تنمية ريفية

على مساحة 15 مليون متر مربع.. ما هو المشروع "العملاق" الذي سيغير وجه محافظة الأفلاج؟

كتب بواسطة: رولا نادر |

في خطوة تحمل بُعدًا اقتصاديًا وثقافيًا في آنٍ معًا، كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية عن مشروع ضخم من نوعه، يتمثل في إنشاء أول مدينة صناعية متخصصة في الإبل.

وذلك بمحافظة الأفلاج الواقعة جنوب الرياض، على مساحة تتجاوز 15 مليون متر مربع، الإعلان جاء تزامنًا مع مناسبة اليوم العالمي للإبل، ليُضفي على الحدث طابعًا رمزيًا يعكس أهمية هذا الحيوان في الثقافة المحلية والتاريخ الاقتصادي للمنطقة.

إقرأ ايضاً:

الاتحاد أمام مفترق خطير .. تصريح غامض من كانتي يشعل التساؤلات قبل انتهاء عقده!"يوتيوب تي في" تفاجئ عشاق البث المباشر.. "خدمة جديدة" تغيّر مفهوم مشاهدة القنوات!"آبل" تمنع الإزعاج.. تعرف على ميزة Call Screening الجديدة في iOS 26"آبل" تفاجئ العالم بصفقة قيمتها مليار دولار مع "جوجل".. السر وراء مستقبل سيري الجديدتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

المشروع الجديد لا يقتصر على كونه تجمعًا رعويًا تقليديًا، بل يُمثل قفزة نوعية نحو تحويل تربية الإبل من نشاط محدود إلى منظومة صناعية متكاملة، تعتمد على الابتكار وتخطيط البنية التحتية الذكية، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد غير النفطي.

تُخطط المدينة لتضم بين جنباتها مرافق متطورة تشمل أسواقًا متخصصة في بيع وشراء الإبل، ومسالخ مرخصة، إلى جانب حظائر نموذجية تراعي المعايير البيئية والصحية الحديثة، بما يُسهم في رفع جودة الإنتاج وتحقيق المعايير العالمية في هذا المجال.

ولم تغفل الوزارة عن أهمية الصحة الحيوانية، إذ ستُخصص المدينة مرافق للرعاية البيطرية المجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات، لضمان سلامة الإبل والوقاية من الأمراض، وهو ما يُعد ركيزة مهمة لضمان استدامة أي نشاط اقتصادي زراعي أو حيواني.

العنصر الصناعي هو الآخر حاضر بقوة في المشروع، إذ تتضمن المدينة مصانع لتحويل منتجات الإبل مثل اللحوم والألبان والجلود وحتى الشعر، إلى مواد أولية أو سلع قابلة للتسويق محليًا ودوليًا، وهو ما يعزز سلاسل القيمة ويمنح المنتج المحلي تنافسية أكبر.

محافظة الأفلاج اختيرت بعناية كموقع للمشروع، نظرًا لما تمتاز به من كثافة عالية في أعداد الإبل، فضلاً عن موقعها الاستراتيجي الذي يُسهّل عمليات التوزيع والنقل، وارتباطها المباشر بالأسواق المحلية في العاصمة الرياض والمناطق المجاورة.

وتضم منطقة الرياض وحدها أكثر من 700 ألف رأس من الإبل، من أصل ما يزيد على مليوني رأس في عموم المملكة، ما يجعلها بيئة مثالية لإنشاء مركز صناعي قادر على دعم البنية التحتية للقطاع وتحفيز الاستثمارات.

المشروع يُمثل أيضًا فرصة اقتصادية جديدة لسكان محافظة الأفلاج، حيث يُتوقع أن يُوفر مئات الوظائف في مجالات مختلفة، من التشغيل والإدارة إلى البيطرة والتصنيع والخدمات اللوجستية، وهو ما يدعم أهداف التنمية الريفية.

وتسعى وزارة البيئة والمياه والزراعة من خلال هذا المشروع إلى تعزيز موقع المملكة كمرجع عالمي في قطاع الإبل، ليس فقط من حيث الأعداد، بل من حيث الابتكار والتصنيع والاستثمار، في وقت باتت فيه الصناعات الزراعية تمثل ثقلًا متناميًا في الاقتصاد المحلي.

إحدى الأهداف الجوهرية للمشروع هي الحفاظ على الهوية الثقافية للإبل، وعدم فصل الجانب الاقتصادي عن الإرث التاريخي والاجتماعي، إذ يُعد هذا الحيوان رمزًا للتراث العربي، وجزءًا لا يتجزأ من حياة البادية والصحراء عبر القرون.

ويُراهن القائمون على المشروع على أن المدينة الصناعية ستُسهم في تحويل قطاع الإبل إلى قطاع قائم على البيانات والخطط طويلة الأمد، بعيدًا عن العشوائية، بما يمنحه القدرة على التوسع والتصدير والمنافسة في الأسواق العالمية.

وستُتاح الفرص للشراكات الدولية من خلال دعوة الشركات الأجنبية المتخصصة في الصناعات الغذائية والجلدية والدوائية للمشاركة في تشغيل وتطوير هذه المدينة، ما يفتح آفاقًا جديدة لنقل الخبرات وبناء اقتصاد معرفي حول قطاع الإبل.

يتوقع أن تكون المدينة الصناعية للإبل في الأفلاج نقطة انطلاق نحو مشروعات مماثلة في مناطق أخرى بالمملكة، مما يخلق شبكة وطنية متخصصة تدعم النمو المتوازن بين الريف والحضر، وتُعيد رسم خارطة الاستثمار الزراعي والحيواني.

وفي ظل الدعم الحكومي المستمر لهذا القطاع، من المتوقع أن تتحول الأفلاج خلال السنوات القليلة المقبلة إلى مركز حيوي لصناعة متكاملة حول الإبل، ما يُعيد صياغة العلاقة بين التراث والمستقبل بلغة الاقتصاد والتقنية.

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار