في جريمة مروعة هزت الظهران شرق السعودية، راح الأستاذ الجامعي الدكتور عبد الملك قاضي ضحية طعنات غادرة داخل منزله على يد مقيم مصري، بعدما تمكن الجاني من خداع حارس المجمع السكني الذي يعيش فيه الراحل، مدعيًا أنه يحمل طلبات منزلية لعائلة الدكتور، الواقعة وقعت يوم الخميس الماضي، حين تسلل القاتل إلى الشقة متخفيًا تحت ستار العمل، ليستغل ثقة المجني عليه ويحوّلها إلى فاجعة إنسانية أصابت الجميع بالذهول.
وبحسب ما رواه أحد أقرباء الضحية، فإن الجاني كان يعرف جيدًا الحالة الصحية للدكتور عبد الملك، والتي كانت تحد من قدرته على الحركة، الأمر الذي جعله يعتمد على خدمات التوصيل بشكل متكرر، ما أتاح للجاني فرصة التقرب من الأسرة وبناء علاقة ظاهرها الود، لكن باطنها كان يحمل نوايا إجرامية سوداء، وما إن دخل إلى المنزل حتى بدأ في تنفيذ جريمته، مسددًا عشر طعنات متفرقة إلى جسد المجني عليه، أودت بحياته على الفور، قبل أن يوجه سكينه نحو الزوجة التي حاولت النجاة بعرض المال عليه، دون أن يلين قلبه.
إقرأ ايضاً:
الزكاة تفاجئ المستوردين .. السر وراء إعفاء قطع الكمبيوتر من الرسوم الجمركية"تحديث آبل الجديد" يكشف الحقيقة.. 50 ثغرة كانت تهدد كل مستخدم آيفون! "أوبن أيه آي" تتحرك بسرعة لطمأنة المستثمرين بعد ضجة التصريحات المالية"سام ألتمان" يصدم العالم.. هل سيقوده الذكاء الاصطناعي يومًا ما؟تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!وبالرغم من توسلات الزوجة واستغاثتها، إلا أن الجاني وجه لها أربع طعنات قاتلة، كادت أن تودي بحياتها لولا تدخل العناية الطبية العاجل، حيث لا تزال ترقد في غرفة العناية المركزة، تصارع آثار الجريمة الجسدية والنفسية، ووفقًا لرواية القريب، فإن الزوجة بعد تلقيها الطعنات تمكنت من الزحف حتى باب المنزل لإبلاغ الحارس بما جرى، غير أن الأخير لم يسلم هو الآخر من جنون القاتل، إذ طعنه أيضًا حين حاول منعه من الفرار.
حاول الجاني أن يفلت بجريمته سريعًا، متجهًا إلى مطار المنطقة الشرقية على أمل مغادرة البلاد نحو مصر قبل أن تنكشف جريمته، لكن الأجهزة الأمنية السعودية التي استنفرت فور تلقي البلاغ، نجحت في إيقافه داخل المطار قبل إقلاع الطائرة، وتم اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة، حيث أحيل الجاني إلى النيابة العامة، وبيّنت وزارة الداخلية في بيانها أن الدوافع تعود إلى محاولة سرقة، نتيجة وجود مطالبات مالية عليه في بلده الأصلي.
الدكتور عبد الملك قاضي، الأستاذ السابق في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كان شخصية علمية بارزة، وله إسهامات أكاديمية في مجال الحديث النبوي، وقد عرف عنه دماثة الخلق وسخاؤه وتواضعه، الجريمة لم تكن مجرد اعتداء جسدي، بل كانت صدمة إنسانية ومجتمعية، خاصة وأنها وقعت في بيئة آمنة ومغلقة، ما جعل المجتمع يطرح العديد من التساؤلات حول الثقة، والأمان، وضرورة التأكد من خلفيات العاملين في المجمعات السكنية.
الراحل كان حريصًا على مد يد العون والدعم للعاملين من حوله، بمن فيهم الجاني، بحسب ما أكده قريبه، مشيرًا إلى أن الدكتور لم يتردد في مساعدة القاتل ماليًا كلما احتاج، في لفتة تجسّد شهامة الرجل ورقيّ أخلاقه، المفارقة الأليمة أن هذا الكرم والإنسانية تحوّلت إلى ثغرة استغلها القاتل لتنفيذ فعلته الشنيعة، ما يعكس بشاعة الخيانة حين تأتي من أقرب الأشخاص ثقة.
الشارع السعودي عبّر عن غضبه وحزنه العميق من هذه الحادثة التي باتت حديث المجتمع، لا سيما أنها طالت رمزًا أكاديميًا وثقافيًا كان محل تقدير واسع، وطالبت العديد من الأصوات بضرورة تشديد الرقابة على دخول العاملين إلى المجمعات السكنية وتفعيل آليات أكثر فاعلية لفحص خلفياتهم، خاصة في ظل اعتماد الكثير من الأسر على خدمات التوصيل الخاصة.
وقد تم تشييع جثمان الفقيد في أجواء يخيّم عليها الحزن والأسى، وشارك في جنازته عدد من الأكاديميين والطلاب والمعارف الذين نعوا فيه الإنسان قبل العالم، أما أسرته، فتعيش اليوم صدمة مركبة ما بين الفقد والخوف، مترقبين العدالة في محاسبة الجاني الذي ارتكب فعلته النكراء بدم بارد ودون أي رادع أخلاقي أو إنساني.