شهد متجر تطبيقات "أبل" في الولايات المتحدة صعودًا مثيرًا للجدل لتطبيق اجتماعي ناشئ يُدعى "نيون" (Neon)، بعدما تمكن خلال أيام قليلة من احتلال المرتبة الثانية في قائمة تطبيقات التواصل الاجتماعي المجانية. لكن اللافت في الأمر لم يكن نجاحه السريع فقط، بل الميزة الغريبة التي يقوم عليها: دفع المال لمستخدميه مقابل تسجيل مكالماتهم الهاتفية، ثم بيع هذه التسجيلات لشركات الذكاء الاصطناعي.
التطبيق يقدم نفسه باعتباره وسيلة جديدة لـ "الربح السهل"، حيث يَعِد المستخدمين بتحقيق مئات أو حتى آلاف الدولارات سنويًا، بمجرد السماح له بتسجيل محادثاتهم الصوتية. ووفقًا لبيانات Appfigures لتحليل التطبيقات، قفز "نيون" من المركز 476 إلى المراتب العشر الأولى بسرعة هائلة، الأمر الذي أثار اهتمام وسائل الإعلام التقنية مثل موقع "تك كرانش".
إقرأ ايضاً:
"إدارة تعليم الحدود الشمالية" تفاجئ طلاب رفحاء والعويقلة.. إيقاف الدراسة حضوريًا لهذا السبب"شركة هارمان" تكشف عن "سماعات لاسلكية جديدة".. تعرف على السر وراء جودة الصوت الفائقة!"شركة Ugreen" تطلق "باوربنك صغير مدهش".. لن تصدق قوة الشحن التي يحملها!شركة مونشوت تكشف عن نموذج K2 Thinking.. صدمة لعالم الذكاء الاصطناعيتحذير طبي جديد.. 5 أطعمة شائعة لا تخلطها مع البيض أبدًا وإلا ستدفع الثمن!نجم سعودي يلفت أنظار رينارد والهلال معًا.. خطوة مفاجئة تغيّر مسار مسيرته!كيف يعمل تطبيق Neon؟
بحسب شروط الاستخدام المنشورة على موقعه الرسمي، يقوم التطبيق بتسجيل المكالمات الواردة والصادرة، لكنه يحتفظ فقط بصوت المستخدم ما لم يكن الطرف الآخر أيضًا يستخدم التطبيق. وتعرض الشركة للمشاركين 30 سنتًا عن كل دقيقة اتصال بين مستخدمي "نيون"، مع سقف يومي يصل إلى 30 دولارًا.
إلا أن الجانب الأكثر إثارة للريبة هو أن هذه التسجيلات تُباع مباشرة لشركات الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير وتدريب وتحسين النماذج الصوتية. وهو ما فتح بابًا واسعًا من التساؤلات حول الخصوصية، الأمان، وإمكانية إساءة استخدام البيانات.
ثغرات قانونية ومخاوف أمنية
خبراء قانونيون أشاروا إلى أن التطبيق يستغل ثغرات قانونية تتعلق بعمليات التنصت، حيث يكتفي بتسجيل طرف واحد فقط لتجنب متطلبات الحصول على موافقة الطرفين في بعض الولايات الأميركية.
لكن الخطر الحقيقي لا يقف عند هذا الحد، إذ يحذر خبراء الأمن السيبراني من أن تسجيلات الصوت قد تُستخدم لاحقًا في عمليات انتحال الهوية أو الاحتيال الرقمي، خاصة وأن الشركة تمنح نفسها ترخيصًا واسعًا للتصرف في البيانات.
كما يوضح مختصون أن هذه التسجيلات قد تُستغل لإنشاء أصوات مزيفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل المستخدم وأصدقاءه عرضة لمخاطر كبيرة، بدءًا من المكالمات المزيفة وصولًا إلى سرقة البيانات الحساسة.
تاريخ يعيد نفسه
القضية ليست جديدة تمامًا، إذ تعيد للأذهان فضائح سابقة مثل فضيحة "فيسبوك" عام 2019، عندما كُشف أنه كان يدفع للمراهقين مقابل تثبيت تطبيق يتجسس عليهم، أو التطبيقات التي جمعت بيانات المستخدمين سرًا رغم تقديم نفسها بشكل بريء.
لكن المختلف هذه المرة أن المستخدمين أنفسهم يشاركون بياناتهم عن وعي، مقابل عوائد مالية تبدو مغرية، دون إدراك أن الثمن الحقيقي قد يكون أعلى بكثير على المدى الطويل.
حتى اللحظة، لم يُصدر مؤسس التطبيق "أليكس كيام" تعليقًا رسميًا على موجة الانتقادات، بينما يرى محللون أن انتشار "نيون" يعكس واقعًا جديدًا؛ حيث أصبح بعض الأفراد مستعدين للتخلي عن خصوصيتهم مقابل مكاسب مالية سريعة، في وقت تتزايد فيه هيمنة تقنيات الذكاء الاصطناعي على حياتهم اليومية.