الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي يهدد إبداع صناع المحتوى على «يوتيوب»

كتب بواسطة: سوسن شرف |

في عام 2010، حمّل النجار المحترف جون بيترز مقطع فيديو على «يوتيوب» يوضح طريقة صنع طاولة طعام باستخدام أرجل قديمة، ولاقت طريقه شعبية واسعة بين المتابعين، حتى تجاوز عدد المشتركين في قناته المليون. ومع ذلك، يواجه الآن بيترز وآلاف المبدعين تحديًا جديدًا يتمثل في الذكاء الاصطناعي الذي بات ينافس صناع المحتوى البشري.

تحقيقات حديثة كشفت أن شركات التكنولوجيا قامت بتنزيل ملايين مقاطع الفيديو من «يوتيوب» دون إذن أصحابها لاستخدامها في تدريب أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بتوليد الفيديو. وقد تم جمع أكثر من 15.8 مليون مقطع فيديو من أكثر من مليوني قناة، ووضعها في مجموعات بيانات لأغراض البحث والتطوير، بما في ذلك نحو مليون درس تعليمي مماثل لمقاطع بيترز. ويتم إخفاء هوية أصحاب المحتوى عادةً، لكن يمكن تتبع مقاطع الفيديو إلى مصدرها الأصلي على «يوتيوب».

إقرأ ايضاً:

"إدارة تعليم الحدود الشمالية" تفاجئ طلاب رفحاء والعويقلة.. إيقاف الدراسة حضوريًا لهذا السبب"شركة هارمان" تكشف عن "سماعات لاسلكية جديدة".. تعرف على السر وراء جودة الصوت الفائقة!"شركة Ugreen" تطلق "باوربنك صغير مدهش".. لن تصدق قوة الشحن التي يحملها!شركة مونشوت تكشف عن نموذج K2 Thinking.. صدمة لعالم الذكاء الاصطناعيتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!

هذا الاستخدام يختلف تمامًا عن إمكانية تنزيل المشتركين للمحتوى للاستخدام الشخصي، إذ يشكل النسخ الجماعي لتدريب الذكاء الاصطناعي خرقًا لشروط الخدمة، رغم أن المنصة لم تتخذ إجراءات فعالة لوقف ذلك. ومن الناحية القانونية، ما زالت الأمور غامضة، حيث يتجادل المطورون بأن ذلك يشكل «استخدامًا عادلاً»، بينما رفض بعض القضاة هذا التفسير، وتستمر الدعاوى القضائية في تحديد حقوق المبدعين.

يظهر تأثير الذكاء الاصطناعي بوضوح في المنافسة مع صناع المحتوى، إذ تنتج أدوات الفيديو الاصطناعي محتوى جديدًا، مثل مقاطع تاريخية أو موسيقية، قد تجذب المشاهدين وتنافس العمل البشري بدقة، رغم وجود أخطاء في الوقائع أحيانًا. ومن المتوقع أن يتمكن المستخدمون قريبًا من طلب فيديو تعليمي مخصص من أدوات مثل «جيميناي» أو «تشات جي بي تي» فورًا وبمجان، مما يهدد الإيرادات التي يعتمد عليها صناع المحتوى من الإعلانات والاشتراكات.

تشمل الشركات الكبرى التي تستخدم مقاطع الفيديو لتدريب الذكاء الاصطناعي مايكروسوفت، ميتا، أمازون، إنفيديا، رانواي، بايت دانس، سناب، وتينسنت. كما تستفيد بعض المصادر المؤسسية الكبيرة، مثل «بي بي سي» و«ريد توكس»، بينما يظل المبدعون الأفراد مشاركين أيضًا في هذه العملية.

أدوات الذكاء الاصطناعي تُقيّم الفيديوهات بناءً على الجودة البصرية، وحركات الكاميرا، والسيناريو، ويتم تجزئتها إلى مقاطع قصيرة وربطها بالنصوص لتوليد محتوى جديد. الاستخدامات تشمل الترفيه، التدريب، الإعلانات، والدبلجة التلقائية، مع إمكانية تعديل الصور والفيديوهات بطريقة دقيقة تحاكي الواقع.

إلا أن هذه التطورات أثارت تحديات قانونية وأخلاقية كبيرة، مع دعاوى من شركات كبرى وأفراد ضد استخدام محتواهم بدون إذن. ويعكس صراع جون بيترز الشخصي القلق الأوسع: هل سيستمر الجمهور في تقدير المبدعين البشر، أم سينجذب إلى المحتوى الاصطناعي السهل والمتاح؟

يبقى التساؤل الأساسي: في عالم يزداد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، كيف يمكن حماية الإبداع البشري والحفاظ على أصالة المحتوى وسط طوفان الفيديوهات المولّدة آليًا؟

الأخبار الجديدة
آخر الاخبار