أعلنت السلطات السعودية عن تطبيق اشتراطات صحية صارمة جديدة على منشآت إعداد الأغذية والمخابز ومحال الحلويات، حيث تقرر حظر تحضير المايونيز باستخدام البيض الطازج لما يشكله من مخاطر صحية محتملة على المستهلكين.
القرار يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز مستويات السلامة الغذائية في الأسواق المحلية، حيث تسعى الجهات المختصة للحد من مسببات التسمم الغذائي التي قد تنتج عن سوء تداول أو تخزين المواد الطازجة غير المعالجة.
إقرأ ايضاً:
"هيئة الأفلام" تطلق مفاجأة البحث العلمي: إطلاق مبادرة سينماء الغامضة.. 5 فرص للنقاد والباحثين قد تغير مسار السينماتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وتشمل الاشتراطات الجديدة إلزام المنشآت باستخدام بيض مبستر في تحضير المايونيز ومنتجات أخرى يدخل فيها البيض كمكون أساسي، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالمواصفات المعتمدة من قبل الجهات الرقابية المختصة في هذا الشأن.
كما شددت الجهات الرسمية على ضرورة تطبيق هذه المعايير في جميع المخابز والمطاعم ومحال الحلويات، دون استثناء، وذلك لضمان توفير أغذية آمنة وخالية من مسببات الأمراض البكتيرية المرتبطة بالبيض النيئ.
وتأتي هذه القرارات في وقت يتزايد فيه وعي المستهلكين في المملكة بشأن جودة الطعام وسلامته، حيث طالبت فئات واسعة من المواطنين بفرض رقابة أكبر على الممارسات الغذائية داخل المنشآت التجارية.
وبحسب التوجيهات الجديدة، ستخضع المحال والمنشآت المخالفة للإجراءات النظامية التي تشمل الغرامات المالية والإغلاق المؤقت أو الدائم بحسب درجة المخالفة وتكرارها، إضافة إلى سحب التراخيص في بعض الحالات.
وأكدت الجهات المختصة أن هذه التعليمات مبنية على دراسات علمية وتحذيرات سابقة من وزارة الصحة حول ارتفاع حالات التسمم المرتبطة باستخدام البيض النيئ، خاصة في المنتجات التي لا تمر بمرحلة طهي كافية.
ويُعد البيض من المكونات التي تحتاج عناية خاصة عند التعامل معها، نظرًا لإمكانية احتوائه على بكتيريا السالمونيلا التي قد تسبب أعراضًا صحية حادة، خصوصًا لدى الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة.
التحرك الأخير يأتي أيضًا في إطار دعم مستهدفات "رؤية 2030" في رفع جودة الحياة وتعزيز الصحة العامة، من خلال تطوير الأنظمة الرقابية المرتبطة بسلسلة الإمداد الغذائي في مختلف أنحاء المملكة.
وقد حظي القرار بتفاعل واسع بين المختصين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى كثيرون أن هذه الخطوة تأخرت لكنها ضرورية، خاصة مع انتشار وصفات تحضير منزلية ومطاعم صغيرة لا تلتزم دائمًا بالمعايير.
من جهتهم، أبدى عدد من العاملين في قطاع المخابز والحلويات استعدادهم لتطبيق الاشتراطات الجديدة، مشيرين إلى أهمية توفير البدائل المعتمدة مثل البيض المبستر، مع مطالبة الجهات المعنية بتوفير هذه المواد بأسعار مناسبة.
وشددت الجهات التنظيمية على أهمية التأكد من مصدر المواد الخام المستخدمة في تحضير المايونيز والحلويات، وضمان أن تكون مصنفة ومختومة من منشآت مرخصة ومعتمدة رقابيًا، تفاديًا لأي تجاوزات قد تضر بالمستهلك.
وتأتي هذه الإجراءات في وقت تعمل فيه وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان بالتنسيق مع هيئة الغذاء والدواء على تحديث لائحة الاشتراطات الصحية بشكل دوري، بما يتماشى مع المعايير الدولية المعتمدة.
يُشار إلى أن المايونيز من المنتجات التي تستهلك على نطاق واسع في المملكة، ويُستخدم كمكون أساسي في عدد كبير من الأطباق اليومية، ما يستدعي عناية خاصة في مراقبة طرق تحضيره وتخزينه من قبل الجهات المختصة.
ويُتوقع أن تنعكس هذه التحديثات التنظيمية على تحسين جودة الأغذية الجاهزة في الأسواق، وتعزيز ثقة المستهلكين في سلامة المنتجات الغذائية، خاصة مع تزايد التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي عالميًا.
وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه أوسع للسلطات نحو رفع كفاءة الممارسات الغذائية، وتقليص الفجوة بين ما هو مطبق فعليًا وما تنص عليه اللوائح، بما يسهم في تحقيق بيئة غذائية أكثر أمانًا للمجتمع السعودي.