«الدرون» تكشف محاولة تسلل 9 مخالفين إلى مكة المكرمة

في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لضمان انسيابية موسم الحج وتنظيمه بما يحقق أمن الحجاج وسلامتهم، أعلنت الجهات الأمنية في مكة المكرمة عن ضبط مواطنين اثنين تورّطا في نقل تسعة وافدين من حاملي تأشيرات الزيارة، في مخالفة صريحة للأنظمة والتعليمات المعتمدة الخاصة بتنظيم أداء مناسك الحج، وقد تم إحباط محاولتهم إدخالهم إلى العاصمة المقدسة لأداء الفريضة، في خطوة تمثل تجاوزاً للضوابط الرسمية التي وضعتها السلطات لتنظيم دخول الحجاج وفق ترتيبات دقيقة تضمن سلامة وشرعية أداء المناسك.

وكشفت قوات أمن الحج أن عملية الضبط تمت باستخدام تقنيات حديثة، من أبرزها تقنية الطائرات المسيرة «الدرون»، التي تم توظيفها في مراقبة المداخل والمواقع الحيوية المحيطة بمدينة مكة المكرمة، بهدف رصد أي تحركات غير مشروعة قد تعكر صفو الأمن أو تعيق الجهود التنظيمية التي تشهدها المنطقة مع اقتراب موسم الحج، وتعد هذه الخطوة مثالًا على التقدم التقني الذي باتت تعتمد عليه الجهات الأمنية السعودية في ضبط ومتابعة كل ما من شأنه أن يخل بالأنظمة، خصوصاً في هذا الموسم الذي يشهد أكبر تجمع ديني سنوي في العالم الإسلامي.

إقرأ ايضاً:

ويُمنع بموجب التعليمات الرسمية دخول غير الحاصلين على تصاريح حج نظامية إلى مكة المكرمة خلال موسم الحج، حيث تشدد الجهات المعنية على أن تأشيرات الزيارة، سواء كانت عائلية أو سياحية أو تجارية، لا تُخول أصحابها أداء مناسك الحج، وهو ما جرى التنبيه عليه مراراً من خلال القنوات الرسمية والإعلامية، إضافة إلى الحملات التوعوية التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع الجهات الأمنية.

العملية التي كشفتها قوات أمن الحج تعكس يقظة أمنية عالية وتعزيزاً للرقابة التقنية والبشرية في آن واحد، حيث أفضت المتابعة المستمرة إلى رصد المركبة التي كان يستقلها المواطنان وبرفقتهم تسعة وافدين، تبين لاحقاً أنهم دخلوا المملكة بتأشيرات زيارة، ومن خلال التحليل الفوري للبيانات، تم تحديد موقع المركبة بدقة، ومن ثم التعامل معها ميدانياً بما يضمن ضبط المخالفين دون تعريض حياة الآخرين للخطر.

وفي ظل التصعيد الذي تشهده الاستعدادات لموسم الحج هذا العام، شددت السلطات السعودية على أنها لن تتهاون مع أي محاولة للتحايل على الأنظمة، وأنها ستطبق أقصى العقوبات المنصوص عليها بحق كل من يثبت تورطه في تسهيل دخول غير الحاصلين على تصاريح نظامية إلى مكة أو المشاعر المقدسة، وتندرج هذه الجريمة ضمن مخالفات أنظمة الحج التي تُوجب عقوبات قد تشمل الغرامات المالية الكبيرة، السجن، والمساءلة القانونية أمام الجهات المختصة.

كما يأتي هذا الإجراء ضمن سلسلة من الخطوات الاستباقية التي تتخذها المملكة كل عام لضمان أن يمر موسم الحج بانسيابية وأمن، بعيداً عن الازدحام غير المبرر الذي قد يتسبب فيه دخول غير النظاميين، أو محاولات استغلال شعائر الحج في ممارسات مخالفة، سواء من قبل الأفراد أو الجهات التي تسعى إلى الربح غير المشروع، وتشير هذه الوقائع إلى التزام الجهات المعنية بضبط كل مخالفة في مهدها، مستفيدة من القدرات التقنية المتقدمة وتعاون المواطنين والمقيمين على حد سواء.

وقد جرى إحالة المواطنَين المقبوض عليهما إلى الجهات المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية، حيث يُنتظر أن تُتخذ بحقهما العقوبات المقررة، التي تهدف إلى الردع أولاً، وإلى الحفاظ على قدسية المكان وسلامة الموسم ثانياً، كما سيتم التعامل مع الوافدين المخالفين وفق ما تنص عليه أنظمة الإقامة والحج، والتي تشدد على ترحيل من يثبت تورطه في أداء المناسك بتأشيرات لا تخوّله ذلك، مع إدراج أسمائهم ضمن القوائم الممنوعة من الدخول مستقبلاً.

ويؤكد هذا الحادث على أهمية التوعية المستمرة، ليس فقط على مستوى الداخل السعودي، وإنما على صعيد الزوار القادمين من الخارج كذلك، ممن قد يجهلون ضوابط الدخول إلى المشاعر المقدسة أو يقعون ضحية لمحاولات تضليل من قبل أطراف تسعى إلى التربح من خلال استغلال شعائر الحج، وتعمل الجهات السعودية على التنسيق مع البعثات الدبلوماسية والمكاتب السياحية لضمان إيصال التعليمات بشكل واضح ومسبق، لتفادي تكرار مثل هذه الحالات.

تأتي هذه الإجراءات الحازمة لتؤكد أن المملكة عازمة على تنظيم موسم الحج بأقصى درجات الانضباط، مستفيدة من البنية الأمنية القوية، والدعم التقني المتطور، والإرادة السياسية الراسخة في جعل الحج تجربة إيمانية آمنة ومنظمة لكل مسلم يطمح لأداء الفريضة وفق الشروط النظامية.