في ظل الارتفاع اللافت لدرجات الحرارة التي تشهدها مختلف مناطق المملكة خلال فصل الصيف، أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني تحذيراً شديد اللهجة للمواطنين والمقيمين بشأن المخاطر الناجمة عن ترك المواد القابلة للاشتعال داخل المركبات، هذا التحذير يأتي في إطار حرص المديرية على تعزيز السلامة العامة والوقاية من الحوادث التي قد تترتب على الإهمال أو غياب الوعي بخطورة هذه المواد عند تعرضها لأشعة الشمس المباشرة أو درجات حرارة مرتفعة داخل السيارة المغلقة.
وشددت «الدفاع المدني» في بيانها على أن المركبات خلال فصل الصيف تتحول إلى بيئة مغلقة تتضاعف فيها درجات الحرارة، الأمر الذي يجعل بعض المواد الشائعة في الاستخدام اليومي تشكل خطراً حقيقياً، قد يتطور إلى اندلاع حريق أو انفجار مفاجئ، ما يعرض حياة الركاب والمارة للخطر، إضافة إلى التسبب بخسائر مادية جسيمة، هذا التحذير لا يقتصر فقط على المواد المعروفة بخطورتها، بل يشمل أيضاً عناصر قد لا يدرك كثيرون مدى قابليتها للاشتعال أو التأثر بالحرارة العالية.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وأكدت المديرية ضرورة التأكد من خلو المركبات من عدد من المواد التي تُعد شائعة في الاستخدام اليومي، لكنها تُصنف ضمن المواد الخطرة في حال تركها داخل المركبات خلال الأجواء الحارة، ومن بين هذه المواد: الشواحن المتنقلة، وبطاريات الهواتف، والولاعات، وعبوات الغاز الصغيرة المستخدمة في بعض الأدوات المحمولة، فضلاً عن زجاجات العطور، ومعقمات الأيدي السائلة التي تحتوي على نسب مرتفعة من الكحول سريع الاشتعال.
ولفتت «الدفاع المدني» إلى أن ترك هذه المواد داخل السيارة حتى وإن كانت لفترة قصيرة، قد يؤدي إلى تفاعلها مع درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير متوقع، مشيرة إلى أن بعض الحوادث السابقة تؤكد تسبب عبوات معقمات أو زجاجات عطور في اندلاع حرائق بمجرد تعرضها للشمس من خلال زجاج السيارة، وهو ما يستدعي توخي الحذر الشديد والتعامل مع هذه المواد كعناصر حساسة تتطلب حرصاً إضافياً.
ويُعد هذا التحذير امتداداً لجهود التوعية التي تبذلها المديرية العامة للدفاع المدني سنوياً مع بداية فصل الصيف، حيث تتكرر هذه النوعية من الحوادث بسبب إغفال التعليمات أو قلة الوعي بمخاطر ترك مثل هذه الأدوات في المركبات، وغالباً ما تكون النتائج كارثية، خصوصاً عندما تكون المركبة متوقفة في أماكن غير مظللة أو لفترات طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة.
وأكدت المديرية أن الوقاية تبدأ من الوعي الفردي، مشيرة إلى أن اتخاذ الإجراءات البسيطة مثل تفريغ السيارة من المواد القابلة للاشتعال، وركن المركبة في أماكن مظللة، وترك نوافذ مفتوحة قليلاً لتقليل ضغط الحرارة الداخلية، كلها عوامل تساعد على تقليل احتمالات وقوع الحوادث الحرارية، وشددت على أن كل فرد يتحمل مسؤولية الحفاظ على سلامته وسلامة من معه داخل المركبة.
وفي السياق ذاته، دعت «الدفاع المدني» أولياء الأمور إلى توعية أبنائهم وعدم ترك الأطفال أو كبار السن داخل المركبات تحت أي ظرف، خاصة خلال الأوقات التي تشهد ذروة الحرارة، كما حثت الجهات المعنية على دعم الحملات التوعوية ونشر الرسائل الإرشادية التي تساعد على تعزيز ثقافة السلامة في المجتمع، وأشارت إلى أهمية التبليغ عن أي حالة طارئة فوراً عبر قنوات الاتصال الرسمية المتاحة.
كما جددت المديرية التذكير بأن كثيراً من الحوادث المأساوية يمكن تفاديها ببساطة من خلال الالتزام بالتعليمات الوقائية، وأن الجهود الجماعية للمجتمع تساهم في تقليل نسب الحوادث المرتبطة بالحرارة داخل المركبات، واختتمت تحذيرها بالتأكيد على أن الحيطة والحذر في مثل هذه الظروف المناخية هو خط الدفاع الأول أمام أي طارئ محتمل.