تُكثّف الجهات الأمنية السعودية جهودها استعداداً لموسم الحج، عبر اعتماد منظومة متطورة من التقنيات الحديثة لتعزيز الرقابة والحفاظ على أمن الحجاج وسلامة المشاعر المقدسة، وقد تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية صوراً ومقاطع فيديو تُظهر أجهزة مراقبة ذكية ومستشعرات متقدمة تغطي محيط مدينة مكة المكرمة والحرم المكي، في خطوة وُصفت بأنها تعكس قفزة نوعية في استخدام التكنولوجيا الأمنية لخدمة ضيوف الرحمن.
وكان الأمن العام السعودي قد نشر مقطعاً مصوراً عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، يظهر فيه جانب من هذه التقنيات المتطورة، مرفقاً بتعليق جاء فيه: "الأمن العام يسخّر تقنية الكاميرات الحرارية الذكية في مراقبة الطوق الخارجي لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة"، ويُظهر الفيديو كيف تقوم هذه الكاميرات بعمليات رصد دقيقة لحركة الأفراد والمركبات في محيط المدينة، مما يساعد في الكشف المبكر عن أي تجاوزات أو محاولات دخول غير نظامية.
إقرأ ايضاً:
الاتحاد أمام مفترق خطير .. تصريح غامض من كانتي يشعل التساؤلات قبل انتهاء عقده!"آبل" تمنع الإزعاج.. تعرف على ميزة Call Screening الجديدة في iOS 26"آبل" تفاجئ العالم بصفقة قيمتها مليار دولار مع "جوجل".. السر وراء مستقبل سيري الجديد"سناب شات" تفاجئ الأسواق.. دمج محرك البحث التفاعلي في الدردشة يرفع الأسهم 14%!تحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!ولم تقتصر الإجراءات الأمنية على الكاميرات الحرارية فقط، بل شملت أيضاً إدخال تقنيات الطائرات بدون طيار، أو ما يُعرف بـ"الدرون"، ضمن مهام قوات أمن الحج، فقد أعلنت هذه القوات عن استخدامها للطائرات المسيّرة في ضبط عدد من الأشخاص الذين حاولوا مخالفة الأنظمة الخاصة بالحج والدخول إلى مدينة مكة المكرمة دون تصريح رسمي، وأشارت المصادر إلى أن هذه التقنيات مكّنت الجهات المعنية من تتبّع المخالفين بدقة عالية، ما ساعد في إحباط محاولاتهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.
وفي هذا السياق، بثّت قناة "الإخبارية" السعودية الحكومية مقطعاً مصوراً يُظهر إحدى عمليات المراقبة الجوية باستخدام الدرون، ويُبيّن كيفية تعامل القوات الأمنية مع الحالات المشتبه بها، وقد نال الفيديو تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل، حيث أشاد كثير من المغردين بمدى التقدم التقني الذي باتت تعتمد عليه المملكة في تنظيم الحج، وأكدوا أن هذه التقنيات تمثل دعامة حيوية لخطة المملكة الرامية إلى ضمان أمن وسلامة الحجاج.
وتندرج هذه التحركات ضمن استراتيجية أوسع تنتهجها السعودية لتحسين إدارة الحشود خلال مواسم الحج والعمرة، خاصة مع الأعداد المتزايدة من الزوار سنوياً، إذ تتطلب عمليات التنظيم الحديثة دمج عناصر الذكاء الاصطناعي، والتحليل الفوري للبيانات، والاستجابة السريعة للحوادث الأمنية أو الصحية، ويُعد نظام الكاميرات الحرارية أحد أبرز التطبيقات التي توفر هذه الميزات، حيث يتيح مراقبة مكثفة في الوقت الحقيقي حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة أو ارتفاع الكثافة السكانية.
كما يعكس توظيف طائرات الدرون قدرة الجهات الأمنية على التعامل مع تضاريس مكة المعقدة، والوصول إلى المواقع الحساسة أو المكتظة دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر، مما يُقلل من المخاطر ويُعزز كفاءة العمليات الأمنية، ويُنظر إلى هذه التقنيات بوصفها أداة متقدمة لرصد أي نشاط غير اعتيادي أو انتهاك لقوانين الحج، ما يُسهم في الحفاظ على سلاسة أداء الشعائر ومنع الازدحام والتكدس غير المشروع.
ويأتي هذا التوجه في إطار التزام السعودية برؤية 2030، التي تُولي أهمية قصوى لتحسين الخدمات المقدّمة للحجاج والمعتمرين، وتوسيع استخدام التكنولوجيا في القطاع الأمني واللوجستي، بما يعكس صورة حديثة للمملكة كدولة تُوازن بين التراث الديني والتقدم التكنولوجي.
كما يُعد نجاح هذه التجربة التقنية في مكة نموذجاً يحتذى به في إدارة الفعاليات الدينية الكبرى، ويُظهر كيف يمكن للابتكار أن يخدم القيم الروحية، ويُحافظ على قدسية الأماكن والمشاعر في آنٍ معاً، من خلال إدارة ذكية تستبق التحديات وتعالجها قبل تفاقمها.