تتزايد في السنوات الأخيرة موجات الترويج لما يُعرف بـ"العلاجات الطبيعية" عبر المنصات الاجتماعية، وسط تصاعد الإقبال الشعبي على المنتجات التي توصف بأنها آمنة ومجربة، في وقت يتزايد فيه قلق الأطباء من هذه الظاهرة المتنامية.
وفي هذا السياق، برزت تحذيرات واضحة من أحد أبرز المتخصصين في طب القلب، الدكتور خالد النمر، حول استخدام حمض خل التفاح.في تغريدة حازت على تفاعل واسع، أوضح الدكتور النمر أن فعالية حمض خل التفاح في التأثير على بعض المؤشرات الصحية الشائعة مبالغ فيها.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وأن ما يُنقل على لسان غير المتخصصين لا يستند في الغالب إلى أبحاث علمية موثوقة، وتحديدًا، ركّز على الادعاء القائل بأن الخل قادر على خفض نسبة السكر التراكمي بشكل مؤثر.
وبحسب النمر، فإن التأثير الفعلي لحمض خل التفاح على خفض السكر التراكمي لا يتعدى 0،5 مليمول/لتر، أي أقل من 1% فقط، وهو رقم يُعد ضعيفًا جدًا من الناحية الإكلينيكية، ولا يبرر حجم الضجة التي تحيط به على مواقع التواصل.
كما فنّد الطبيب السعودي فكرة أن الخل يساعد على إنقاص الوزن، مؤكدًا أنه لم تُثبت فائدته من خلال أدلة محكمة في هذا الجانب، ولا في خفض الكوليسترول الضار أو تعزيز مقاومة الجسم للأنسولين، وهي الادعاءات التي تُروج بكثافة عبر قنوات الصحة البديلة.
وحذر النمر من أن الإفراط في تناول حمض خل التفاح قد يحمل أضرارًا صحية لا يُستهان بها، بل وقد تكون أكثر خطورة من الفوائد المرجوة، إن وُجدت أصلًا، إذ أشار إلى أن استخدامه بشكل يومي قد يُسبب ارتجاعًا في المريء، وهي حالة شائعة بين المستخدمين المفرطين.
ومن بين المخاطر التي رصدها أيضًا، انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم، وهو عنصر أساسي في توازن وظائف الأعصاب والعضلات، الأمر الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
كما لفت إلى أن الاستخدام المزمن لهذا الحمض قد يتسبب في تآكل مينا الأسنان، ما يؤدي إلى حساسية مزعجة في الفم، ويفتح الباب أمام مشاكل في الفكين وصحة الفم بشكل عام، وهي أضرار غالبًا ما يغفل عنها من يتبعون نصائح "المؤثرين".
الطبيب المعروف بموقفه الحازم من "الوصفات الشعبية"، دعا إلى التعامل بحذر مع كل ما يُروج على أنه "علاج طبيعي"، مؤكدًا أن غياب الرقابة العلمية لا يعني بالضرورة سلامة المحتوى أو فعاليته، بل قد يعني العكس تمامًا.
وطالب النمر الجميع بعدم اعتماد أي منتج يُستخدم لأغراض طبية أو وقائية، إلا بعد مراجعة الأطباء المختصين، الذين وحدهم يمتلكون الأدوات العلمية لتقييم الفوائد والمخاطر بناءً على الحالة الصحية الفردية.
تأتي تصريحات النمر في وقت يتزايد فيه اعتماد الناس على الطب البديل، في ظل انتشار مقاطع الفيديو والنصائح القصيرة التي غالبًا ما تفتقر إلى المرجعية العلمية، لكنها تجد صدى واسعًا بسبب سهولة استهلاكها وسرعة انتشارها.
وقد سلطت هذه التصريحات الضوء على فجوة كبيرة في الوعي الصحي لدى بعض فئات المجتمع، حيث يتم استبدال النصيحة الطبية الموثوقة بما يُقال في دقائق عابرة، دون النظر إلى الأبعاد الصحية والدوائية المعقدة.
ويبدو أن هذه التحذيرات تمثل جرس إنذار للجهات الرقابية، من أجل فرض مزيد من الضوابط على الترويج للمنتجات الغذائية والطبيعية، خصوصًا تلك التي يتم تسويقها بشكل غير مباشر على أنها "علاجية".
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُحذر فيها النمر من تبني نصائح صحية دون مرجع طبي، لكنه ركز هذه المرة على منتج واحد نظراً لارتفاع شعبيته، وتعدد مزاعمه العلاجية في مجالات مختلفة لا يجمعها أي رابط طبي دقيق.
ربما يكون خل التفاح مفيدًا في بعض الاستخدامات الغذائية البسيطة، لكن تحويله إلى علاج شامل لأمراض العصر، دون سند علمي واضح، يُعد مخاطرة قد لا تُغتفر لمن يُروّج أو لمن يُجرب دون استشارة.