سلوك غير لائق في فعالية بالرياض يستدعي تدخلاً أمنياً عاجلاً

أصدرت شرطة منطقة الرياض بياناً توضيحياً على خلفية انتشار مقطع مرئي على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر سلوكاً اعتبرته الجهات الأمنية مخالفاً للائحة المحافظة على الذوق العام، وأفاد المتحدث الإعلامي للشرطة أن الواقعة جرت داخل إحدى الفعاليات المقامة بمدينة الرياض، وتم على الفور التفاعل معها واتخاذ الخطوات اللازمة حيالها.

البيان الرسمي جاء عقب موجة واسعة من التعليقات والتداول للمقطع المصور، حيث عبّر عدد كبير من المستخدمين عن استغرابهم من السلوك الظاهر فيه، والذي رآه البعض مخلًا بالآداب العامة، خاصة في مكان عام وبين جمهور متنوع يضم العائلات والأطفال، وأكد المتحدث أن الجهات المعنية رصدت المخالفة بشكل مباشر فور تداول المقطع، وبدأت على الفور باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

إقرأ ايضاً:

وأوضح المتحدث أن السلطات بصدد استدعاء الشخص المعني لاتخاذ الإجراءات النظامية بحقه، وفقاً لما تنص عليه لائحة الذوق العام المعتمدة في المملكة، وتُعد هذه اللائحة أداة تنظيمية مهمة تستند إليها الجهات المختصة في ضبط سلوك الأفراد في الأماكن العامة، بما ينسجم مع القيم المجتمعية والثقافية السائدة في البلاد.

وتشدد لائحة الذوق العام على ضرورة التزام الأفراد بمجموعة من السلوكيات التي تحفظ النظام العام وتحترم الأعراف والتقاليد، وتشمل عدة بنود تتعلق باللباس، واللغة، والتصرفات، وأسلوب التعامل مع الآخرين في الأماكن العامة، وتفرض اللائحة غرامات أو إجراءات تصحيحية على من يثبت مخالفته لها، في سياق يسعى إلى تعزيز الوعي المجتمعي وضمان أجواء لائقة للجميع.

ويأتي هذا الإجراء ضمن سلسلة من التحركات المتكررة التي تقوم بها السلطات الأمنية في مختلف المناطق، لضمان التزام الفعاليات العامة والمشاركين فيها بالضوابط الأخلاقية والسلوكية، ويعكس ذلك توجه الدولة نحو ترسيخ قيم الاحترام والانضباط في المشهد العام، لا سيما في ظل ازدياد وتيرة الفعاليات الترفيهية والثقافية في المدن الكبرى.

وأثارت الحادثة نقاشاً واسعاً في الأوساط الرقمية بين مؤيد لتطبيق العقوبة حفاظاً على النظام العام، وبين آخرين يرون أن ثمة حاجة لمزيد من التوعية المجتمعية حول ضوابط الذوق العام وحدودها القانونية، ودعا بعض المعلقين إلى أهمية تزويد المشاركين في الفعاليات بمعلومات واضحة ومسبقة حول ما يُعد سلوكاً مخالفاً، للحد من التكرار والتأويل الشخصي للنصوص النظامية.

وفي الوقت الذي أكد فيه المتحدث باسم شرطة الرياض التزام الجهات المختصة بإنفاذ الأنظمة، أشار إلى أن التعامل مع مثل هذه الحالات يتم في إطار يحترم الإجراءات النظامية والحقوق الفردية، مع ضمان إتمام التحقيقات بما يكفل العدالة ويمنع التعدي على الخصوصيات، وحرصت الشرطة على طمأنة الجمهور بأن الجهات المختصة ستستكمل كافة الخطوات اللازمة بما يتماشى مع أنظمة المملكة.

تعكس هذه الواقعة أهمية الدور الذي باتت تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على السلوكيات العامة، وما ينتج عنها من محاسبة وتفاعل رسمي سريع، كما تُبرز مدى الجدية التي تتعامل بها السلطات السعودية مع أي انتهاك للضوابط العامة، سواء أكان في محيط افتراضي أو ميداني، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الانضباط الاجتماعي والاحترام المتبادل في كل الفضاءات العامة.