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك من خلال نشر الوعي والتدخل المبكر وتقديم النصيحة المناسبة لكل زائر.
وتستمر وزارة الحج والعمرة في التذكير بأن العمرة تجربة روحانية عظيمة، ويجب أن تكون مصحوبة بالعناية بالنفس والاهتمام بالصحة، لأن سلامة الجسم هي الأساس لأداء المناسك براحة وطمأنينة، وسط أجواء إيمانية خاشعة.