أكد أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، أن الأجواء المعتدلة التي تشهدها مناطق متعددة من المملكة هذه الأيام تُعد حالة نادرة الحدوث في مثل هذا الوقت من العام، مرجعًا ذلك إلى نظام جوي علوي فريد وصفه بـ"نظام تهوية طبيعي واسع"، يساهم في تخفيف درجات الحرارة على الرغم من دخولنا في ذروة فصل الصيف.
وأوضح المسند أن هذا التكوين الجوي الاستثنائي يعمل على الحد من تأثير الكتل الحارة التي عادةً ما تسيطر على أجواء الجزيرة العربية في هذه الفترة، مسببًا ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة.
إقرأ ايضاً:
علماء يابانيون: ثورة في علاج كسور العمود الفقري.. تقنية جديدة تُعزز الشفاء"شركة هارمان" تكشف عن "سماعات لاسلكية جديدة".. تعرف على السر وراء جودة الصوت الفائقة!"شركة Ugreen" تطلق "باوربنك صغير مدهش".. لن تصدق قوة الشحن التي يحملها!شركة مونشوت تكشف عن نموذج K2 Thinking.. صدمة لعالم الذكاء الاصطناعيتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وبيّن الدكتور المسند أن هذه الأجواء غير الاعتيادية ناتجة عن تركيبة جوية تشمل ثلاث طبقات رئيسية في الغلاف الجوي، تعمل بتناغم فيما بينها لإحداث هذا التغيير الملحوظ في الطقس.
ففي الطبقة 500 مليبار، والتي تقع على ارتفاع يبلغ نحو 5.5 كيلومترات من سطح الأرض، أشار إلى وجود أخدود علوي أو امتداد منخفض علوي يتمركز فوق شرق البحر المتوسط وشمال الجزيرة العربية، ويصاحبه تبريد ملحوظ في الطبقات العلوية من الجو، مما يحد من تمدد المرتفعات العلوية الحارة ويُضعف تأثيرها على المنطقة.
أما في الطبقة الثانية، والتي تعرف بطبقة 700 مليبار وتقع على ارتفاع يناهز 3 كيلومترات، أوضح المسند أنها تتأثر برياح شمالية إلى شمالية غربية باردة نسبيًا قادمة من شرق المتوسط، وهذه الرياح تُسهم في منع تكوّن مرتفع حراري ضاغط، ما يُبقي درجات الحرارة في مستويات معتدلة ويمنع تسخين الطبقات السفلى من الغلاف الجوي بشكل مفرط.
وفي الطبقة الثالثة والأقرب إلى سطح الأرض، وهي طبقة 850 مليبار بارتفاع يبلغ نحو 1.5 كيلومتر، تظهر كتلة هوائية معتدلة مصحوبة برياح شمالية إلى شمالية غربية، تؤثر بشكل مباشر على حرارة السطح.
واعتبر المسند أن هذه الطبقة تُعد الأكثر تأثيرًا على إحساس السكان بدرجات الحرارة المعتدلة، حيث تُسهم في تقليل الإشعاع الحراري المنعكس من سطح الأرض، وتوفير أجواء أكثر لطفًا مقارنة بما هو معتاد في مثل هذه الأيام.
وأشار إلى أن هذا التكوين الجوي الخاص أدى إلى اعتدال ملموس في درجات الحرارة خلال الأيام القليلة الماضية، على الرغم من أن المملكة تعيش فعليًا في ذروة فصل الصيف، وهي الفترة التي عادةً ما تتسم بارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، خصوصًا في المناطق الداخلية والصحراوية.
ورغم الإيجابية التي تحملها هذه الحالة الجوية المؤقتة، إلا أن الدكتور المسند شدد على أن هذا الاعتدال لن يستمر طويلًا، مؤكدًا أن الحالة بطبيعتها مؤقتة وقد تتغير سريعًا بعودة الكتل الحارة في أي وقت.
وقال: "هي فرصة ثمينة للتنفس قليلًا من لهيب الصيف، لكنها مؤقتة غالبًا، والكتل الحارة قد تعود في أي وقت"، وختم تصريحه بقوله: "هذا والله أعلم"، مشيرًا إلى أن طبيعة الطقس في فصل الصيف تتسم بالتقلبات المتكررة، ما يتطلب المتابعة المستمرة للأنظمة الجوية المتغيرة.