كشفت مصادر رسمية داخل النادي الأهلي المصري عن تحرك مفاجئ من جانب نادي الأخدود السعودي، الذي أبدى اهتمامًا واضحًا بضم اللاعب الدولي إمام عاشور خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، الأمر الذي أثار حالة من الترقب داخل أروقة القلعة الحمراء في ظل أهمية اللاعب الفنية بالنسبة للفريق.
وذكرت إدارة الأهلي، في بيان نُشر عبر حساب النادي الرسمي على منصة «إكس»، أنها تلقت خطابًا رسميًا من إدارة الأخدود، يتضمن طلبًا للحصول على خدمات اللاعب إمام عاشور عبر شراء المدة المتبقية من عقده الممتد لخمسة مواسم، في خطوة فُهمت على أنها رغبة سعودية جادة في خطف أحد أبرز لاعبي خط الوسط المصريين.
إقرأ ايضاً:
مشاركة وزير الاستثمار والتجارة الخارجية في منتدى مبادرة الاستثمار بالمملكة العربية السعوديةالسعودية تستثمر 8.2 مليار دولار في مشاريع تنموية شاملة لدعم مستقبل اليمنولم يتأخر رد النادي الأهلي، حيث أفادت إدارة القلعة الحمراء بأنها أرسلت خطابًا رسميًا مضادًا إلى الجانب السعودي، طالبت فيه بتوضيح العرض المالي المقدم، وذلك قبل الخوض في أي مفاوضات رسمية بشأن الصفقة المحتملة، إلا أن النادي لم يتلق أي رد حتى اللحظة من إدارة الأخدود.
ويمثل إمام عاشور أحد الركائز التي يعتمد عليها الأهلي في مشواره المحلي والقاري، خاصة بعد أن أثبت جدارته خلال فترة قصيرة منذ انضمامه إلى صفوف الفريق في يوليو 2023 قادمًا من نادي ميتلاند الدنماركي، بعد تجربة احترافية لم تدم طويلًا لكنها أكسبته خبرات مختلفة.
ويبلغ إمام عاشور من العمر 27 عامًا، وقد سبق له التألق في صفوف نادي الزمالك قبل انتقاله إلى أوروبا، حيث أثبت نفسه كلاعب وسط يتمتع بمهارات هجومية مميزة وقوة بدنية كبيرة، جعلته محل اهتمام عدد من الأندية في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
وكان عاشور قد شارك ضمن قائمة الأهلي في كأس العالم للأندية نسخة 2025، والتي استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن حظوظه في البطولة لم تكتمل، بعدما تعرض لإصابة قوية في أولى مباريات الفريق أمام إنتر ميامي الأمريكي، تسببت في كسر بالترقوة وأجبرته على الابتعاد عن الملاعب لعدة أسابيع.
وغياب اللاعب عن بقية مباريات البطولة ألقى بظلاله على أداء الأهلي، الذي كان يعول على حيوية خط الوسط لتحقيق نتائج إيجابية في البطولة العالمية، ما زاد من أهمية عاشور داخل الفريق وأكد قيمته الفنية في حسابات الجهاز الفني بقيادة السويسري مارسيل كولر.
ويُعد دخول نادي الأخدود على خط المفاوضات مع الأهلي محاولة واضحة من النادي السعودي لتعزيز صفوفه استعدادًا للموسم الكروي الجديد، الذي يتوقع أن يشهد منافسة شديدة في دوري روشن السعودي، خاصة بعد التحركات الأخيرة لعدد من الأندية لجلب أسماء بارزة على الصعيدين المحلي والدولي.
ويبدو أن إدارة الأخدود تبحث عن لاعب بإمكانيات فنية عالية وقادر على منح الفريق إضافة واضحة في خط الوسط، وهو ما توفره سيرة إمام عاشور، الذي يجمع بين اللعب الجماعي والفردي، ويُعد من أكثر لاعبي الوسط المصريين قدرة على بناء الهجمات والتحول السريع من الدفاع للهجوم.
ومن جهة أخرى، يواجه النادي الأهلي موقفًا حساسًا، إذ لا يرغب في التفريط بخدمات أحد أبرز لاعبيه، خصوصًا بعد حالة الانسجام التي حققها عاشور مع بقية عناصر الفريق، في الوقت الذي يسعى فيه النادي للحفاظ على استقراره الفني قبل انطلاق الموسم الجديد من الدوري المصري ودوري أبطال إفريقيا.
ويُدرك مسؤولو الأهلي أن التعامل مع العروض الخليجية يتطلب توازنًا دقيقًا بين المكاسب المالية والاستقرار الفني، خاصة في ظل ما بات يمثله سوق الانتقالات السعودي من قوة اقتصادية كبيرة، دفعت العديد من الأندية إلى فقدان نجومها في السنوات الأخيرة.
وبالرغم من أن النادي لم يُعلن موقفًا قاطعًا بشأن الاستغناء عن اللاعب، فإن طلبه توضيح المقابل المالي من نادي الأخدود يشير إلى انفتاح على مناقشة الصفقة من الناحية الاقتصادية، ما يفتح الباب أمام مفاوضات قد تتحول إلى اتفاق نهائي خلال الأيام القادمة في حال جاء العرض السعودي مغريًا.
ولكن في المقابل، فإن رحيل عاشور قد يُحدث فراغًا كبيرًا في وسط الملعب، لا سيما وأن الأهلي لم يعزز بعد صفوفه بصفقات جديدة في هذا المركز، ما يجعل القرار النهائي بشأن اللاعب مرتبطًا بما يمكن أن توفره الإدارة من بدائل فنية في حال تم بيع اللاعب.
ويسعى الأهلي في هذه المرحلة إلى بناء فريق قادر على الاستمرارية والتنافس على الألقاب محليًا وقاريًا، وهو ما يجعل من عملية التفريط في العناصر الأساسية عملية محفوفة بالمخاطر، خصوصًا إذا لم تُعوض سريعًا بصفقات على ذات المستوى أو أعلى.
ومن جهته، لم يُصدر إمام عاشور أي تعليق رسمي حول العرض المقدم من النادي السعودي، حيث يواصل اللاعب حاليًا مرحلة التأهيل من الإصابة التي لحقت به، في انتظار ما ستسفر عنه مفاوضات الأندية، وهو ما يضيف مزيدًا من الغموض حول مستقبله في القلعة الحمراء.
ومن المتوقع أن تتضح الرؤية خلال الأيام المقبلة مع اقتراب موعد انطلاق الموسم الكروي، سواء من خلال استقرار اللاعب في صفوف الأهلي، أو انتقاله إلى الدوري السعودي، في صفقة ستكون مثيرة بكل المقاييس إن تمت رسميًا.
ويظل موقف الأهلي حذرًا حتى الآن، إذ يدرك أن مثل هذه المفاوضات يجب أن تتم في أجواء تحفظ حقوق النادي، وتراعي القيمة الفنية للاعب، فضلًا عن التوازن داخل غرفة الملابس، في ظل ما قد يسببه رحيل عاشور من اهتزاز في تركيبة الفريق.