بين أجواء الحماس الكروي والتحديات المناخية المتصاعدة، تفتتح الولايات المتحدة الأمريكية اليوم بطولة كأس العالم للأندية 2025 وسط تحذيرات متزايدة من موجة حر قد تؤثر على اللاعبين والجماهير على حد سواء.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية أن تشهد مدينتا ميامي ولوس أنجلوس درجات حرارة تتجاوز حاجز 30 درجة مئوية، ما قد يمثل تهديدًا صحيًا للفئات الحساسة، خصوصًا من يضطرون للبقاء في الهواء الطلق خلال فترات الذروة، وبينما تتجه أنظار العالم إلى البطولة، يبقى الطقس عاملاً مفصليًا في نجاح التنظيم، وربما في تحديد هوية البطل.
إقرأ ايضاً:
الاتحاد أمام مفترق خطير .. تصريح غامض من كانتي يشعل التساؤلات قبل انتهاء عقده!"آبل" تمنع الإزعاج.. تعرف على ميزة Call Screening الجديدة في iOS 26"آبل" تفاجئ العالم بصفقة قيمتها مليار دولار مع "جوجل".. السر وراء مستقبل سيري الجديد"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!الانطلاقة ستكون من ميامي، حيث يواجه فريق إنتر ميامي بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي نظيره الأهلي المصري عند الثامنة مساءً بتوقيت واشنطن، في توقيت يتزامن مع انخفاض طفيف في درجات الحرارة لكن مع بقاء الرطوبة في مستويات مرتفعة.
وعلى الجانب الآخر من البلاد، وفي مدينة باسادينا، تقام مباراة باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد ظهر الأحد تحت شمس كاليفورنيا الحارقة، داخل ملعب روز بول المكشوف، ما يزيد من وطأة الحرارة على اللاعبين والجماهير في آن معًا.
ولا تأتي هذه المخاوف من فراغ، إذ تسجل الولايات المتحدة درجات حرارة متزايدة عامًا بعد عام، ما يثير تساؤلات حول مدى استعداد البنية التحتية لاستضافة بطولات ضخمة خلال فصل الصيف. تجربة عام 1994 ما زالت حاضرة في الأذهان، عندما بلغت الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المباريات، واليوم، وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود، ارتفعت درجة الحرارة المتوسطة في البلاد بأكثر من درجة مئوية، وسُجلت تسع من أشد السنوات حرارة في التاريخ الأمريكي مؤخرًا.
الوقائع لا تقتصر على التوقعات فحسب، بل تمتد إلى وقائع حديثة وقعت في بطولة كوبا أمريكا العام الماضي، التي استضافتها الولايات المتحدة أيضًا، حيث تعرض اللاعب الأوروغوياني رونالد أراوخو لحالة دوار حادة بسبب الجفاف، وأُغمي على الحكم المساعد هامبرتو بانجوج في كانساس سيتي، حيث بلغت الحرارة المحسوسة 38 درجة مئوية، ولم يتردد المدافع الكندي أليستير جونستون حينها في انتقاد توقيت المباريات، معتبرًا إياها خطرًا على صحة الجميع، بما فيهم الجماهير.
الأمر لا يتعلق بحرارة الطقس فقط، بل أيضًا بالبنية التحتية للملاعب، إذ أشارت مجموعة «فوسيل فري فوتبول» إلى أن 8 من أصل 11 ملعبًا مخصصًا للبطولة يفتقر إلى وسائل حماية كافية من الشمس، كما أن 35 من أصل 63 مباراة ستُقام قبل الخامسة مساءً، أي في ذروة الحرارة، وتابعت المجموعة بأن 4 مدن من المدن المستضيفة سجلت بالفعل أحداث حرارة شديدة خلال السنوات الخمس الأخيرة، ما يفاقم من احتمالات التعرض لحالات خطرة خلال المباريات.
ولم تغفل المجموعة الأثر البيئي، حيث قدرت المسافة التي ستقطعها الفرق المشاركة جوًا خلال البطولة بنحو 564,877 كيلومترًا، وهي مسافة ضخمة تسهم في رفع الانبعاثات الكربونية المرتبطة بتنظيم الحدث، ما يعيد النقاش حول مدى التزام الفيفا باستدامة الرياضة عالميًا، هذه الأرقام تُضاف إلى المخاوف الصحية لتشكل تحديًا مزدوجًا يواجه البطولة، في ظل دعوات لمزيد من المرونة في الجداول والاهتمام بالممارسات البيئية.
من جهتها، تحاول الفيفا طمأنة الجميع بالقول إنها ستراقب الأوضاع المناخية يوميًا خلال البطولة، مع استعداد لتطبيق بعض الإجراءات حال دعت الحاجة. ووفقًا للوائح الاتحاد، يمكن اللجوء إلى "فترات تبريد" للاعبين خلال كل شوط، إذا تجاوزت درجة الحرارة الرطبة 32 درجة مئوية.
إلا أن اتحاد اللاعبين الدوليين "فيفبرو" يرى أن هذه التدابير غير كافية، مطالبًا بخفض العتبة إلى ما بين 28 و32 درجة مئوية، وفتح المجال لفترتي شرب خلال المباراة، بل وإعادة جدولة المباريات إذا اقتضت الضرورة.
حتى الآن، لم تتخذ اللجنة المنظمة خطوات فعلية لإعادة ترتيب جدول المباريات، ويبدو أن ضغوط البث التلفزيوني وتزاحم الروزنامة تمنع أي تغييرات كبيرة، لكن ذلك لا يُلغي حقيقة أن البطولة الحالية تمثل اختبارًا مصيريًا لاستعدادات الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم 2026، التي ستكون الأضخم في تاريخ البطولة بمشاركة 48 منتخبًا و104 مباريات تُقام في ثلاث دول ما يعني أن تحديات اليوم، إن لم تُعالج بجدية، قد تتحول إلى أزمات أكبر في المستقبل القريب.