تشهد أسواق جدة التاريخية حركة نشطة ومميزة مع توافد أعداد كبيرة من الحجاج المغادرين من مختلف الجنسيات، الذين يقصدون المنطقة قبل عودتهم إلى بلدانهم سالمين، بعد أن منّ الله عليهم بتيسير أداء مناسك الحج في أجواء من الطمأنينة والسلام.
وتعتبر زيارة الحجاج لهذه الأسواق جزءًا من تقاليدهم المعتادة التي يحرصون عليها، لما تتمتع به المنطقة من طابع تراثي وأصالة تجذبهم لاقتناء الهدايا والتذكارات التي تمثل لهم ذكرى خالدة عن رحلتهم الروحية.
إقرأ ايضاً:
طيران ناس يفجّر مفاجأة لعشّاق السفر .. وجهة تركية تعود إلى الخريطة بعد غياب طويل"شركة هارمان" تكشف عن "سماعات لاسلكية جديدة".. تعرف على السر وراء جودة الصوت الفائقة!"شركة Ugreen" تطلق "باوربنك صغير مدهش".. لن تصدق قوة الشحن التي يحملها!شركة مونشوت تكشف عن نموذج K2 Thinking.. صدمة لعالم الذكاء الاصطناعيتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!يحرص الحجاج على التجول في أرجاء "البلد" التاريخي، الذي يعد من أهم معالم جدة الثقافية والاقتصادية، حيث يجدون فيه فرصة لاقتناء منتجات تعكس التراث السعودي الأصيل، كما يستمتعون بالتجول بين الأزقة والأسواق القديمة التي تحتفظ بهويتها التاريخية.
وتتنوع المشتريات بين السجاد اليدوي الفاخر، والمسابح ذات التصاميم المميزة، والأحجار الكريمة التي تحمل رسومات الحرمين الشريفين، ما يجعلها هدايا فريدة وقيمة لأحبائهم في بلادهم.
كما ينتشر بين الحجاج شراء أنواع مختلفة من التمور، التي تشتهر بها المملكة، بالإضافة إلى الأقمشة التقليدية، والمقتنيات الفنية مثل اللوحات التي تتضمن آيات قرآنية وصوراً للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
هذه القطع تشكل بالنسبة لهم تذكارًا ثمينًا يعكس تجربتهم الروحية والثقافية خلال موسم الحج، ويتمنون من خلالها الحفاظ على هذه الذكريات الحية وإعادة زيارتها في المستقبل.
وفي وسط هذا الحراك، لم تغب الفعاليات الثقافية والترفيهية التي تنظم في جدة، حيث يحرص العديد من الحجاج على زيارة الواجهة البحرية، والاستمتاع بأجوائها الجميلة ومشاهدة نافورة جدة الشهيرة، التي تعد من أبرز المعالم السياحية في المدينة، كما يحضر البعض الفعاليات المقامة حاليًا، ما يضفي على رحلتهم بعدًا ترفيهيًا واجتماعيًا، ويتيح لهم فرصة التقاط الصور التذكارية التي توثق لحظاتهم في المملكة.
أعرب الحجاج عن سعادتهم الغامرة بأداء فريضة الحج في المملكة، مؤكدين أن تجربتهم كانت مليئة بالراحة والطمأنينة، كما أعربوا عن شكرهم للجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية لضمان تنظيم موسم الحج واستقبال ضيوف الرحمن.
وأشاروا إلى أهمية استغلال فترة انتظار رحلات المغادرة لزيارة معالم جدة التراثية والثقافية، والتعرف على الأسواق التي تحتضن منتجات متنوعة، تعكس تاريخ المنطقة وحضارتها العريقة.
تؤكد هذه الزيارات المتكررة للحجاج إلى أسواق جدة التاريخية الدور الكبير الذي تلعبه المنطقة في إثراء تجربة الحجاج بعد أداء مناسكهم، حيث توفر لهم فرصة لاقتناء الهدايا والتذكارات التي تحمل رموزًا دينية وثقافية، تعبر عن عمق العلاقة بين الحجاج والمملكة، كما تساهم هذه الحركة التجارية في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الحركة السياحية في جدة، خاصة في مناطقها التاريخية التي تشهد إقبالاً متزايدًا مع كل موسم حج.
من جهة أخرى، تحرص الجهات المختصة على توفير كافة التسهيلات والتدابير التي تضمن انسيابية الحركة في الأسواق، وتهيئة بيئة آمنة ومريحة للزوار، مع اتخاذ الإجراءات الصحية والوقائية اللازمة، وتهدف هذه الجهود إلى تعزيز رضا الحجاج عن تجربتهم السياحية والاقتصادية، بما يضمن لهم رحلة متكاملة تجمع بين الروحانية والترفيه.
وفي الختام، تشكل أسواق جدة التاريخية نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، حيث يلتقي الزائرون بتاريخ المملكة وتراثها العريق في أجواء مفعمة بالحياة والنشاط، وتظل هذه الأسواق شاهدة على حرص الحجاج على حفظ ذكرى رحلتهم الروحية، والتواصل مع ثقافة المكان الذي استضافهم في أهم مراحل حياتهم الدينية، ما يجعلها تجربة لا تنسى في مسيرة كل حاج مغادر.