توجيه خطباء الجمعة للحديث عن وحدة الصف وأمن الأوطان

وجّه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة لتخصيص خطبة الجمعة القادمة حول موضوع غاية في الأهمية، يتمحور حول وحدة الصف وأمن الأوطان وأهمية تعزيز الانتماء الوطني. ويأتي هذا التوجيه ضمن حرص الوزارة على تذكير المسلمين بمقاصد الشريعة وتعزيز القيم التي تحفظ المجتمع وتدعم استقراره.

وحدة الصف من مقاصد الشريعة

أكّد التوجيه على إبراز مكانة اجتماع الكلمة ووحدة الصف في الإسلام، حيث أوضح أن ذلك من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية. فقد أمر الله تعالى المؤمنين بالاعتصام بحبله المتين وعدم التفرّق، وجاء في القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾. كما وردت أحاديث نبوية شريفة تحثّ على لزوم الجماعة ونبذ الفرقة لما لذلك من أثر في تقوية المجتمع وحمايته من الأخطار.

إقرأ ايضاً:

الأمن مسؤولية الجميع

شدّد التوجيه على أن الحفاظ على أمن الأوطان مسؤولية مشتركة يتحمّلها كل فرد في المجتمع، وذلك من خلال طاعة الله ورسوله ﷺ وطاعة ولاة الأمر، إضافة إلى الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تسهم في حفظ الحقوق وصيانة الأرواح والممتلكات. الأمن ليس مجرد واجب على المؤسسات الرسمية فحسب، بل هو واجب ديني ووطني يشمل كل فرد في المجتمع، مما يجعل التعاون والالتزام قاعدة أساسية للحفاظ على استقرار البلاد.

تعزيز الانتماء والولاء للوطن

دعا التوجيه الخطباء إلى التأكيد على أهمية تعزيز مشاعر الانتماء والولاء للوطن والاعتزاز بالمكانة الدينية والحضارية والاقتصادية التي تتمتع بها المملكة. كما شدّد على ضرورة تذكير المصلين بما تقوم به القيادة من جهود عظيمة في خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قضايا العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن الحفاظ على هذه النعم مسؤولية جماعية تتطلب المشاركة الفاعلة في بناء الوطن وحماية مقدراته.

إن التوجيه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن هذه الموضوعات الجوهرية يعكس وعيًا بأهمية الخطاب الديني في تعزيز القيم الإسلامية والوطنية، ويُبرز دور المنابر في نشر ثقافة الوحدة والطاعة والولاء، بما يضمن بقاء المجتمع متماسكًا وقادرًا على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. هذه الدعوة تذكير للمجتمع بأن الأوطان لا تُصان إلا بوحدة الكلمة، والالتفاف حول القيادة، وحماية الأمن، وهي رسائل تحتاجها كل أمة تسعى للاستقرار والتنمية.